أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر محمد أسكيف - العلمانيون السوريون ومعضلة التحالفات














المزيد.....

العلمانيون السوريون ومعضلة التحالفات


ياسر محمد أسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 12:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



هي معضلة حقا ً . ولأنها كذلك , فليس أفضل من الهروب إلى الأمام , وإعادة انتاجها . إذ تقدّم إعادة الانتاج , المدروسة , والمُتقنة , شيء من الطمأنينة , وراحة البال , لبعض المنظرين والكتاب .
وهذا تماما ً ما يفعله المُنظّر والباحث ( ياسين الحاج صالح ) في مقال يتناول العلاقة بين المعارضة العلمانية والتيارات الاسلامية ( الحوار المتمدن – تاريخ 20 – 11 – 2012 ) . يقرّ الباحث في بداية مقاله بأن ( المعارضون العلمانيون يجدون أنفسهم في وضع مُعضل في العلاقة مع الاسلاميين ) ولكنه رغم الوضع المُعضل , يبدي الكثير من الإصرار على اقتراح صيغة , أو صيغ , تجعل من علاقة ما , أو تفاهم ما , أهون الشرّين . وخاصة أن الكاتب يدرك بأنه ( إذا كان التحالف مع الاسلاميين حلا ً لمشكلة فإنه مولّد لمشكلات ) غير أنه يجد في صيغة ( المجلس الوطني السوري ) تجسيدا ً للتحالف الذي لا ( يوجب على أي طرف أن يتخلى عن رؤاه الخاصة ) وهذا ما سيتراجع الكاتب عن الإقرار به مؤكدا ً بأن توازن هذا المجلس قد بدأ يختل ( بفعل تنامي وزن الاسلاميين وبقاء وزن غيرهم ثابتا ً أو تراجعه ) وتنامي وزن الاسلاميين هذا كان يستند إلى تنامي قوتهم العسكرية في وجه النظام , ذلك التنامي الذي أدرّ عليهم مساعدات ماديّة ومعنوية .
نلاحظ أن الكاتب على امتداد مقالته يؤكد بأن أي شكل من أشكال التحالف غير ممكن , لأن التحالف هو تنوع وتمايز في إطار من الوحدة والانسجام , وهذا الأمر يقتضي ضمنا ً توفر مكوّنات ديموقراطية لا إلغائية أو إقصائية تعترف بالآخر كتعيّن مُختلف وليس كمُفردة . والكاتب ذاته يعترف في غير مكان بأن الاسلاميين إقصائيين واستيلائيين ( أنظر " ثورة سورية أم ثورة اسلامية في سوريا . – الحوار المتمدن – تاريخ 25-11-2012 ) .
إذا ً المهمّة التي يتصدى لها الديموقراطي العلماني السوري في لحظته الثورية الراهنة هي مهمة مُرّكبة لأنها تقتضي التصدي لمحاولة الهيمنة الاسلامية بالتزامن مع الثورة ضد النظام , وهذا ما يبدو مُستحيلا ً بنظر الكاتب الذي يرى أن القرب ( من متن الثورة وتطورها يضعك في موقف ضعيف التأثير على مظاهر الأسلمة المتعلقة بها . أما إذا كنت منشغل البال بصعود الاسلاميين فستجد نفسك بعيدا ً عن متن الثورة وعملياتها الفعلية . ) أليس هذا اعتراف صريح وواضح بأنها ثورة إسلامية بامتياز , وبأن أي عمل ثوري يستمد شرعية وجوده من صبغته الاسلامية , أو من إذعانه لها , وتمسحه بها . وهل يفهم من القول السابق إلا أنك لا تجرؤ على انتقاد الاسلاميين في الأوساط ( الثورية ) وأنك إذا ما فعلت ذلك فستجد نفسك منبوذا ً ومطرودا ً من المتن ( الثوري ) . ما هي ( العمليات الفعلية ) للثورة السورية إذا ً , تلك التي سيجد المرء نفسه بعيدا ً عنها إذا ما انشغل ( ولنلاحظ هنا فقر الدلالة في مفردة " انشغال " التي لا يبدو أنها تعني سوى إضاعة الوقت ) باله بصعود الاسلاميين . هل هي إلا العمليات العسكرية التي تهدر المزيد من الدماء , وتسبب المزيد من الدمار . ؟
وللخروج من المعضلة التي تتمثل في استحالة القيام بالمهمّة المركبة ليس هناك من خشبة خلاص سوى البحث عن الهدف الجامع ( الحائز على الأسبقية على الفوارق الأيديولوجية بين التيارات ) والذي يحقق الحصانة للرؤى الخاصة لكل طرف ويتيح له ( العمل على تأكيد نفسه كقوة فاعلة لا يمكن القفز فوقها ) وهذا الهف ليس سوى ( إسقاط النظام ).
الدعوة صريحة وواضحة وتحيّد بالفعل أي خلاف أيديولوجي , انها كدعوة تساوي بين الجميع , ولكن هل تتعدى المساواة حدودها النظرية , شأن الدعوة تماما ً . ؟ خاصة وأن الكاتب ذاته يقرأ أسباب اختلال التوازن في ( المجلس الوطني السوري ) في تنامي القوّة العسكرية للإخوان المسلمين , أي أن القوة العسكرية , وليس الدروع الأيديولوجية , أو الرغبات والنوايا , هي من يحدّد الحواجز التي تمنع البعض من القفز فوق بعض , وهذا ما لا تتوفر عليه التيارات العلمانية والديموقراطية , الأمر الذي سيبقيها , في أي تحالف مع باقي المعارضات المسلحة , على قاعدة اسقاط النظام , وفقط اسقاط النظام , مجرّد تابع هزيل , إن لم نقل مطيّة سهلة الركوب . وهل يمكن النظر إلى هذا المخرج من المعضلة المطروحة إلا كضحك على ذقون العباد , واستخفاف بعقولهم .؟ وخاصّة أن هذا الاستخفاف يتعزّز حينما يعود الكاتب للقول ( أننا لا نتصوّر توصية حاسمة غير الانخراط في الصراع في كل وقت وبمختلف أشكاله ) إذ ( من شأن المشاركة الفعلية في الثورة , أن تنتزع للمشاركين مواقع في سوريا الجديدة , مواقع للصراع واستئناف الصراع من أجل أوضاع أكثر توافقا ً مع توجهاتهم ) هي صكوك غفران إذا ً , أو سندات طابو لحصص في ملحق الثورة , وهي ما يذكر بتهديدات برهان غليون بأنه على الطائفة العلوية أن تشارك في الثورة كي تضمن لها مستقبلا ً في سوريا القادمة .
ليس مهما ً إذا ً شكل سوريا الجديدة ( مقبرة أو حصيلة زلزال ) , لأن هذا الشكل لا يعني شيئا ً, ما دام هناك , وبكل تأكيد , استئناف للصراع . غير أن الذي لا يعيره الكاتب أي اهتمام هو الراهن , الذي لن يعود راهنا ً أبدا ً . وأن الظروف السورية التي تجعله اليوم يرى ما يراه , ستتغير , كما تشير يوميات الأزمة السورية , بحيث لن يسمح لأحد بالرؤية , أو حتى بالحدس . وبالتأكيد ستطول بعدها الأيام قبل أن يجد ( ملحق الثورة ) مكانا ً وبيئة لولادته .



#ياسر_محمد_أسكيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجوه المتحوّلة للحراك السوري
- عصيان المعنى وارتهان الكتابة الجديدة
- الدور الاجتماعي للأدب ومسلمة النقد الأيديولوجي
- الديموقراطية والعنف


المزيد.....




- تحليل.. لماذا تباين ترحيب الهند وباكستان بدور أمريكا في وقف ...
- بيسكوف: لا توجد لدى روسيا قنوات حوار مع الرئيس الفرنسي
- وزير الخارجية الصيني: بوتين أعرب لشي عن استعداد روسيا للتفاو ...
- مصر.. القضاء يسدل الستار على جريمة مروعة هزت البلاد
- أغنية خاصة من ماجد المهندس.. ترحيب عراقي مؤثر بضيوف القمة ال ...
- سلامك النفسي يبدأ من الأنف، كيف؟
- تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته ال ...
- الدوري الألماني - هبوط بوخوم وهولشتاين كيل في الجولة قبل الأ ...
- بيسكوف يؤكد عدم وجود رد فعل من قبل كييف على اقتراح بوتين مفا ...
- الداخلية العراقية: منع تنظيم أي تظاهرة في بغداد حتى العشرين ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر محمد أسكيف - العلمانيون السوريون ومعضلة التحالفات