الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 10:48
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كلمة الاتحاد
للرافضين الشباب، تحية
وسط تعقيدات سياسية يفرضها مشروع الاحتلال الاسرائيلي، وتلكؤ، بل رفض، حكومة شارون - بيرس الانصياع للشرعية بكل مستوياتها، ودفع مستحقات التسوية السياسية مع الشعب العربي الفلسطيني، جاءت رسالة رفض الاحتلال وخدمته الموقعة من 250 شابة وشابًا اسرائيليين، كدفعة اضافية من الأمل في امكانية تغيير هذا الواقع البشع.
فقد تنادى اولئك الطالبات والطلاب الذين يتعلمون في مدارس ثانوية اسرائيلية من كل ارجاء البلاد، وأعلنوا موقفًا مبدئيًا، أخلاقيًا، وسياسيًا، مفاده رفض خدمة جيش الاحتلال، ومعارضة أجندته التي تُفرض على الجمهور في اسرائيل، وتصادر منه حقوقه الأساس.
هذه الرسالة التي تتميز بروحها الشابة المواجِهة، لم تتضمن مقولات عامة فحسب. بل أن واضعيها يطرحون أجندة بديلة مركبة ومختلفة عما تكرّسه المؤسسة الاسرائيلية. فهم، بسنواتهم الربيعية الباكرة، من الوعي السياسي بحيث عرفوا كيف يربطون خطورة مشروع الاحتلال ومستوطناته ونهجه التوسعي بالمأساة الاجتماعية – الاقتصادية التي تخنق شرائح شعبية واسعة من الجمهور الاسرائيلي. وأشاروا تحديدًا الى ضرب قطاع الخدمات من صحة وتعليم ورفاه اجتماعي. وهي قضية تنضم الى الانهيار القيمي والاخلاقي الناجم عن مشروع الاحتلال القومجي المعادي للشعوب المجاورة.
إن هذه الرسالة تؤكد مجددًا أن للقوة العسكرية حدود. فهذه القوة التي تنعكس اجرامًا بحق الفلسطيني، تفرز نقيضها المتمثل في خطوات مناهضة لهذا النهج الذي لا زال يتوهم أن الدبابة والطائرة الحربية هما بديل للسياسة. ومن اللافت أن هؤلاء الشبان الذين يستعدون للدخول الى معترك الحياة إنما يفوقون الساسة الاسرائيليين المجربين، في الرؤية والتحليل والقامة الأخلاقية على السواء.
لقد رأينا خلال سنوات العدوان الاسرائيلي المفتوح على الشعب الفلسطيني منذ ايلول 2000 كيف أن حركة التململ والرفض بين الشباب الاسرائيلي للاحتلال وخدمته، قد ساهمت في تكسير مزاعم "الأمن والدفاع" الاسرائيلية. فهذه التحركات الاحتجاجية النضالية الشابة هي مساهمة هامة على طريق تقصير عمر هذه السياسة الاحتلالية المنغلقة والاجرامية بحق الشعب الفلسطيني، وعلى حساب المواطنين الاسرائيليين الفقراء ايضًا.
ومن هنا، فإننا حين نوجه التحية الى هؤلاء الشباب – شبان وشابات - ومن سبقهم على هذا الدرب المشرّف، نضم اليها تحيتنا الى مهرجان النساء في قرية يركا الجليلية الشامخة، التي أعلن حشد من الأمهات فيها تصعيد النضال لإنقاذ ابنائهن من مصيبة الخدمة العسكرية القسرية في جيش الاحتلال.
وأخيرًا، على الرغم من حلكة الأوضاع، سيبقى الموقف الرافض للاحتلال وموبقاته هو الشعلة التي تنير درب المستقبل والأمن الحقيقي لشعبي هذه البلاد. فتحية لمن يرفع الصوت ويدفع الثمن.
(الاتحاد)
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟