|
شهادة الزور
ميسون نعيم الرومي
الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 15:43
المحور:
المجتمع المدني
معنى شهادة الزور ، هـي ان يشهد الشخص خلافا للواقع والحقيقة ، فيجعل الباطل حقا والحق باطلا ، وليته كان قد سكت ولم يدل بشهادته .
شاهد الزور انسان كاذب وخائن ومفتري ، لايمكن الوثوق به في كل الأمور الحياتية ، وهو خال من اي التزام ، سواء كان هذا الألتزام ديني او فكري او حزبي ، وهذه مجتمعة تفرز اولا سلوكا اخلاقيا يعكس التزام شاهد الزور من عدمه ، في دينه وفكره ومعتقده ، لذلك نرى ان شاهد الزور يحيط نفسه بهذا الألتزام ليدلي بشهادته المزورة ، بل يستغله بالأدلاء لشهادة الزور هذه ، وبذلك فانه ارتكب مصيبة كبرى لأنه كذب وتجنـّـى فظلم الشخص الذي شهد عليه ، ووقف مع شخصا لايستحق المناصرة ، واعطاه ما ليس له ، وجرد شخص من حقه وتجنى عليه من دون وجه حق ، وفي نفس الوقت فانه شجع وعزز الطرف الآخر على الأستمرار في خطيئته وعمله المشين بدلا من مساعدته على اصلاح ذاته ، وبذلك فانه يكون قد ساهم بطمس الحقائق ، وضلل العدالة ، وشجع على تفشي الكذب والظلم ، التي هي من آفات تئاكل وتدمير المجتمع .
وحيث ان المبادئ الأنسانية تفترض على معتنقها وضوح الرؤيا ، ومناصرة الحق ، فعليه يدلي بشهادته متجاوزا كل علاقاته مع المجهول ، سواء كان من عائلته ، او من اقاربه ، او اصدقائه ، لأن نصرة المظلوم واجباً دينيا ، انسانيا ، اخلاقيا .
وشاهد الزور لحظة شهادته يتجرد عن كل ما له علاقة بالخلق والمبادئ والقيم ، بل انه يتمرد عليها لتحقيق لذة التزوير في داخله ، فلا يهمه ظلم المظلوم ،ـ وانما يهمه مناصرة ومحاباة الظالم .
وشاهد الزور يحمل دائما في يده وعقله معول الهدم ، والأنتقام حتى لمبادئ التزم بها كذبا وزورا ، لذلك ان تزويره لواقعة انتمائه تحتم عليه محاربة كل انسان قد يحمل نفس مبادئه ، وكثير من الناس الذين يدعون المثل ، والمبادئ ، والألتزام ، يحابون من هو باطل في ادعائه على الغير ، فتراه يلصق زورا بغيره من خلال ما فيه ، وهذا اشد انواع شهادات الزور ، بل ان هناك فريق آخر من الناس يسكتون ويلوذون بالصمت عن مناصرة الحق ، بل يتمادون اكثر الى تميعه ، خدمة لمصالحهم الخاصه ، وهذا نوع آخر من شهادة الزور .
ان شهادة الزور من الكبائر الاخلاقية ، ومن الموبقات المجردة من الأنسانية ، والتي هي انكار للحق ، وان عقوبة شهادة الزور في كل القوانين الوضعية الدولية هي جناية عقوبتها السجن لفترة زمنية يقررها القاضي حسب القضية ، وتصل احيانا الى الأعدام اذا ترتب على الشهادة اعدام المتهم .
شاهد الزور يدلي بشهادته بناء على مصالح شخصية بحتة ، اوانه قد باع ذمته لمن دفع له اكثر، وفي كلا الحالتين ، شاهد الزورهو الانسان الذي تخلى عن ضميره ، وتجرد من ، بل تنكر لكافة المبادئ الأنسانيه . وبالتالي .. فانه شخصا منبوذا من جميع النواحي الدينية ، والأخلاقية ، والأجتماعية .
انه شاهد الزور..انسان لايستحق الأحترام . كانون الثاني / 2012 ستوكهولم
#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى اينَ المَسير
-
كَفكِف دموعَك يا قلَم
-
خمارالخَريف
-
وا ويلتي .. يا وَيلَتي
-
حبيبي...بلدي
-
خُلاصَة الروح
-
السَرابْ
-
يا صاحبَ المَطرَقة العَتيد
-
الدارمي
-
مَتى تَنْهَض يا عِراق
-
وَردَة فالنتاين
-
رياح الغضَب
-
لوحةالاهية مقدسة
-
تُرى..هَلْ تَسْمَعْينْ.. ؟
-
مساء.. النور
-
حَبيب.. أبيْ
-
ثَورَةٌ...مُحاصَرةٌ...صامِدَةٌ
-
تُحْفَةُ البِلاد
-
لاتَمْشِ... مُخْتالاً
-
يا... لائمي
المزيد.....
-
كابوس نتنياهو.. هل تُدان إسرائيل بجرائم الحرب والإبادة؟
-
الطرد أو القتال في غزة.. مصير طالبي اللجوء الأفارقة بإسرائيل
...
-
هل يمكن إنقاذ السودان من -المجاعة-؟
-
اعتقال 3 يشتبه في تورطهم بأنشطة لـ-داعش- في فنلندا
-
زيمبابوي تعتزم إعدام 200 فيل لإطعام سكان يعانون الجوع
-
اشتباكات في سنار وتحذير من تفاقم الوضع الإنساني بالسودان
-
ألمانيا.. فرض رقابة على الحدود البرية للحد من الهجرة غير الن
...
-
العفو الدولية بتونس تندد بقمع الحريات قبيل الانتخابات
-
الأونروا تحذر من تدهور الأوضاع الصحية بقطاع غزة
-
الأمم المتحدة ومفاوضاتها مع مصر وقطر لحل أزمة حرب غزة
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|