|
مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي2-3
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 15:22
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نبدأ بالاول:وهو جان بول سارتر/1905-1980،الفيلسوف الوجودي الابرز،الذي اشتهر بالوجودية واشتهرت الوجودية به،رغم وجود الكثير من الفلاسفة الوجودببن غيره.والوجودية فكر فلسفي،ونزعة فلسفية بقدر ماهي مذهب لاهوتي فلسفي.وتعتبر الوجودية(ثورة فكرية)ضد كل ما يستلب حرية الانسان،وهي تؤكد على الذاتية،والحاضر الزمني،دون القلق من الماضي او على المستقبل،وهي تركز على الذات كموضوع معرفي وجودي،وكمركز للتأمل الفلسفي..بدأت في الربع الثاني من القرن التاسع عشر على يد سورين كيركغارد1813-1855 مؤسس الفلسفة الوجودية.الذي اكد على العاطفة والانفعال كمعرفة اكيدة.وتنقسم الوجودية الى اتجاهين:احدهما ايماني/وعلى رأسه:كيركغارد،وبيردائييف،وغابرييل مارسيل.والأخر الحادي:ويشمل بألاضافة لسارتر،كارل ياسبرز،ومارتن هيدجر،وسيمون دي بوفوار،وموريس ميرلوبونتي..ولد سارتر في باريس،وبدأ حياته العملية استاذا،ودرس الفلسفة في المانيا في بداية الحرب العالمية الثانية،وعند احتلال النازيين لفرنسا عمل في المقاومة السرية،وكان من ابرز المثقفين الفرنسيين ذو التوجه اليساري.منح جائزة نوبل عام1964،ولكنه رفضها!ترفعا عن التشريف الرسمي المكرس من قبل(مؤسسة ثقافية برجوازية)!وتخضع اختياراتها لتوجهات سياسية ودعائية.معلقا:"ان هدفه من الكتابه ليس التشريفات الرسمية والجوائز،بل ينبع من التزامه الادبي بحمله آلام العصر"..يعد سارتر واحدا من اكثر المفكرين الاوربيين اثارة للجدل في منتصف القرن العشرين.كان فيلسوفا:كتب العديد من الابحاث القلسفية المهمة مثل:الوجود والعدم/الوجودية مذهب انساني/المادية والثورة/نقد العقل الديالكتيكي -والذي كان نقطة التحول الحاسمة له نحو الماركسية-وغيرها من دراسات ..وكان روائيا:كتب العديد من الروايات منها:الغثيان/الجدار/دروب الحرية-بثلاثة اجزاء-وغيرها.وكان ايضا كاتبا مسرحيا كتب الكثير من النصوص منها:الذباب-التي عرضت على المسرح بظل الاحتلال النازي-/ اللامخرج/المنتصرون/سجناء التونا،وغيرها.وكانت مسرحياته كرواياته،تعالج القضايا الاقرب للميتافيزيقيا والقلق الوجودي منها الى السياسة،وبالرغم من وجود بعض المسرحيات المناهضة للنازية والرأسمالية.وكتب مذكراته بعنوان:الكلمات.وكان محور فلسفته الوجودية يدور حول الذات الفردية،وادراك الحرية ووعيها،والتزامه المترتب على الحرية كمسؤولية وقدر.فالانسان قبل ان يعي حريته هو وجود بلا ماهية او هو مجرد(مشيء)!اي اقرب الى الاشياء.والجانب الذاتي الوجودي المحض هو اهم صفة للفرد وغاية بذاته،ولااهداف ما ورائية لوجوده!بل هو الذي يحدد اهدافه لنفسه،وحريته مطلقة لا حدود لها!...بعد الحرب اسس مجلة(الازمنة الحديثة)بعد ان ترك التدريس،وخصص وقته للكتابة والنشاط السياسي،وكانت المجلة منبرا بارزا للقكر اليساري التقدمي.وجه سارتر بأستمرار سهام نقده نحو النظام الرأسمالي المتعفن والبالغ الخسة،وفساد وتحلل البرجوازية وقذارتها وخبثها،واشعالها لحروبها الامبريالية،والتي تعتاش عليها،وديمومة انتاجها لاسلحة الدمار واستخدامها،وخصوصا في كوريا وفيتنام..كان للاشتراكية في ذهنه تصورا اكثر حرية وانسانية واقرب لفكر ماركس.وكان واثقا دوما بان الاشتراكية هي وحدها دون غيرها قادرة على تحرير الانسان وفي الصدارة البروليتاريا،وبناء مجتمع حر يتمتع فيه الجميع بالامان الاقتصادي والتفتح الانساني.وليس مجتمعا حرا من كان فيه فردواحد مقموعا!ويجب ان يتمتع الجميع بالحرية وممارستها دون قمع او كبت!وكان تصوره لطبيعة الاشتراكية ووسائل تحقيقها انه"لايمكن للاشتراكية ان تظهر الا على يد الطبقة العاملة،ولا يمكن لها ان تنجز شيئا ما لم تعط الاولوية المطلقة لحاجات هذه الطبقة".كانت علاقته بالفكر الماركسي(الماركسية) يشوبها دائما النقد الاكثر راديكالية وحدة.ليس المنهج الماركسي الجدلي،بل تلك التجارب المسخ!والتي نفذت وطبقت في بلد اكتوبر(المغدور)!..تلك التطبيقات الخرقاء لما يسمى تجوزاب(الاشتراكية)!وخاصه في الحقبة الستالينية ومابعدها..ولكنه رغم عدم انتمائه للحزب،واستقلاليته كمفكر ماركسي حر،ظل امينا للفكر الماركسي فيما بعد .وكان يتعبر نفسه واحدامن مجموعة من المثقفين اليساريين،ومعاديا بلا هوادة للنظام الرأسمالي(الغول)باستغلاله للبروليتاريا،ونهبه لشعوب المستعمرات،وكانت علاقته مع الحزب الشيوعي الفرنسي متشنجة وقلقة،وخصوصا من طرف الحزب!ونقدية لحد الادانة لبلد اكتوبر(المغدور)!!وظل رغم نقده الحاد للممارسات و الفضاعات التي ارتكبت وبالذات غي عهد ستالين،يرى كفة(الاشتراكية) رغم تطبيقها المشوه!هي الارجح على كفة الديمقراطيات البرجوازية!!وصعد من حدة انتقاداته للشيوعيين الفرنسيين بعد احتلال النازيين لفرنسا1941،وتأييد الحزب لمعاهدة عدم الاعتداء المعقودة بين ستالين وهتلر في عام1939،واعلان فرنسا وانكلترا الحرب على المانيا عشية احتلال النازيين لبولندا.والذي اعتبره الحزب(مؤامرة امبريالية)!!وتغير الموقف من الحرب بعد بعد غزو هتلر لبلد اكتوبر(المغدور)عام1941 ليصبح الحزب بين عشية وضحاها داعيا لمقاومة الغزو النازي الامبريالي!!وعقب ذلك تفاقمت درجة نقده للاوتوقراطية البيروقراطية الستالينية وللشيوعيين الفرنسيين،ووصلت للقطيعة بعد احتلال ستالين لاوربا الشرقية بعد انتهاء الحرب وبدء الحرب الباردة،وبعد غزو المجر وقمع حركة الانعتاق فيها عام1956 ازداد الموقف صرامة،وكتب سارتر مقالته الشهيرة(شبح ستالين)!وفيها ادان التدخل،وعده اعتداء سافر من قبل ورثة الستالينية!ولكنه بقى مخلصا وامينا لفكرة (الاشتراكية وضرورة تحرير الطبقة العاملة)،وآزر الحزب الشيوعي،واصطف الى جانبه في كثير من المواقف.يقول سارتر:"ان الطبقة العاملة حققت وعيا بذاتها من خلال الحزب الشيوعي وحده"...وظل محافظا على تعلقه الفكري ونزاهته المبدئية للماركسية والتي يقول عنها:"هي الفلسفة الوحيدة للقرن العشرين ولا يمكن تجاوزها"!.ولم يتنكر للماركسية او ينبذا رغم اخفاقات التجارب المزيفة وطبيعتها القامعة والاستبدادية،وانعدام ديمقراطيتها.ورغب بتلقيح الماركسية من خلال الحزب الشيوعي بقدر من اللبرالية والانفتاح ،ورغم وجوديته الى حد النخاع!قال عن فلسفته-وهذا منتهى النزاهة والنبل الفكري-(لايمكن للوجودية ان تحل محل الماركسية،والماركسية هي وحدها الفلسفة الصحيحة في العالم الحديث)كون الوجودية بجوهرها اليائس وقنوطها الروحي تتناقض مع الفلسفة الاجتماعية والنشاط والممارسة السياسية.بعد غزو حلف وارشو لتشيكوسلوفاكيا عام1968 وسحقه(لاشتراكية)دوبتشك الاصلاحية،واندحار الثورة الطلابية والتي اجتاحت الجامعات الفرنسية وبعض الجامعات الاوربية،غرق سارترا بيأس ونهلستية اكثر عمقا،واستدار نحو العالم الثالث وحركات التحرر الوطني في المستعمرات وثورات الشعوب..لقدكان سارتر مخلصا للطبقة العاملة ونضالها ضد الرأسمالية،وللماركسية بوجهها الانساني،ولفكر ماركس الذي تعرض لتشويهات السدنة الدوغمائيين،وحماقات التطبيق!!توفي سارترعام1980 واحرقت جثته بناءا على طلبه.كان سارتر فيلسوفا واديبا،قضيته الاولى والوحيدة هي الانسان وحريته،ويعتبرواحدا من ابرز مفكري القرن العشرين والاكثر حضورا..................... ...........................................................................................................
يتبع في المقال القادم..
وعلى الاخاء نلتقي..........
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي
-
رد على الاستاذ سنان احمد حقي/عودة الى الشيوعية والاديان!!!
-
(شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(5-الاخير)
-
(شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(4)
-
(شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(3)
-
شتان مابين الشيوعية والاديان!!!(2)
-
(شتان ما بين الشيوعية والاديان)!!!(1)
-
الديك الاصلع!!!
-
غول ومغول وشمس تزول!!!
-
كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(7/الاخير).
-
كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(6)
-
كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(5)
-
كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(4)
-
كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(3)
-
كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(2)
-
كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(1)
-
مسرحية (فارس)ومتفرج بلا راس!!!!
-
تداعيات الزومبي الوديع!
-
الاغتراب..التخوم القصوى/ابو حيان التوحيدي نموذجا
-
موجز تاريخ الدينصورات!
المزيد.....
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
-
هل تشكل الجزائر -خطرا أكبر- من المغرب على إسبانيا؟
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|