أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية















المزيد.....

الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 03:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم الثورة العارمة التى تجتاح جميع أنحاء الوطن من شماله الى جنوبه ضد الإخوان المسلمين وأنصارهم من السلفيين والجهاديين السابقين والحاليين فإننى على قناعة ان أفق هذه الثورة لن يؤدى بالضرورة الى القضاء على الاسلامى حيث ان ذلك ليس سهلا من الناحية العملية وليس مفيدا أن يتم حذف رقم هام واساسى فى معادلة المكونات الأساسية الأربعة التى تشكل المجتمع من الإسلاميين والليبراليين والقوميين واليساريين، ولكن من أبرز نتائج هذه الثورة الجامحة أن تضع التيار الإسلامى فى حجمه الحقيقى والتى ظهر بجلاء أن ممارسات هذا التيارعلى مدى عام ونصف منذ الانتخابات البرلمانية ليست على القدر الذى توقعه المصريين وأنهم صدموا من الأداء الباهت والهزيل والمغالبة فى توزيع لجان المجلس والبعد عن القضايا الاساسية التى تهم القطاع الاوسع من الكادحين وعلى رأسها القضايا الاقتصادية والعدالة الاجتماعية واولها الحد الأدنى للإجور.
إن الاخوان فى مصر مرعوبين مما يحدث ولا تفارق خيالهم سنوات طويلة من القهر والسجون والتعذيب وهم على يقين أن تلك الغضبة الجماهيرية الواسعة ضدهم إذا إستطالت فربما تؤدى بهم مرة أخرى الى السجون والمحاكم الإستثنائية، إنهم موقنين أن الفرصة التى أتاحت لهم الوصول الى الحكم لن تتكر مرة أخرى فى المدى المنظور، وذلك بعد أكثر من ثمانين عاما من العمل السرى ومحاولات التغلغل فى أدمغة البسطاء وبعد كل ما يعتبروه من تضحيات من أجل نصرة قضيتهم العادلة من السجون فى العهد الملكى والسجن الحربى والليمانات أيام عبد الناصر وما تلاه من أنظمة وفى أرزاقهم وأسرهم.
لقد عمل الإخوان وتحالفوا مع جميع أنظمة الحكم فى مصر منذ الملك فؤاد الذى بارك نشأتهم ودفعت إدارة هيئة قناة السويس البريطانية فى نهاية عشرينات القرن الماضى دعما لجماعة الإخوان الناشئة بالاسماعيلية قدره 500 جنيه مصرى بمقاييس ذلك العصر وحاولوا إقناع الملك فؤاد بنقل الخلافة الاسلامية الى مصر بعد سقوطها فى تركيا وتتويجه خليفة للمسلمين وتصدى لهم حزب الوفد، وحاولوا وتحالفوامع الملك الشاب فاروق ومع أحزاب القصر والأقلية وعلى رأسها جلاد الشعب "اسماعيل صدقى" ومع ابراهيم عبد الهادى، وبعد ثورة يوليو تحالفوا مع النظام الجديد ثم انقلبوا عليه، وصنعوا ذلك أو صُنع بهم مع أنور السادات، ونجحوا فى عقد صفقات معروفة مع المجلس العسكرى قبل ان ينقلبوا عليه.
ولكن لماذا لم يمد حسنى مبارك يده لهم كما صنع سابقوه، لعل السبب الرئيسى هو أن مبارك تولى الحكم عقب إغتيال الرئيس السابق من تنظيم اسلامى جهادى وأعقب ذلك مباشرة صدام عنيف مع الداخلية فى أسيوط ومواقع أخرى وذلك فى محاولة من الإسلاميين للإستيلاء على السلطة، لذلك فقد بدأ مبارك حكمه بصدام عنيف معهم وحلفائهم، ولكن النظام السابق كان حريصا طوال الوقت على التفريق بين جماعات الإسلام السياسى العنيف من الجماعة الاسلامية والجهاد وبين الإخوان وذلك لإستخدامهم تارة فى إعلانهم استنكار العنف وتارة أخرى فى تخويف الخارج والداخل منهم، ورغم أن طوال عهد مبارك ظل الاخوان جماعة محظورة سياسيا ولكنه كان يسمح لهم بالحركة العلنية ورفع شعارهم "الاسلام هو الحل" فى حدود ما يريد، وتركهم يدخلون البرلمان فى اتفاقات ضمنية معهم، وقاموا بالاستيلاء على النقابات المهنيه تحت باصريه، ولكنه فى نفس الوقت كان يوجه ضربات محدودة لهم كلما أراد.
حاول إخوان مصر الحفاظ على نقاء أفكارهم طويلا وطردوا على موجات متكررة المختلفين معهم من داخل جماعتهم ووضعوا لأنفسهم إطارا لم يتجاوزوه كثيرا، كانوا طوال الوقت يلعبون لعبة التوازنات بين النظام من جهه وبين المنظمات الاسلامية الجهادية الذين يتهمونهم بالتفريط من جهة أخرى.
لقد أدرك الاخوان مبكرا التحول العميق فى الشارع فيما يعرف بالصحوة الاسلامية منذ السبعينات وإنتشار السلوكيات والممارسات والأفكار القادمة من الصحراء وذلك كنتيجة لفشل الأنظمة القومية من جهة وتأثيرالاموال التى تضخ من السعودية وقطر وانتشارالفكر الوهابى المتشدد من جهة أخرى، لذا ظل إخوان مصر أسرى أفكارهم المحافظة وجمودهم الفكرى بينما حلقت جماعات الاخوان فى دول عربية واسلامية عديدة بعيدا منحازة الى أفق أرحب وأكثر ديموقراطية، لقد إتخذ إخوان مصر من الديموقراطية بعض آلياتها فقط وعلى الأخص صندوق الإنتخابات مستغليين ظروف الناس الاقتصادية وتنامى الشعور الدينى وانتشار مظاهر الفساد الادارى والحكومى، وأيضا مستفيدين من قدراتهم المالية الواسعة الناتج أغلبها من مشيخات النفط فى الخليج، لذا نشأ إختلاط وتناقض أفكارهم بين حداثة الدولة وفكرة تحقيق الخلافة وتحويل مصر الى ولاية إسلامية وتجلى ذلك فى أحاديث لمرشد الجماعة السابق مصطفى مشهور عن اعتبار المسيحيين أهل ذمة وفرض الجزية عليهم ومنعهم من الانضمام للجيش والتعبير الشائع للمرشد مهدى عاكف " طز فى مصر واللى فى مصر" وقبوله بان يحكم مصر مسلم ماليزى ولا يحكمها قبطى مصرى.
إن أحد السمات الغالبة على الإخوان هو إستعلائهم الشديد على باقى القوى السياسية وإعتبار أنفسهم أفضل من الآخرين ولديهم نرجسية وذاتية شديدتين وكأنما يجرى فى عروقهم الدم الأزرق، مع حساسيتهم الشديدة من أى نوع من النقد، بالإضافة الى عقدة الإضطهاد التى تسكنهم وتحول أى نقد لهم بمثابة هجوم عليهم، مع شعورهم بأن أى إختلاف معهم وكأنه هجوم على الإسلام والشريعة المحمدية بصفتهم وحدهم من يملك تمثيل الاسلام حصريا، كما أن الإخوان المسلمين طوال تاريخهم لم يقوموا بأى نوع من أنواع النقد الذاتى أو الإعتراف بأى خطأ إقترفوه، ربما ذلك بعكس تيارات إسلامية أخرى نقدت مجمل أفكارها وقدمت مراجعات مطولة تدين أفكارها السابقة، مع ارتباط عقدة الاضطهاد لديهم بما حدث مع الرسول فى بدايات الدعوة وإعتبارهم أن المحن التى واجهوها هى بلاء من الله وإختبار لقوة إيمانهم، لكل هذا وبالضرورة يأتى شعورهم النفسى بأنهم قوم مميزون عن بقية الخلق وأنهم ربانيون وبقية البشر ربما شيطانيون.
إن جيلا جديدا قادرا على صنع المعجزات تشكل فى مصر ويسبق فى شجاعته ورغبته فى التضحية والإستشهاد جميع القوى السياسية ومنها الاخوان المسلمين، وليس الاخوان بكل جحافلهم ومليشياتهم قادرين على مواجهته وكلما إزداد القمع واستعراض القوة سيقدمون وقودا جديدا لهؤلاء الشباب للثورة ضدهم، المشكلة أن الاخوان لم يكونوا يتصوروا أن الثورة تبدأ ضدهم بهذه السرعة ولم يتم إختبارهم بعد، لكن الأمر يمكن فهمه وتفسيره بأن هذا الشباب الثائر يحمل قدرا عاليا من النقاء والرومانسية وقد إكتشف سريعا لعبة الاخوان وكذبهم ونفاقهم.
لسنوات طويلة كان الصراع بين الإخوان ونظام مبارك مستعرا وكان كل منهم يعرف أن الصراع بينهما يدورحول السلطة، الاخوان يريدون ولا يقدرون أن يطيحوا بمبارك وهو لا يسعى للقضاء النهائى عليهم لأسبابه التى ذكرت سابقا، وعندما فوجئ الاخوان بدعوة هذا الشباب الثائرللجماهيرالى الخروج للتظاهر يوم 25 يناير لم يتم أخذ الامر منهم بالجدية اللازمة وقرروا الانتظار حتى يتأكدوا مما سيحدث، وعندما تيقنوا أن الثورة بدأت بالفعل وإنه توجد امكانية الإطاحة بالنظام قرروا الإنضمام اليهم فى يوم 28 يناير وشاركوا فى إعتصام التحرير وحرصوا أن لا يرفعون شعاراتهم أو أعلامهم، وفى أول إشارة من النظام بالدعوة للحوار أسرعوا للقاء نائب الرئيس عمر سليمان فى محاولة متسرعة لجنى الثمار حتى قبل نضجها، وبعد تنحى مبارك مباشرة أسرعوا للخروج من الميدان واللهث لعقد الصفقات مع المجلس العسكرى، و التخطيط للإستلاء على البرلمان وما حدث بعد ذلك معروف.
وجدها الإخوان فرصة سانحة لركوب موجة الثورة وتحقيق حلم طالما راود اخيلتهم فى إقتناص السلطة وتصفية حساباتهم مع النظام البائد، وأيضا فإن هؤلاء الشباب الثورى إكتشف لأول مرة وتعامل وجها لوجه مع هذه الكائنات المسماه بالاخوان وسرعان ما بدأ يتكشف له أن الاخوان يتعاملون بما يسمونه "فقه الواقع" أى بشكل برجماتى بحت، حيث يستحلون لأنفسهم الكذب والمبالغة والخيانة والنكث بالوعود وهنا سقطت جميع الأقنعة فى سوق السياسة فتم كشفهم بسرعة.
لاشك أنهم فى مأزق الان، وهى معركة مصير بالنسبة لهم، ويتذكرون جيدا تجاربهم التاريخية ومن بينها أزمة مارس 1954 وكيف إستطاع عبد الناصر بالمؤامرة أن يدير الصراع مع المعارضة " التى كان الإخوان أحد فرسانها" وتمكن بعد ذلك من المرور من النفق والإنقاض عليهم بقسوة ووحشية، فى الجانب الآخر فإن الشباب الثائر الحديث التجربة لا يعرف من حوادث التاريخ كثيرا ولكنها معركة المصير بالنسبة لهم أيضا و يدركون بالفطرة والإصرار والعناد أن يستمروا فى معركتهم حتى النصر.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلتاجى ...تلك الشخصية الغامضة.. طبيب أم جنرال
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. بين مارس 54 ونوفمبر 2012 وتبادل ال ...
- الإعلان الدستورى الجديد شرعنة لدولة فاشية
- ساعة ونصف من المتعة والنكد
- من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة
- الصراع مع إسرائيل..والثورات العربية
- وحدة فصائل اليسار... وحتى لا تفلت اللحظة
- انتخابات المجلس الوطنى الليبى، أول إنتصار كبير للتيار المدنى
- عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث
- عملية سوزانا..فصل فى الصراع العربى الإسرائيلى
- القاعدة فى سينا..هل هى ظاهرة طارئه؟
- حديث عن البهائية والدستور
- أمريكا والإخوان... زواج متعة أم زواج مصلحة
- الدولة الدينية..محاولة ضبط المفاهيم
- الإنحراف اليسارى..ونهاية حزب 1924 الشيوعى
- ذكريات من أرض الفيروزماذا فعل 15 عاما من الإحتلال الإسرائيلى ...
- بهيج نصار ..والنضال الثورى لآخر نَفس
- الى ثوار 25 يناير...إحذروا ألاعيب الإخوان...الخومينى ورأس ال ...
- المسألة اليهودية...بين الماركسية والإسلام
- عن خيرت الشاطر أتحدث


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية