أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - تقليص حصة كوردستان من موازنة الدولة العراقية ازمة خطيرة تلوح في الأفق















المزيد.....

تقليص حصة كوردستان من موازنة الدولة العراقية ازمة خطيرة تلوح في الأفق


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 03:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تقليص حصة كوردستان من موازنة الدولة العراقية ازمة خطيرة تلوح في الأفق
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
[email protected]
رغم مضئ حوالي عشر سنوات على إسقاط النظام ، لا يلوح في الأفق مظاهر عودة الحياة الطبيعية الهادئة والآمنة المبنية على اسس من الديمقراطية ، وما نجده على ارض الواقع ، هو تواتر الأزمات بشكل مستمر ، وكمحصلة لذلك تتوقف عملية البناء والتصنيع والعمران ، وتوضع العصي في عجلة التقدم العراقية ، فبقي العراق خلال العقد المنصرم يراوح مكانه رغم إمكانياته المالية الهائلة وقدراته البشرية الفائقة ، وفي المقدمة نلاحظ تعثر العملية السياسية العراقية ، والعراق باستمرار يخرج من ازمة ليقع في أزمة اخرى ، وقد نسي المسؤولون في هذه الدولة ان الشعب العراقي انتخبهم ليكون ديدنهم الإخلاص في العمل وخدمة العراق والسعي على تطوره وتقدمه ، وليس خلق الأزمات والتناكف على المناصب ، والسكوت على الفساد ، وجعل البلد وكأنه غابة سائبة ليس فيها امان .
اخطر تلك الأزمات هي التي تخلق مع اقليم كوردستان ، وليس معلوماً ما هو الهدف من ذلك، هل هو انتقام شخصي ؟ لكون الرئيس مسعود البارزاني طالب بسحب الثقة من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ، وإن خلق العراقيل امام تطبيع العلاقات ووضع نهاية للمشاكل بين المركز والأقليم هي جزء من ذلك الثأر ؟ ام ان المسألة هي العودة الى السياسات القديمة في التعامل مع الأقليم بعقلية شوفينية .
بعد حوالي عشر سنوات على الوضع في اقليم كوردستان وفي المناطق المتنازع عليها ، خطر على بال الحكومة العراقية ان عليها ان تبسط نفوذها على تلك المناطق ، وهكذا طفت على سطح المشهد السياسي العراقي ازمة تزامنت مع تشكيل قوات دجلة التي ترابطت في محافظة ديالى كما اسند لها القائد العام للقوات المسلحة ادارة العمليات في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى التي تضم المناطق المتنازع عليها ، وجراء هذا الأنتشار حصلت اصطدامات بين قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة في قضاء طوزخورماتو ، فكان التوتر على اشده بين بغداد وأربيل ، وحصلت تحشدات الطرفين في المناطق المتنازع عليها .
بعد إدراك خطورة الموقف حيث ان الحرب الأهلية باتت وشيكة تطرق الأبواب ، بادرت تدخلات ووساطات من شخصيات وقوى سياسية عراقية إضافة الى تدخل اميركا بثقلها لأنهاء الخلاف ، وبعد التفاؤل بالخروج من تلك الأزمة التي كادت تدخلنا في حرب أهلية طاحنة ، ھدأت اﻷوضاع نسبﯿا على مﯿدان المواجھة العسكرﯾة بﯿن قوات الجﯿش العراقي والبﯿشمركة الكوردية ، وبعد الخروج من ذلك النفق نجد انفسنا مرغمين في ولوج دهاليز نفق آخر وذلك حينما طالب قﯿادﯾون في ائتﻼف دولة القانون من خﻼل تصرﯾحات صدرت عنھم بخفض حصة كردستان من 17 في المائة إلى 13 – 12 في المائة، وانضم إلﯿھم نواب في كتلة العراقﯿة الحرة .
إن الحجج في هذا الطلب أنهم يريدون في حصة كردستان من مﯿزانﯿة الدولة، فھم ﯾرﯾدون التعامل مع كردستان كمحافظات ولﯿس كإقلﯿم معترف بھ ، وهذا يخالف مواد الدستور الذي نصّ في مادته الأولى على أن "جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي، وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق"

خارطة توضح توزيع المجموعات العرقية والمذهبية في العراق (الجزيرة) من مركز الجزيرة للدراسات حسب الرابط )
http://studies.aljazeera.net/reports/2012/06/2012616121337228231.htm
وغذا القينا نظرة على نسبة 17% وهي حصة الأقليم من موازنة العراق ، فإن الواقع الحقيقي غير ذلك إذ يستقطع من هذه النسبة 17% كنفقات سﯿادﯾة وتعوﯾضات الكوﯾت وغﯿرھا، فلن تبقى لكردستان في الحقيقة سوى 13% من الميزانية .
وﯾرى المتحدث الرسمي باسم كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي مؤﯾد طﯿب الذي أشار في تصرﯾح لـجريدة «الشرق اﻷوسط يوم 09 / 12 / 12 » إلى أن ھذه اﻷزمة الجدﯾدة مرشحة للتفجر بشكل أخطر من سابقاتھا، خصوصا أن موازﯾن القوى في ھذه المواجھة
لن تكون متكافئة؛ حﯿث ستكون كتلة التحالف الكردستاني ھي الطرف اﻷضعف بسبب محدودﯾة عدد مقاعدھا داخل مجلس النواب إذا ما أثﯿرت ھذه المسألة ھناك.
وأشار المتحدث إلى «أن ھناك محاوﻻت متواصلة لتأجﯿج الشارع العراقي وتألﯿبھ على إقلﯿم كردستان،والسعي ﻹفھام ھذا الشارع بأن اﻹقلﯿم ﯾأخذ أكثر مما ﯾستحق من أموال الدولة، وأن التقدم والنھضة العمرانﯿة التي ﯾشھدھا اﻹقلﯿم ھو على حساب العراقﯿﯿن اﻵخرﯾن، وھذا بحد ذاتھ تھرب من مسؤولﯿة الحكومة عن التزاماتھا بإعادة إعمار البلد؛ ﻷن الموارد المتاحة أمام تلك الحكومة ھي أكثر بكثﯿر مما تخصص ﻹقلﯿم كردستان، وبإمكان تلك الحكومة لو كانت لدﯾھا إرادة فعلﯿة لتحقﯿق النھضة التنموﯾة والعمرانﯿة في العراق أن تفعل مثلما فعل اﻹقلﯿم، فھي لدﯾھا نفس وزاراتنا ونفس إمكاناتنا .. ( انتهى الأقتباس ) .
إن العرب والأكراد والكلدان وسائر المكونات الأخرى شريكة في الوطن العراقي ، وينبغي على الجميع المساهمة في بناء وتقدم هذا البلد ، وإن الأكراد يقومون بعمل جيد في تعمير اقليم كوردستان ، وانا لست كردياً ولست عربياً بل قوميتي هي القومية الكلدانية وأقف على مسافة واحدة من العرب والأكراد ، ولكن الحقيقة يجب ان تقال :
الأكراد يعملون على بناء وتطوير اقليم كوردستان بهمة ونشاط ، ومن الطبيعي ان هذا الأقليم هو جزء من العراق ، فلماذا الغضب من استقرار وامن الأقليم ؟ وحينما يكون اقليم كوردستان منطقة آمنة وهادئة ومستقرة يشعر الأنسان بأهمية الحياة وعظمتها ، ولهذا نتمنى ان يكون العراق برمته هادئاً ومستقراً وآمناً وديمقراطياً وان يمنح حقوق الشعب الكلداني المسلوبه في وطنه العراقي ، وإن يشعر الأنسان العراقي بأهميته في الحياة وعظمة هذا الأنسان الذي بنى وشيد الحضارات ، وسن الشرائع والقوانين الأولى في الكون ، وقسم الوقت وبين مواقع الكواكب والبروج السماوية هذا هو العراق بلاد الكلدان ، الذين ازدهر العراق اثناء حكمهم .
نحث حكومتنا المنتخبة ان تعمل على تطوير ونهضة العراق وعلى ترسيخ الأسس الديمقراطية للحكم ، وان تعمل على تعايش وتسامح الأطياف المجتمعية الجميلة ، وان توثق الأخوة والتسامح بين هذه المكونات ، وتنأى بنفسها عن تسليح العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها .
إن العراق هو وطن الجميع ، والحكومة هي حكومة الجميع ، ورئيس وزرائها هو رئيس كل العراقيين إن كانوا من العرب او الأكراد او الكلدان او التركمان او السريان او الآثوريين او الأرمن او من المندائيين او الأزيدية او او من المسلمين من السنة او الشيعة او من المسيحيين او من الشبك او الكاكائيين .. وعليه ان يعمل على تقوية لحمة هذه المكونات لا ان يبددها ويعمل على إضعافها ، على الحكومة ان تمنح الجميع حقوقهم المشروعة بما فيها حقوق الشعب الكلداني المظلوم في وطنه العراقي .
إن خلق الأزمات مع كوردستان ليس في صالح العراق ، وإن الثروات التي تبخل بها الحكومة العراقية على اقليم كوردستان ، وتريد تصعيد الموقف معها وربما تتطور الأمور الى حرب اهلية ، فإن عوائد النفط العراقية التي ليس للعراق واردات اخرى غيرها ، فسوف يبدد تلك المبالغ الهائلة على الأسلحة والأعتدة والخدمات اللوجستية ، فلنوفر تلك المبالغ للبناء والتعمير بدل تبديدها في الحروب والمعارك ، ولدينا تجارب مريرة من نتائج تلك الحروب ، فلتمنح كوردستان حصتها الكاملة ولتنسحب قوات دجلة من تلك المناطق لكي نعمل جميعاً على بناء العراق العظيم بدلاً من تهديمه .
د. حبيب تومي / اوسلو في 11 / 12 / 12



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية اراضي شعبنا في اقليم كوردستان تحظى باهتمام القيادة ا ...
- الشعب الكلداني يرحب بالقانون القاضي بمنع إكراه العراقي على ت ...
- التصعيد ضد اقليم كوردستان عودة الى سياسة القمع التعيسة
- القوش الصراع من اجل البقاء وموقف الزوعا المخجل من هذا الصراع
- لقائي مع الأستاذ فاضل الميراني واضواء على حقوق الشعب الكلدان ...
- لغز الإساءة الى الإسلام للإنتقام من ابن الوطن
- البارزاني مصطفى وثورة ايلول التحررية لحظة حاسمة من الزمن الع ...
- في ديترويت مدينة الكلدان ملاحظات ولقاءات ليس الى نسيانها سبي ...
- حكومتنا العزيزة إغلاقكم للنوادي الإجتماعية اثلج صدورنا !
- دعوة اخوية الى ما يسمى تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا.. بشأن ...
- التصميم والإرادة ونيل الشهادة العلمية والشكر للمهنئين ومحاول ...
- رحلتي الى مدينة سان دييكو ونتائج مهمة لصالح شعبنا الكلداني و ...
- يوم من عمري مع شباب القوش في ديترويت بأميركا
- عزيزي سيزار الاتحاد العالمي .. قطار يسير وفي كل محطة هنالك م ...
- ما الذي تكسبه القوش والبلدات الكلدانية الأخرى من ثروتها النف ...
- الموقر حنين قدو ينبغي التعامل معنا بمفهوم المواطنة وليس بمنط ...
- إقرار كوتا برلمانية للشعب الكلداني يشكل خطوة مهمة لتحقيق الع ...
- الأستاذ عبدالغني يحيى ومؤتمر الأقليات والتهميش المتعمد للكلد ...
- القوش الكلدانية أحسن مدينة في العراق ، كيف ؟ ولماذا ؟
- شباب عنكاوا والأبراج الأربعة والتراجع المخجل لما يسمى بتجمع ...


المزيد.....




- مشاهد توثق انفجار أجهزة -البيجر- اللاسلكية في عدد من المتاج ...
- مصادر عسكرية رفيعة: تناقض شديد بين الجيش ونتنياهو ونخسر حرب ...
- ألمانيا تتعهد بتقديم 100 مليون يورو إضافية لأوكرانيا في الشت ...
- مصرع 4 أشخاص وإصابة 40 جراء حرائق الغابات في البرتغال
- وزير القوات الجوية الأمريكية: روسيا ستواصل تهديدنا بغض النظر ...
- قيس سعيد: جهات أجنبية تسعى لإفشال حركة التحرر الوطني في تونس ...
- البرلمان الجورجي يتبنّى مشروع قانون حظر الدعاية للمثلية وتغي ...
- مالي: مسلحون يهاجمون مقرا للقوات المسلحة في العاصمة والجيش ي ...
- عاجل: عدد من الإصابات في حدث أمني غير واضح في الضاحية الجنوب ...
- تطوير صمام قلب جديد لتفادي مشاكل عمليات استبدال الصمامات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - تقليص حصة كوردستان من موازنة الدولة العراقية ازمة خطيرة تلوح في الأفق