أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار حسن - الجزيرة والمتعوس وخايب الرجا














المزيد.....

الجزيرة والمتعوس وخايب الرجا


نزار حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 10:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يقال عن قناة الجزيرة القطرية انها لا تلبس القفازات الطبية، ولا تضع هالة الشفقة بعد طي سوط التنكيل، ولا تبتلع اللسان السليط الجارح فتستبدله بلسان التهذيب والنفاق... الا اذا كان الامر يتعلق بنظامين حاكمين: قطر (وهذا مفهوم ومعلوم) وسوريا (وهذا هو العجيب غير المفهوم وغير المعلوم). وهذه الفلسفة لا يلمسها المشاهد في برامج مثل الاتجاه المعاكس فقط، حيث ولاء فيصل القاسم للاجهزة السورية معروف ومشهور (اعفاه بشار الاسد شخصيا، قبل ان يصبح رئيسا، من جرم التخلف عن خدمة العلم وعدم الوفاء بشروط الايفاد...)، بل تتبدى ايضا في نشرات الاخبار الرئيسية وتقارير المراسلين.
والذي يستمع طيلة أسبوع فقط إلى واحدة فقط من نشرات الجزيرة الاساسية كل يوم، سوف يظن مثلا انه لا يوجد في سوريا معلّق ومحلل وفقيه وعبقري في شؤون السياسة سوى عماد فوزي الشعيبي، وحده لا شريك له!
ولندع جانبا ان تحرير أخبار الجزيرة يتجاهل عامدا حقيقة ان الشعيبي بوق صاخب طنان أجوف صداح مداح عند النظام السوري، وانه مخابراتي اكثر من مخابرات النظام، وطالب ذات يوم ببناء مقصلة خاصة للمعارضين السوريين. وهذه الحقيقة تكفي بذاتها لكي تستنكف اي محطة اعلامية عصرية محترمة عن دعوته الى برامجها، لأنها في الواقع تدعو جزارا وسيافا وجلادا وليس معلقا سياسيا.
اذا وضعنا هذا جانباً، كيف يغيب عن محرري الجزيرة (الذين تدرب معظمهم في اروقة اذاعة ال بي بي سي البريطاني، واكتسبوا خبرات مهنية عالية) هذا المستوى المهني والفكري والتحليلي البائس الذي يتصف به الشعيبي؟ نضرب مثالا جديدا حدث قبل ايام قليلة، حين علق الشعيبي على تظاهرة حزب الله في بيروت فاعتبر انها تمثل الاغلبية والنضج ليس لسبب اخر سوى ان كلمة "اغلبية" في الانكليزية هي Majority المستمدة من البالغ Major، في حين أن اعتصام ساحة الشهداء يمثل الاقلية وعدم الرشد لأن كلمة "اقلية" في الانكليزية هي Minorityالمستمدة من Minor الذي لم يبلغ سن الرشد!
هذا ليس مجرد انحطاط فكري او جهل او جهالة، لأنه تجهيل مقصود وابتذال خبيث النوايا وافساد للعقل، ولهذا فانه يدخل في نطاق الجهد المنظم الهادف إلى تبسيط الوعي العام قبل تخريبه واصابته بالشلل التام.
واذا اتينا الى موضوع مراسلي الجزيرة الميدانيين، ونقصد أمثال المراسل السياسي العبقري عبد الحميد توفيق وزميلته المراسلة السياسية ـ الثقافية ـ الاجتماعية العبقرية ليلى موعد، فاننا هنا امام اسلوب صحفي يجعل المرء حائرا بين تحطيم التلفزيون او تنتيف الشعر او اطلاق اقذع الشتائم، لأن تغيير المحطة لا يكفي لتهدئة الاعصاب! فهذا المراسل الجهبذ لا يصلح مراسلا الا لصحف المحافظات مثل الفداء او الجماهير او الفرات وليس حتى صحف السلطة الرئيسية مثل تشرين او الثورة او البعث. انه لا يستضيف الى ميكروفونه الا اعلى ابواق النظام صخبا وقرقعة وطنطنة، او الاشخاص الذين يطبلون ويزمرون لسياسات السلطة اكثر من رجال ونساء السلطة انفسهم.
فاذا غطى القمة السورية ـ اللبنانية التي اتخذت قرار سحب القوات العسكرية السورية من لبنان، فانه يستضيف الكاتية السورية سعاد جروس التي تستحي وكالة انباء سانا من الدفاع عن النظام كما تدافع عنه الجروس في مجلة الكفاح العربي. والذي يفلق حقا ان الجروس تكاد تتوسل الى بشار الاسد ان لا ينسحب من لبنان لأن اللبنانيين لا يريدون انسحاب العسكر والمخابرات السورية من لبنان، بمعنى انها ملكية اكثر من الملك بشار الاسد نفسه!
ولم يكن مستغربا ان ترضى السلطة السورية عن الجزيرة في الآونة الاخيرة، فتسمح لها بالعمل مجددا من داخل الاراضي السورية، وبافتتاح مكتب لها في دمشق، بعد منع استمر اكثر من ثلاث سنوات. وعلى خلفية هذا الصلح جاءتنا البشرى بأن احد مراسلي الجزيرة في سورية، وقد يصبح سريعا كبير المراسلين او مدير المكتب على طول الخط،هو الآن فؤاد الشربجي. اشقاؤنا المصريون يقولون "اتلم المتعوس على خايب الرجا"، فانضم الى عبد الحميد توفيق وليلى موعد عبقري ثالث بدأ طبيب اسنان، ثم اصبح ناقدا ومفكرا تلفزيونيا متلفزا، وسرعان ما ارتقى درج الإنتهازية بقفزات سريعة فأصبح مديرا للتلفزيون السوري، وخرج منه وسط كومة فضائح ومصائب ولكن ليس الى الرقابة والتفتيش او عيادة طب الاسنان بل لكي يصبح مستشاراً لوزير الإعلام السابق أحمد الحسن، وليس من المستبعد انه هو الذي اشار عليه بالافتاء بأن القرار 1995 انتصار ساحق لسوريا!
وهكذان ومع وصول العبقري الثالث، لن تكتفي الجزيرة بارتداء القفاز الطبي عند الحديث عن سورية، وقد تضيف ايضا المطهرات والمبيدات الحشرية وملطفات الجو...



#نزار_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار حسن - الجزيرة والمتعوس وخايب الرجا