محمد الحاج ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 10:05
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لغة العصا والخبيط التي استخدمها الحزبيون الشباب// الذي لايتجاوز عمر الواحد منهم سنوات قليلة بعد العشرين وهو عمر الأمل والمستقبل// من طلاب الجامعة والذين يُعتبرون الطليعة المثقفة الواعية التي تنشد بناء الوطن على قاعدة الوعي الضرورة في هذا الزمن وذلك في وجه المتظاهرين من المعارضة السورية وكان من نتائجها كسر كتف أحد المعارضين،وإن كانت لغة الحوار الديمقراطي من هذا المستوى لهذه الطليعة التربوية ألا يؤكد ذلك أن الحوار الوطني قد أُلغي ثقافيا ؟أي أن الوعي الذي يملكه هؤلاء لايؤهلهم لحوار وطني جاد،ومن الناحية التربوية في كل الشرائع والقوانين هل يُعقل أن يضرب الولد أباه أو من كان في عمره،إلا إذا كانت هذه المجموعة التي قامت بهذا العمل هي مجموعة خاصة رُتّب لها للقيام بهذه المهمة .
فيما يبدوا أن قراءة الواقع لدى هؤلاء كانت ضعيفة لدرجة تبعث الشفقة عليهم،وكأن كل المتغيرات التي تحدث في العالم لم يسمعوا بها، أو أن من دفعهم لهذا الفعل هذا سقف وعيه العام فكان ماكان.
ماحدث في الشارع كان اختبارا للديمقراطية وبالأصح هزيمة لها، وكونها ضرورة ملحة لابد لها أن تنبت وتتلاقح مع الضرورة نفسها لتكون مشروعا نهضويا للإنسان بكل جوانبه،وما على القوى الحية في المجتمع بدءا من السلطة إلاّ أن تدرك حجم الهجوم على سوريا ليعرف الجميع مدى الحاجة للحوار وإن تأخر هذا لن يكون في مصلحة بلدنا وشعبنا،وتحت القصف الأمريكي لايتوفر مناخ الحوار فنصبح في المواجهة المباشرة وليس السياسية مع العدوان.
مايجب إدراكه من الجميع أن المرحلة شديدة الحساسية، وطرح الرؤى الوطنية ضرورة تقتضيها المرحلة،وألاّ تدفع السلطة باتجاه تقوية معارضة الغادري المستقوي بالخارج،إذ أن ماحدث في الشارع أصبح ورقة بيد الغادري ليبرر لنفسه دوره وعمالته عندما يقول: أن مظاهرة سلمية للمعارضة السورية خرجت تطالب بالاصلاحات تعرّضت للضرب وصل حد كسر كتف أحدهم،وإن لم يُدرك المسؤولون حجم الأذية التي قدمها هؤلاء الشباب الذين هم ضحايا لعبة من دفعهم، ذلك يعني أنهم غير متحسسين لما يُرتّب لسوريا وطنا وشعبا، سلطة ومعارضة وطنية ديمقراطية،إذ أن ماحدث ليس إلاّ تعبيرا عن حالة من التخلف مؤسفة تدعوا للسؤال التالي:هل نحن متخلفون إلىهذا الحد وهل ماحدث يُعبّر عن ثقافتنا ووعينا؟ أم أن ذلك كان عرضيا
#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟