دمشق - حمص - أخبار الشرق
تشير المعطيات إلى أن 30 ألف عامل سوري وقعوا ضحية أكبر عملية نصب جماعي في تاريخ البلاد، بينما لم تحرك السلطات ساكناً، رغم أن المستغلين عملوا بتصريح رسمي، واستغلوا اسم شركة أجنبية.
وحسب المعلومات المتوفرة فإن وكيل "شركة النجاة البحرية" البريطانية - الإماراتية الذي يتخذ من مدينة حمص (وسط) مقراً، تمكن من سرقة مبلغ يُقدر بنحو 150 مليون ليرة سورية من جيوب هؤلاء العمال، تحت سمع وبصر أجهزة الدولة المعنية.
وتعود القصة إلى عام ونصف العام، حين نشر وكيل الشركة المدعو محمد خضر الخطيب إعلانات في الصحف الرسمية السورية يطلب فيها 100 ألف عامل للعمل على متن بواخر الشركة المنتشرة في أوروبا. وجرت مفاوضات بين الشركة ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل بشأن ضمانات حقوق العمال وتحديد الأجر الشهري وساعات العمل والضمان الصحي وأيام العطل.
وفي هذه الفترة دفع كل عامل من المسجلين لدى الشركة مبلغاً يقترب من 5 آلاف ليرة سورية كرسوم للفحص الطبي وتحويل إلى المشفى وبطاقة تعريف استلمها الوكيل. وبدأت بالظهور إعلانات تطلب من العمال الاستعداد لاستلام التأشيرات والسفر ابتداءً من 14 أيلول 2002 وحتى نهاية الشهر نفسه، وبدأ العمال التائقون للعمل ببيع ممتلكاتهم استعداداً للسفر. ولكنهم في مدينة حمص حيث مقر الشركة وجدوا إعلاناً يقول لهم إن الاتحاد العام لنقابات عمال النقل البريطاني اعتذر لأسباب أمنية عن قبول العمال السوريين.
وتوجه العمال إلى محافظ حمص، وأكدت مصادر مطلعة أنهم اتُّهموا "بالغباء" وطُردوا. وبعد أن عادوا إلى مقر الشركة في حمص واعتصموا أمامه واجهتهم شرطة مكافحة الشغب بالهراوات، ما أدى إلى اندلاع مواجهات انتهت بتفريقهم.
وفي يوم السبت 22 أيلول الماضي توجه عدد من العمال إلى مكتب الملك وكيل الشركة في دمشق وكادوا أن يفتكوا بالمكتب ومن فيه لولا تدخل الجوار وبعض الصحفيين الذين نصحوا العمال الغاضبين بالتوجه إلى القصر الجمهوري. وتوجه أكثر من 100 عامل إلى القصر الجمهوري في العاصمة تحرسهم دوريات الشرطة والأمن، وقدموا عريضة موجهة إلى رئيس الجمهورية تشرح قصتهم.
ومنذ ذلك اليوم والعمال ينتظرون أمام مكاتب الشركة في حمص أو أمام مكتب الوكيل في دمشق، على أمل أن يجدوا حلاً لمشكلتهم وقد تبددت آمالهم في السفر بعد أن أُلقي القبض للتحقيق على المدعو جهاد مسرابي وكيل الشركة في دمشق والمدعو طريف الحافظ، بانتظار القبض على وكيل الشركة في سورية محمد خضر الخطيب، الذي تسري شائعات قوية في البلاد بأنه واجهة لأحد المتنفذين الكبار، وأنه الذي نجح في إخفائه كل هذه المدة.