أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد تركي - سلام القلوب














المزيد.....


سلام القلوب


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 10:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما تُسحَرُ فتاةٌ في سنّ الزواج بمداعبة أطفال الآخرين وتقتني الدمى التي تكشف شوقها الطاغي واستعدادها المبكّر للأمومة، نفغرُ أفواهنا ـ دهشةً وإعجاباً ـ من تجارب شعوب قطعتْ أشواطاً كبيرة في التحضّر، وصار الخصامُ والتناحرُ بين مواطنيها بعض ماضٍ سحيقٍ تَسخرُ الأجيال من تعصّبه الأعمى. ومثلما تنسى بعضُ النساء فطرةَ الأمومة فيها بمجرد أن يملأن بيت الزوجية بالأطفال، فإنّ الدهشة والإعجاب بتجارب الآخرين يغادراننا حين يكون علينا التعاملُ مع إخوتنا في الوطن.
تعود الشعوب إلى تاريخها لتستلهم منه العِظَة والعِبْرة، وتبحث فيه عمّا تضيفه لأسباب وحدتها وسلامها ووئامها، ونعود إلى التاريخ لنفتّش في بعض أوراقه المتهرّئة عن أسبابٍ للفرقة والخصام والاحتراب.. ننسى ـ عادةً ـ أنّ الرسول الأكرم لم يتخذّ البيتَ العتيق وقبلةَ المسلمين عاصمةً لدولته الفتيّة، إنّما شاء أن تكون يثرب مدينته العاصمة.. فاتنا أنّه (ص) لم يتخّذ من مكّة عاصمةً كي يعلّمنا ويُرينا أنّ الدين جزءٌ من الحياة وليس منفصلاً عنّها، وأنّ الدين يقوم بالمدنيّة وينهض بها مثلما ترتقي المدنيّة بالدين، وكي يثبت لنا أنّ حلالَ اللهِ أوسع وأكثر رحابة وأسطع نوراً من حرام يعتاش على الظلام.
بنا حاجةٌ ملحّة لاستعادة ما أضعناه من بهاءٍ وألقٍ ونورٍ، وضَعَنَا النبيُّ الأكرمُ على خطوته الأولى.. لكننا بدلاً من أن نكمل طريقنا الواضح، سرنا في دروب ومسالكَ تقاطعت حيناً، وتحوّلت إلى متاهةٍ ندور في أنفاقها الخانقة حيناً آخر.. متاهةٌ أعشت ظلمتها أعينَنا، وأوهنتْ أقدامَنا دروبُها الوعرة.. متاهةٌ نسينا بسببها أنّ الإسلام ـ كما رأى جورج برنارد شو ـ "هو الدين الذي نجد فيه حسنات الأديان كلّها، ولا نجد في الأديان حسناته، لأنّه الدين الوحيد الذي له مَلَكةُ هضمِ أطوار الحياة المختلفة، والذي يملك القدرة على جذب القلوب عبر العصور".
يعجزُ الكونُ، على رحابته واتساعه، أن يسعَ اللهَ، لأنّه ـ تقدّست أسماؤه ـ يسكن القلوب العامرة بالايمان. وإنْ كان الإنسانُ أكرمَ وأحبَّ المخلوقات للخالق، فإنّ قلبَ مؤمنٍ أطهرُ من البيت العتيق. ومَن أيقنَ أن الله حلّ في فؤاده لا يمكنه إلا أن يمدّ أغصان الزيتون لكلّ القلوب التي يسكنها السلام.. السلام، وهو بعض أسماء الله، لم يكن غير الحبّ والخير والجمال.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنية ابتدائي!!
- محنة المشتكي
- ورق.. ورق
- عبقريّة معلمة!!
- أرائك الفاكهين!!
- وهمُ البطالة!!
- قرطاسية كلّ عام!
- بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة!
- أحوال مدنية!!
- وصايا لتعيش!!
- نحيب الأرصفة
- للموت عشاقه ايضاً!!
- مقابر عمّاتنا
- الهدر.. ثقافتنا!!
- ديمقراطية العم سام!!
- كهرباؤنا الغيورة!!
- شوربة عدس!!
- حوسمة القبور!!
- بؤس...
- ماركة!!


المزيد.....




- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد تركي - سلام القلوب