|
طبول الحرب تقرع
لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 22:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاء تعيين قيادة موحدة للمقاومة المسلحة، واختيار العميد سليم ادريس رئيساً لها، واختيار خمسة ضباط معاونين بصفة نائب رئيس للأركان، يتوازعون قيادة خمس جبهات، تتموضع فيها التشكيلات السورية المسلحة والمعارضة . وكذلك انتخاب 262 ضابطاً ومندوباً مدنياً عن المجموعات المسلحة السورية، وكذلك تشكيل «مجلس الدفاع الأعلى» الذي يرسخ سيطرة العسكريين من الآن فصاعداً على إدارة القتال مباشرة، كما استبعاد كل من القادة المتناحرين الذين أخروا توحيد القيادة، والاستعداد العربي والدولي في مساعدة هذه القيادة وتسليحها وحتى دعمها لوجستياً من دون تحفظ . ولا ننسى استثناء مجموعة النصرة المتهمة أميركياً على أنها مجموعة إرهابية ، وبالتالي زوال أي عائق تجاه تسليح قوات القيادة الجديدة بالسلاح النوعي الذي يسهل حسم نتيجة المعركة لصالح ثوار المعارضة . ويأتي وزوال التحفظ الروسي وتعنته ، عن دور الأسد المحوري في المرحلة القادمة، وهو إصرار دام طوال أشهر الثورة السورية، وأجهض جميع قرارات مجلس الأمن والتي هدفت بمعاقبة الأسد وكبح جماح إجرامه، وحتى طلب لافروف من نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون تطوير الحوار الروسي الأميركي على مستوى وكلاء وزراء الخارجية (( خط ساخن للتحاور وفق المستجدات )) لأجل متابعة المستجدات السورية لحظة بلحظة . وما نقله المسؤولين الروس بعيد التقائهم الأسد بأنه بدى محبطاً ويائساً، الأسد الذي فقد الأمل في تحقيق أي نصر أو خرق على الأرض، يمنحه القوة في إحراز طلبات مريحة لدى التفاوض، خاصة بعد أن سجلت جبهة القتال انتكاسات فاجعة لقواته، قوات بدأت بالتراجع من كافة جبهات القتال، مما اضطرها اليوم لإغلاق جميع بوابات دمشق، خشية من تسلل الثوار إلى داخلها، وسحبت لأجل ذلك أغلب قواتها من المدن السورية الأخرى لتزجها في العاصمة حيث تستعد لمعركتها الأخيرة . معركة ممنوعة بقرار دولي غير معلن .. في أن لا تتأذى العاصمة السورية، بل تبقى لتكون الصخرة التي تقوم عليها حكومة ما بعد الأسد . رسو جزء من الأسطول الأميركي مقابل الشواطئ السورية واستعداده لبدء المعركة الحربية. وفي هذا الصدد تأتي مناشدة جورج صبرة للعالم بالتدخل وتحمل مسؤولياته، إثر انتشار معلومات كثيفة عن استعداد الأسد باستعمال ترسانته الكيماوية الضخمة، ضد شعبه في محاولة لرد الثوار إلى أعقابهم، وهو خط أحمر دولي أقرب للمهزلة، إذ ممنوع عليه أن يلجأ للقتل بطرق غير تقليدية، وهو ما يذكرنا بما حصل في مجزرة حلبجة عام 1988 في العراق * 1. انتشار أخبار مفادها أن عائلة الأسد بما فيها والدة الأسد أنيسة، قد انتقلت للاقامة بدبي وإقامتهم بالقرب من ابنتها بشرى الأسد، واشاعة أخبار عن خطبة هذه الأخيرة من رئيس شرطة دبي ضاحي الخلفان والمعروف اشتراكه مع آل الأسد في عدائه المستفحل للأخوان المسلمين، وأن أغلب أموال العائلة باتت موجودة في دبي وتصويرها على أنها برقم فلكي. وسواء كانت تلك المعلومات صحيحة أم ملفقة، فهي تدخل في نطاق الحرب الاعلامية التي توهن عزيمة الموالين للأسد، والتي تسبق المعركة الحقيقية عادة.
وفي النهاية لا بد من الاشارة إلى العمل الحثيث والدؤوب، في تشكيل حكومة للمعارضة ودعم أغلب دول العالم لهذه الخطوة، باعتبار أن هذه الحكومة ككيان مقرها الداخل السوري، مخولة بطلب تدخل عسكري من الخارج لانقاذ الشعب السوري من حرب الابادة التي يواجهها، وليس من سبب عاجل كخطر الابادة الجماعية بسلاح كيماوي لكي تتحرك أساطيل القوى العظمى لدرء الخطر، وتقوم بضربتها القصيرة والقوية ، والتي ستطال الدفاعات الجوية للأسد وسلاحه الجوي ومكان تواجده وأعوانه . كل هذه الأسباب مجتمعة، تؤشر باقتراب عملية عسكرية وشيكة .. وتعني نهاية حقبة آل الأسد وفسادهم وإجرامهم، وفتح المجال إلى حقبة جديدة عبقة بنسمات الحرية، حقبة الديمقراطية ودولة الحداثة والمساواة .. وإننا قادمون لينا موللا صوت من أصوات الثورة السورية ------------------------------------------------------------------------------------- *1 قام صدام حسين بهجومه على مدينة حلبجة التي كانت محتلة من قبل الجيش الايراني في الأيام الأخيرة للحرب العراقية ـ الإيرانية، وعندما تقدم إليها الجيش العراقي تراجع الإيرانيون إلى الخلف وقام الجيش العراقي قبل دخولها بقصفها بغاز السيانيد ، مما أدى إلى مقتل أكثر من 5500 من الاكراد العراقيين من أهالي المدينة، واعتبرت المجزرة إبادة جماعية وفق القانون الدولي الذي لاعتبارها كذلك يفرض أن تكون المجزرة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة العراق الطويلة مع العقوبات والتي لم تنتهي حتى سقوط بغداد واحتلال العراق عام 2003 .
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحلامنا واقعاً
-
عندما يكون الحل ممكناً والنوايا صافية
-
الأمل والمثابرة والقناعة في أن سوريا للجميع
-
التفاني حتى آخر قطرة
-
دعوة للتبصر
-
رقعة الشطرنج
-
الحاصل غداً ؟
-
اقتناص النصر
-
الدقائق الأخيرة للأسد
-
بطولة تعانق الأسطورة
-
الجيش العقائدي
-
حقيقة الموقف الروسي، وبداية الخروج من النفق
-
سعاد الفتاة ذات الاحدى عشر ربيعاً .
-
مشاهد مخزية ، تنبئ بنهاية مخزية
-
سعاد ذات الأحدى عشر ربيعاً
-
التغيير قادم لا محالة
-
الأخوان والسلطة - مصر
-
أميركا والثورة السورية
-
رهانات النظام والدول الحليفة له
-
الطريق للانتصار واحد
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|