أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم محمد السيد - كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية














المزيد.....


كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 21:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية
1
القيادة الحسينية والخيار العسكري
لم يعرف تاريخ المسلمين خصوصا ولا تاريخ البشرية عموما زعيم فكرة يقود جيشة بنفسه كما فعلها رسول الله محمد ابن عبد الله (ص) و امير المؤمنين علي ابن ابي طالب وابنه الحسين (عليهما السلام) , فغالبا ما نرى الزعيم ينزوي في قصرة او صومعته موجها جيشة بكلمات الفخر والقوة والنصر بعد ان ينتظر نتائج النصر او الهزيمة ليفكر بما سيحدث بعد ذلك, ال محمد وحدهم من استعملوا الكلم والسيف وقاتلوا لاجل اعلاء كلمة الحق والانتصار للعدل والقصاص من غاشمي الإنسانية,
قد يسأل سائل عن موجبات معركة الطف والخيار العسكري الذي اتخذه الحسين بعد السجال الذي جرى قبلها مع امير ال امية يزيد ابن معاوية ,وهنا ستزدحم الاجابة على هذا التساؤل وفقا لرؤية الحسين من جهه ورؤيتنا كمحبين له, فالحسين وعلى لسانه لم يخرج اشرا ولا بطرا, ولا ظالما ولا مفسدا , انما طلب الاصلاح في امة جده محمد, فدافع تلك الحرب هو دافع اصلاحي قيمي امن به الحسين ومن معه بعد ان انحرفت الامة عن المسار الذي حدده لها محمد رسول الله (ص), ولهذا فان الحسين وكما قلنا استعمل الكلم والسيف معا وكان خيار النصح سابقا لخيار السيف الذي كان اخر الوسائل التي اراد بها ان يقنع الامة بوجوب الاصلاح, فيزيد الذي ورث حكم المسلمين عن ابية معاوية لم يكن ليمثل محمد برسالته السماوية التي كانت لاجل الانتصار على أمثاله من المترفين والفاسقين والاكثر من ذلك انه يطلب البيعة قسرا من المؤمنين, في حين اننا نرى ان يزيد لا يملك الحق بهذه الخلافة واستنادا الى الصلح المزعوم تاريخيا بين الامام الحسن (ع) ومعاوية ابن ابي سفيان, هذا الصلح الذي اشترط ان يكون الحسين خليفة المسلمين بعد معاوية وفقا للشروط التي اتفق عليها , وبهذا نرى ان الحسين حين اختار الثورة على الظالم لم يكن لينطلق الا من الشرعية التي خولها لها ذلك الاتفاق بشكل اساسي, فهو صاحب الحق والاولى بإدارة شؤون المسلمين ليس لقربة من رسول الله (ص) كما يعتقد البعض; انما لأنه كان صاحب الشرعية وفقا للاتفاق وان مسألة الخلافة بدأت وانطلاقا من معاوية تأخذ منحى الملك الموروث, وهذا يعني انتفاء صفة قيادة الامة للرجل الاولى بها علما وحكمة وتقوى ودراية بأمورها, ومثل الحسين لا يبايع مثل يزيد, لذلك قال الحسين (ع) "لا بَيعةَ لِيَزيد ، شارب الخُمور ، وقاتِل النَّفس المحرَّمة" كما وقال " أيها الأمير ، إنَّا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فَتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل شَاربُ الخُمورِ ، وقاتلُ النفس المحرَّمة ، مُعلنٌ بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحَقّ بالخلافة"
على اثر ذلك كان خروج الحسين من مدينة جده النبي الى مكة مهبط الوحي والتنزيل ثم الى كربلاء التي ستشهد نهاية رحلة ذلك الثائر على الظلم وعلى هذه الدولة التي اسسها معاوية على اساس هدم منهج رسول الله الذي كان يحمل رايته الحسين نفسه, وعلى هذا فان الحسين لم يكن خياره العسكري الا نهاية ذلك السجال, ومن هنا بدأ الحسين يتخذ الخيار العسكري اخيرا من دون التفكير بواقعية المعركة ومنطقها العسكري حيث ان المبدأ يطغى على المنطق, هكذا يعلمنا الحسين, كلمات الحسين كانت المشعل الذي انار الطريق الى مضامين ثورته العظيمة, فهو بعد ان يأس من كل محاولات الحياد والنصح قال "إِنِّي لا أرَى المَوتَ إلا سَعادةً ، وَالحَياةَ مَع الظالمين إِلاَّ بَرَماً" وقال ايضا " لا وَالله ، لا أُعطِيكُم بِيَدي إعطَاءَ الذَّليل ، وَلا أفِرُّ فِرارَ العَبيد" هَيْهَات مِنَّا الذِّلَّة ، يَأبى اللهُ لَنا ذَلكَ وَرَسولُهُ والمؤمِنون" وايضا "يَا أُمَّةَ السّوء ، بِئسَمَا خَلفْتُم مُحَمَّداً فِي عِترتِه ، أما إنكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله ، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إياي"
ولان الطامع بحكم الناس والتسلط على رقابهم لا يملك الا ان يزيح صوت الحق وصوت الإنسانية, أرسل يزيدُ جيشا من مرتزقة حكومته الاموية قوامة اربعة الاف مقاتل بقيادة عمر ابن سعد لمقاتلة الحسين ومن معه والبالغ عددهم سبعون رجلا بعد ان جلب معه الاهلين والعيال في هذه المعركة التاريخيه, وعلى ذلك فأن الحسين لم يكن سباقا بالخيار العسكري الذي اتخذه بل انه لم يكن البادئ بالقتال لأنه صاحب مشروع الحق, ولم يكن الحسين ليفكر بمنطقية النصر المادي بتلك المعركة لان الهدف هو ان يفي لرسول الله الذي حملة امانة الدين, ولذا نراه يبكي على القوم ويدعو لهم بالرحمة لانهم لا يعلمون,
وهل شهد التأريخ قائدا يبكي على عدوه في ارض المعركة؟
للحديث تتمة



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرامي لاتصير نزاهة لا تخاف
- خطوه نحو الحضارة
- النظافة من الانسان
- العراق بحاجة لصناعة الانسان
- البيت الابيض والشعر الابيض
- الرشول والقبول الاجتماعي
- الوظيفه الحكومية وانحراف الاهداف
- مالذي تمثلة شخصية الزعيم
- السياسيون والفقراء وماذا بعد
- السياسه ليست كل شيء
- قانون البنى التحتيه والخطى نحو المسار الامثل
- براءة المسلمين وكشق المستور
- ميناء مبارك وكل عام وانتم بالف خير
- سلاما سلاما
- الشعب يدفع الثمن مرة اخرى
- 11 ايلول والشرعيات المفترضه
- تناشز المدارس والوظائف في العراق
- الحكومات الاسلاميه ومشروع ضرب الاسلام بالاسلام
- الدستور والنظام البرلماني هل حققا طموحات العراقيين؟
- على طريقة المزرعه السعيده


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم محمد السيد - كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية