أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم -عمران فيراسات- الجديد الكاشف لحقيقة محمّد؟














المزيد.....

هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم -عمران فيراسات- الجديد الكاشف لحقيقة محمّد؟


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 02:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم "عمران فيراسات" الجديد الكاشف لحقيقة محمّد؟

قرأت اليوم، الجمعة 7 ديسمبر 2012، أخبارا مفادها أنّ وزارة الداخلية البلجيكية رفعت مستوى الإستنفار الأمني إلى الدرجة الثالثة على مقياس من أربع درجات، وذلك على خلفية الظهور المرتقب لفيلم يعادي الإسلام، عنوانه "النبي البريء" (The Innocent Prophet)، قام بتصويره "عمران فيراسات" (Imran Firasat) وهو باكستاني الأصل مقيم في إسبانيا. وتقول بعض المصادر أنّ "محمّد رسول المسلمين قد تمّت الإساءة له في هذا الفيلم بشكل يهين مشاعر المؤمنين." وتقول مصادر أخرى على لسان صاحب الفيلم إن فيلم "براءة المسلمين" (Innocence of Muslims) الذي أنتج في الولايات المتحدة هو الذي ألهمه لتصوير هذا الفيلم الجديد. وتتمادى التأويلات وتتكاثر التخمينات وتتعدّد المزايدات، فيقول البعض أنّ "عمران فيراسات"، الشاب الباكستاني الذي انخلع عن الإسلام ويعيش في إسبانيا، يلقى دعما من جهات معادية للمسلمين داخل إسبانيا، إذ أنشأ موقعا على الإنترنت خصّصه لمهاجمة الإسلام والمس بمحمّد ونشر رسوم كاريكاتورية ساخرة من "أهم أعمدة الدين الإسلامي"، كما ضمّنه سيرة للنبي كلها أكاذيب وترهات.
يقول أحد المقالات: "وقد بدأت قصة هذا الباكستاني عام 1998 عندما تم اعتقاله بسبب علاقة غير شرعية مع فتاة أندونيسية غير مسلمة، وتعرض للتعذيب على يد سلطات بلاده التي يمنع قانونها العلاقة مع غير المسلمات، وهو ما دفعه إلى الهجرة معها إلى إسبانيا حيث يبدو أنه اتخذ ورقة الهجوم على الإسلام مدخلا إلى إيجاد مكان له فوق التراب الإسباني والحصول على عطف الجمعيات الحقوقية باسم حرية التعبير المزعومة."
ويواصل نفس المقال: "جدير بالذكر أن ظهور مقاطع من فيلم "براءة المسلمين" المسيء للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تسبب في موجة عارمة من الإحتجاجات في العالم الإسلامي، كما شهدت بعض البلدان اضطربات أمام بعثات الولايات المتحدة الدبلوماسية. وكانت أبرز هذه التظاهرات تلك التي أقيمت خارج القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية، وأدت أحداثها إلى مقتل السفير الأميركي، كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وفي لبنان، قتل شخص وأصيب 25 آخرون بجروح في مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن أعقبت إحراق مطعم "كي اف سي" للوجبات السريعة في طرابلس في شمال لبنان. وظلت السفارات الغربية في أنحاء العالم الاسلامي في حالة تأهب ودعت واشنطن إلى الانتباه بعد استمرار العنف المناهض للولايات المتحدة على مدى أيام بسبب الفيلم."
إذن، فهو فيلم جديد سيقع عرضه (أو لا يقع) وسيتسبب في قتل أناس وتشويه وجرح آخرين لا يستطيع أحد التّكهّن بعددهم. فيلم آخر سيظهر للعالم أنّ الحقيقة واضحة وضوح الشّمس وأنّ من ينكرها لا يمكن أن يكون إلا مجنونا أو منافقا. (وفي قضية الحال، وبالنّظر لما حدث لمجرّد نشر المقطع المسمّى "براءة المسلمين" على مواقع الفيديو بالشبكة العنكبوتية، نرى بوضوح أن كلا التهمتين ثابتتان: فمن تظاهروا وكسروا وسرقوا وأحرقوا وقتلوا وإغتصبوا السّفير الأمريكي بليبيا مجانين فعلا ومنافقون، زيادة على كونهم يعانون من إنفصام خطير في الشخصية، وهو داء موجود في كلّ الأديان ولكن بصفة ملحوظة في الإسلام.)
قيل الكثير وسالت سيول من الحبر بعد ذلك الفيلم، بين مندّد وساخط ومحكّم للعقل والمنطق، بين قائل بشرعيّة ردّ الفعل العنيف (ومناصرو هذا الرّأي ليسوا إلا حيوانات لا ترقى إلى مرتبة الإنسان إلا شكليّا) وداع للتّعقّل وكبح جماح العاطفة وتغليب المنطق... لكن تجربتي القصيرة ومعرفتي بطبيعة نفسيّة بعض المسلمين تجعلني أتوقّع، وبنسبة عالية جدّا يمكن أن تصل إلى المائة بالمائة، تكرار نفس السّيناريوهات التي رأيناها بتعلّة "نصرة الرسول" أو "نصرة الإسلام". وربّما تكون أشدّ عنفا وهمجيّة، خاصّة في تونس ومصر، هذان البلدان اللذان منيا، بعد ما يسمّى بـ"ثورات الرّبيع العربي"، بحكومتين فاشلتين ومتغوّلتين تريدان إعادة إنتاج الدّيكتاتوريّة من جديد لكن بوجوه ملتحية هذه المرّة، واللذان يعيشان هذه الأيام "على صفيح ساخن" من المظاهرات والإحتجاجات والقمع. فقد يتمّ إستعمال هذا الفيلم كتعلّة من طرف هاتين الحكومتين الملتحيتين في هذين البلدين لإدخال شعبيهما في دوّامة العنف وإحكام السّيطرة على ما تبقّى من مصالح ومؤسسات غير خاضعة لإرادتهما.
المقطع الموجود على موقع اليوتيوب لا يمكن إعتباره مسيئا بأي حال من الأحوال، فكأنّي بمن وضعوه تحاشوا الخوض في الموضوع بطريقة صداميّة وإختاروا عرض صور عاديّة (فما المسيء في صفحات تعرض آيات من القرآن؟ وما المسيء في صورة تفجيرات 11 سبتمبر؟)، مع كلام يقول، في أقصى ما وصل إليه، أن الطريقة الوحيدة لمعرفة حقيقة الإسلام تتمثّل في معرفة حقيقة سيرة محمّد. (أليس هذا ما يقوله شيوخ المسلمين أنفسهم؟) وكأنّي بهم يعوّلون على الصّيت الذي حقّقة فيلم "براءة المسلمين" ويعتمدون على عنصر التّشويق لإثارة الجمهور ودعوته لمتابعته عند صدوره. أو لإستفزاز "مشاعر المسلمين"، ذلك أنّ التجربة بيّنت أنّ مشاعر المسلم مثل القشّ اليابس يمكن أن تكسرها ألطف لمسة ويمكن أن تشعلها أبسط شرارة...
في إنتظار عرض الفيلم أو نشره على مواقع الشبكة العنكبوتية، وإتضاح الرّؤية، يحقّ لنا أن نعيد ونكرّر نفس السّؤال: هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم "عمران فيراسات" الجديد الكاشف لحقيقة محمّد؟ وبالتّالي: هل يثبت المسلمون براءتهم من العنف والهمجيّة والوحشيّة الحيوانيّة هذه المرّة؟ ويحقّ للعالم أن يفكّر هو أيضا في الأمر، دون حساسيّات وخطابات مزدوجة أو تكفير من طرف المسلمين. فالمقدّسات مجرّد وهم والحرّيّة هي الأساس وهي كلّ لا يتجزّأ.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهضة، يا نكبة تونس
- لم تقم القيامة...
- سؤال
- قصيدة حبّ متجدّدة
- حلم عاشق
- نظرة على الإتهامات المتداولة التي يستعملها بعض المسلمين في م ...
- كيف خاننا الوقت...؟
- رسالة مفتوحة إلى النّساء، منبع الحياة وسرّ جمالها، حول مكانت ...
- الجمهورية التونسية، من الثورة إلى الهاوية؟
- صباح الخير، يا سكّر
- بين الحلم واليقظة
- دين الخراب
- إحياء التعليم الزيتوني في تونس الإخوانجية دفع صريح إلى التخل ...
- ديانات العقول المخصيّة والخطوط الحمراء
- هكذا أريدك...
- الأصول والجذور السريانيّة والأرامية للقرآن في ضوء دراسات عال ...
- الكيل بمكيالين والكذب لا يؤسسان لحوار عقلاني ولا لعقلية تحتر ...
- محاولة للرّدّ على مقال عبد الحكيم عثمان -المثلية الجنسية هل ...
- في الحديث عن أقوى حكومة في تاريخ تونس
- نظرة في الحجج والتبريرات الغيبيّة التي خدع بها محمّد المسلمي ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم -عمران فيراسات- الجديد الكاشف لحقيقة محمّد؟