أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد جلو - حينما يزخُ عرقُ المخبول، و لا يَقلَع معطفَه















المزيد.....


حينما يزخُ عرقُ المخبول، و لا يَقلَع معطفَه


محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 01:48
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ترى الدول تتبارى، في تخفيض قيمة عملتها
فها هي الصين، تخفض، و تدفع سعر عملتها، اليوان الرنمنبي الصيني، إلى أسفل الحضيض، بالقوة
و الولايات المتحدة تحتج، بلا طائل
و اليابان تبكي، بسبب قوة الين الياباني
التي جمَدت إقتصادهم، بلا نمو، لأكثر من ٢٠ عام
----

و الآن، سأعطيكم مثلا بسيطا، عن قلة فطنة بعض إقتصاديينا، الأشاوس
مَثَلٌ، من الماضي
و سَيَليه مَثَلٌ، شبيه له، من الحاضر
----

يبدو لي، أن إقتصاديينا، و كأنهم عازمون على إرتكاب أخطاء جديدة
فهم مصممون على عدم إعادة نفس الأخطاء القديمة
----

قد يذكر بعضكم، من ناضجي العمر.... أحم...أمثالي، حينما كان البيض المتوفر في أسواق العراق، هو البيض المنتج، محليا
و لكن
حدث شيء خلال السبعينات
قُتِل الإنتاج، عن بكرة أبيه
و إختفى البيض العراقي من الأسواق كليا، تقريبا
----

قبل أن يختفي، كان سعر البيضة يتذبذب، بين ٢٠ إلى ٣٠ فلس
حسب الموسم
كان لذيذا، و غامق الصفار
و إن كان صغير الحجم
لم يكن أحد منا، يتهمه بالضآلة
فَلم نر غيره، أبدا
و كنا نتصور، أن بعض من الوساخة، على قشوره
أمر محتوم، و لا مفر منه
----

و فجأة
وَفَرَت الدولة للجميع، بيضا مستوردا
بدا لنا، أفضل من العراقي، بكثير
كان أكبر حجما
و قشرته نظيفة، دائما
و الأهم من ذلك
كان أرخص، بكثير
----

كانت الحكومة تبيع البيضة، بسعر، ١٢ فلس فقط
الله يديم الرخص
----

كانت الدولة تستورده لنا، من دول أوروبية، و حتى من أمريكا
و لأن عليه دمغة رسمية، ظن الجميع أنه الأفضل، صحيا
----

ليس البيض وحده
فبعد أن كنا نشتري كيلو رز الجبايش اللذيذ العنبر، بسعر ١٢٠ إلى ١٥٠ فلس، ها هي الدولة توفر لنا الرز، الأمريكي
ذلك الرز، الجميل الشكل
الناصع البياض
الطويل الحبة
كل ذلك، و بنصف السعر
و كذلك فعلت في السكر و الطحين و الدهن و معجون الطماطم، و اللحم
كل تلك المؤن أصبحت، رخيصة جدا
و ليس المواد الغذائية فقط
بل حتى الأثاث، و الملابس، و المنتجات الصناعية
----

عباقرة الإقتصاد في الدولة، أغرقوا الأسواق بجميع السلع
بأسعار زهيدة، جدا، بالنسبة لكلفة إنتاجها المحلي
----

و هكذا، حطمت الدولة جميع مفاصل الصناعة و الزراعة، في العراق
بسبب، دعمها للإستيراد
----

و إن كانت البيضة وقتها، تكلف الفلاح المسكين، ١٥ فلس
ها هي الدولة تنافسه، و تكسر تجارته
فتبيع البيضة، بسعر أرخص
تبيعه بسعر ١٢ فلس
----

في السابق، كان الفلاح، يزود السوق بالبيض
و لكن، بعد تدخل الدولة، إضطر إلى التوقف، عن إنتاجه
و حتى أنك ترى الفلاح، و قد إنضم إلى في الطابور، مع غيره، لشراء البيض من الدكان، لنفسه
----

و هكذا، و بعد أن كان العراق مُصَدرا للمؤن، و الصناعات
توقف كل شيء
بسلامة دعم الحكومة
المضاد، للإنتاج المحلي
----

و لكن، إن سألت إقتصاديي الدولة آنذاك
لقالوا لك
كلا، نحن لا ندعم المستوردات
نحن لا نبيع أي شيء، بخسارة
نشتري الحاجة بدولار، و نبيعها بنفس السعر
و إن سألتهم، و ما هو السعر؟
يقولون،
الدولار، هو ٣٠٠ فلس
----

المشكلة، أن سعر الدولار الحقيقي، ليس ٣٠٠ فلس، كما يتصورون
بل أكثر من ذلك
سعره الحقيقي، هو أقرب إلى سعر السوق السوداء
فبإحتسابهم للدولار، بذلك السعر البخس، تكون الحكومة قد دعمت جميع الإستيرادات، بدون إستثناء
على حساب، الإنتاج المحلي
جميع المنتجات، بلا إستثناء
----

فإن أردت أن تُراجع الحقيقة
سترى، أنهم كانوا يبيعون كل الأشياء، بخسارة
----

راح يوم و جا يوم، حسب ما يقال، بالعراقية الدارجة
حاليا، نرى نفس القصة
الدولار ثابت رسميا، على ١١٦٥ دينار
١١٦٥، لا يتزحزح
لا تسمح له الدولة العراقية، بالتذبذب
----

في مقالة سابقة، بينت لكم أسباب قناعتي أن الدولار سينهار قبل ٢٠١٥
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=323245#
----

الكارثة الكبرى، هي أن الدولار، عندما سيغرق، سيسحب معه إلى الحضيض، كل العملات المربوطة به
و حتى إن قَطَع العراق الحبل، و ترك الدولار
تُرى، ما سنعمل بتلول الدولار تلك، التي نودع في خزائننا كإحتياطي
ستصبح هذه التلول، عديمة القيمة
----

للعلم، لا توجد تلول من الدولارات حقيقة، بل سندات إعتماد، مكتوب عليها، كذا مليار دولار
حاليا، لدى الولايات المتحدة، في خزائن السذج أمثالنا، أكثر من ١٦ ترليون دولار من تلك الديون
تلك الديون، التي ستصبح يوما، بلا قيمة
----

أنظر إلى اليورو، و الين الياباني، و الروبل الروسي، و الباون الإسترليني، و الدولار الكندي، و البيزو المكسيكي، و الكرون النرويجي
كلها تتذبذب بِحُرية، بالنسبة للدولار
هل تتصور أن إقتصاديي هذه الدول، أغبياء؟
----

قد تتسائل و تقول لي
و لكن، إقتصادنا، معتمد على الدولار، بصورة رئيسية
الجواب، إن كان ذلك صحيحا، لوجدت كندا و المكسيك، قد ربطا عملتهم بالدولار
و خصوصا أن ٩٠ بالمئة من إقتصادهم، معتمد على جارتهم، الولايات المتحدة
و كذلك، هتين الدولتين من أكبر مصدري البترول
و البترول كله، بالدولار
و مع ذلك، لم يربطوا عملتهم، بالدولار
تركوه حرا، يتذبذب مع مقتضيات إقتصادهم
----

بهذا، نحن نتصرف، مثل ذلك المخبول
الذي يرتدي نفس المعطف، ليلا و نهارا
صيفا و شتاء
لا يخلعه طوال أيام السنة
----

ففي الشتاء، القارس البرد
يرتعد من القشعريرة
فمعطفه خفيف، و لا يكفي، في الشتاء
----

و في الصيف، يحدث العكس
فهو الوحيد، الذي يرتدي معطف
و يرفض قلعه
حتى
حينما يزخ العرق، من ثغوره



#محمد_جلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما منحتني، الأستاذة واجدة الأطرقجي، الدكتوراه
- حينما سينتهي العالم، يوم الجمعة، ٢١/١£ ...
- حينما إلتقى، ذلك الملازم الأول الطبيب، بأولائك الأكراد الثلا ...
- حينما يُقذَف الرئيس الأمريكي، بالبيض
- قصيدة أم، تتغزل بإبنها، حينما بلغ السادسة عشر
- أبي، أفضل من أبيك
- حينما أنجدني، ذلك اليهودي
- دليل تاريخي، قد يشير إلى نزاهة الرئيس العراقي السابق، عبد ال ...
- يا رب، ريتك جعلتني كرديا
- الدولار الأمريكي، أجمل قرد في المحلة
- حينما سقط الفلس في الجرة
- صاروخ العابد. ترى، ما الذي حصل بعد ٧ ثوان؟
- مصلاوية....من الحلّة، إلى مانجستر / الجزء الثاني
- مصلاوية....من الحلة، إلى مانجستر / الجزء الأول


المزيد.....




- ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي تفشل لأول مرة في تحقيق أهداف مل ...
- ضمن حربه على التزوير.. العراق يعزز أمن عملته
- خبير ألماني يكشف عن المستفيد من ضعف اقتصاد بلاده
- -الله أكبر! ما هذا؟-.. شاهد رد فعل رجل شاهد لحظة انفجار طائر ...
- خبير يكشف دوافع ترامب في تهديد كندا والمكسيك بالرسوم الجمركي ...
- تحطم طائرة قرب مركز تسوق في فيلادلفيا.. وكاميرا جرس الباب تو ...
- أمريكا: تحطم طائرة صغيرة في فيلادلفيا.. وشاهد عيان: -رأيت كر ...
- شولتس: حرب كييف سبب أزمتنا الاقتصادية
- فوربس تصنف Bitget ضمن بورصات العملات الرقمية الأكثر موثوقية ...
- قناة السويس: مؤشرات على عودة الاستقرار للبحر الأحمر


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد جلو - حينما يزخُ عرقُ المخبول، و لا يَقلَع معطفَه