أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - القرآن كتاب هداية للتدبر.. لا معلقة شعرية للنقد














المزيد.....

القرآن كتاب هداية للتدبر.. لا معلقة شعرية للنقد


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



المتصفح للشبكة العنكبوتية هذه الايام،يلاحظ ارتفاع وتيرة الكتابات المضللة،التي تتعمد المس بقدسية النص القراني،لكي تهبط به الى مستوى ناسوتي، يتناقض مع الطبيعة الالهية المطلقة للقران،ومن هذه الكتابات على سبيل المثال، المقال المنشور في موقع الحوار المتمدن-العدد: 3934 بتاريخ 7-12-2012 المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني، تحت عنوان(أيجلب انتقاد القران الغضب الالهي؟)،بقلم الكاتب احمد داؤود.
ومع ان القران الكريم مهما حاول البعض المس بقدسيته،والانتقاص من اعتباره،لا يحتاج الى حماية من احد من البشر،لان الله تعالى قد تكفل بحفظه وفقا للقانون الالهي المركزي(ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)،الا ان المنافحة عنه انصافا للحقيقة، وانتصارا للموضوعية، تبقى غاية سامية، تتطلبها مقتضيات الاستقراء العلمي،بغض النظر عن موجبات تعظيم كتاب الله،ومقتضيات الذود عنه.
ولان القران كما يعلم الجميع، هو كتاب هداية للناس، كما يقول الله - سبحانه وتعالى – عنه: (إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم)، ومن ثم فهو ليس كتابا في الطب، أو الفيزياء او الفلك او الفلسفة أو نحو ذلك من العلوم،حتى يخضع لآليات النقد المعروفة،مع ان ما ورد فيه من إشارات علمية تفيد الدلالة الحسية للاستقراء،وذلك بهدف حث الانسان على التعرف على الأسباب التي تقف وراء الظواهر الكونية،والاجتماعية، ورصد النتائج المنبثقة عنها،لغرض السيطرة عليها، والتمكن من تسخيرها بنجاح ، تحقيقا لمبدأ جلب المنافع، ودرءا للأضرار، على قاعدة: (هو الذي سخر لكم ما في الأرض جميعاً)،وفقا لآليات التسخير الالهي التي اشار لها القران.
لقد جاء القران محكما،خاليا من أي شك،أواختلاف،أو تناقض،فاعجز بذلك دهاقنة العرب،اذ(لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا)،وبهذه الخواص المحكمة،اتسم النص القرآني بقدسية مطلقة على قاعدة (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)،بما يعني أن الاقتراب المتجسد من مراد الله في فهم النص القرآني،هو مسؤولية الإنسان بعد استحضار وسائل الفهم الصحيح، التي تتجسد في التدبر العقلي،والإحاطة الشاملة بالعلوم الإسلامية النقلية منها،والعقلية، حتى لا يتقاطع الفهم الاستقرائي مع مدلول النص، بأي شكل من الأشكال،وبذلك يتفادى أن يجادل الباحث في آيات الله بغير علم،ولا هدى،ولا كتاب منير،فيهلك ويهلك.
ولا جرم أن النزق المهووس،بما يفسح المجال للعقل الجامح،بتجاوز حدود طاقته لدى الباحث غير المتسلح بمنهجية المعرفة الاسلامية،سيدفعه الى القفز فوق اشكالية محدودية تصورات العلم التجريبي وحسب،المحكومة بقاعدة (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)،فيقع منه عندئذ الوهم وخطأ القياس، فيلجا الى تشويش الاستنتاجات عن عمد، للطعن بصدقية وحي النص القرآني،وإسقاط الانسة عليه زورا وبهتانا،ليحشره في زاوية النقد البشري، كما لو انه كتاب في الاجتماع، او الأدب، او الفلسفة.
لذلك فان التعامل مع القران الكريم ينبغي ان يتم وفقا لمنهجية العلوم الاسلامية المعتمدة في هذا المجال حصرا. فكما ان علوم الطب تدرس بمنهجيات لا تصح الا في بحث العلوم الطبية ،وان علوم الفيزياء لا تدرس الا من خلال المنهجية المعتمدة في بحثها،وهكذا.. فانه لا يصح ايضا،من باب اولى،ان تجري دراسة القران،وبحث نصوصه،الا من خلال منهجية علوم القران،والمعرفة الاسلامية المتراكمة في هذا المجال، بدءا من مرحلة نزول القران، وانتهاء بعصرنا الراهن،من دون اي انتقائية تجزيئية مقصودة،لكي تتوافق مع قدسية القران وتنأى به عن الانسنة، والإخضاع للنقد،وعند ذاك نستطيع الحكم بسهولة،فيما اذا كان انتقاد القران يجلب الغضب الإلهي ام لا،لاسيما بعد ان يتم تدبر ايات الاعتبار بمصيرالأمم السالفة على قاعدة(قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم)،والتمعن العميق بأساليب اخذ الله لهم.





#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بل محمد هو القدوة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - القرآن كتاب هداية للتدبر.. لا معلقة شعرية للنقد