|
المكارثية الاخوانية خربت مصر
حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 20:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المكارثّية (McCarthyism) هي فكر محافظ تبناه السيناتور الجمهوري جوزف مكارثي في الفترة ما بين العام 1947 والعام 1957، وهي الفترة التي شهدت تصاعد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والمعسكر الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفيتي.... فما هي المكارثية؟ وما هي طريقة عملها؟ وما هي الآثار التي تركتها في المجتمع الأميركي؟.... المكارثّية هي الممارسة التي تقوم على اتهام الناس بوجود صلة تربطهم بالمنظمات الشيوعية دون اثباتات كافية تدعم الادعاء . وقد دعيَت باسم جوزف مكارثي ( 1908 – 1967 )..... ولد مكارثي وتربى في مزرعة بويسكنسن وحصل على شهادة المحاماة من جامعة ماركويت عام 1935 وتم انتخابه كقاضي محكمة استئناف عام 1939 ليصبح أصغر قاضي يتم انتخابه بالولاية وفي سن ال33 تطوع مكارثي للخدمة في قوات مشاة البحرية الأمريكية وخدم خلال الحرب العالمية الثانية توفي مكارثي بمستشفي بيثيدا البحرية في 2 مايو 1957 وسنه 48 سنة وكان سبب الوفاة الرسمي هو التهاب كبدي فيروسي ....وهو سناتور جمهوري عن ولاية وِسْكونْسِن الأميريكية وكان رئيسا لإحدى اللجان الفرعية بالمجلس و اتهم عددا من موظفي الحكومة و بخاصة في وزارة الخارجية, و قاد إلى حبس بعضهم بتهمة أنهم شيوعيون يعملون لمصلحة روسيا.....الجدير بالذكر وما يشحذ الفكر ان المكارثّية اتجاه سياسي رجعي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية و يهدف إلى تشديد الرقابة على الشيوعيين الذين يعملون في الدولة..... و قد تبين فيما بعد أن معظم اتهاماته كانت على غير أساس.... و أصدر مجلس الشيوخ في عام 1954 قرارا بتوجيه اللوم له ....و يستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجة ضد المثقفين....
حيث ادّعى مكارثي عام 1950 ، في أوج الحرب الباردة أن 205 أشخاص من موظفي وزارة الخارجية الأميريكية هم من المتعاطفين مع الشيوعية وأن 57 آخرين أعضاء في الحزب الشيوعي ، تبعت هذا الإعلان حملة هدفها إضعاف الثقة في أعضاء بارزين في الحزب الديموقراطي ومنهم شخصيات محترمة جداً مثل دين اكسون وجورج مارشال .... وعندما أصبح رئيساً " للجنة الفرعية الدائمة للتحقيق " ( 1953 ) تكثفت هجماته فوجّه اتهامات بحق وزير الحربية ، والعديد من المثقفين والرسميين ، أدّت نشاطاته إلى خلق " لوائح سوداء" وتم القضاء على الحياة المهنية للعديد من الناس و قاد إلى حبس بعضهم بتهمة أنهم شيوعيون يعملون لمصلحة روسيا..... أخيراً ، وبعد أن دان مجلس الشيوخ نشاطاته في 1954 ، هاجم مكارثي الرئيس أيزنهاور ولكن عندها كانت قد ضعفت الثقة بحملته ...يعتبر السيناتور جوزف مكارثي الواجهة الأمامية للحزب الجمهوري وجماعة المحافظين الذين ارتبطت أفكارهم برفض التجديد ومبادئ العدالة، ووجدت فيه قوى الضغط والنفوذ ضالتها لمواجهة منافسيها في الداخل والخارج...
وعلى المستوى الوطني ارتكزت المكارثية على عقدة الشك، فالمواطن مشكوك في ولائه، لذلك وجب تكثيف أجهزة الرصد وغرس عقدة الخوف من خطر داخلي وخارجي...... وامتدت ملاحقاته إلى رجال الكنيسة البروتوستانت متهما إياهم بالشيوعية، وشكل لجان تحقيق لمساءلة كبار ضباط الجيش، متهما وزير الدفاع في عهد ترومان بالخيانة ومساندة الشيوعية..... ومن المعروف أن مارشال قد حاز جائزة نوبل للسلام لكونه مهندس مشروع مارشال الشهير... كما اتهم الرئيس الأميركي هاري ترومان بالتحالف مع الشيوعيين، واتهم الحزب الديمقراطي بالخيانة..... وحتى عندما فاز الرئيس الجمهوري آيزنهاور بالرئاسة العام 1952 لم يتورع مكارثي عن اتهام الحكومة بإيواء عناصر غير موالية في أجهزتها....الى جانب تصنيف كثير من الموظفين في الأجهزة الحكومية بحسب معايير مغلوطة، فهم إما: جواسيس للاتحاد السوفياتي، أو شيوعيون، أو متعاطفون مع الشيوعية. لقد تلبس مكارثي بعقدة الشيوعية فعمل على محاربتها بعدة أساليب منها : تشكيل لجان تحقيق لطرد العناصر المشكوك في ولائها من الأجهزة الحكومية واستحداث ملفات وإعداد تقارير لتحديد نسبة ولاء الموظفين....
المكارثية تعمل على تضخيم الخطر وصناعة الخوف (SCAREMONGERING)لإن التعاطي مع هذا الأسلوب يؤسس لثقافة الخوف (Fear Culture)..... ويرجع المختصون أهداف هذه السياسة للتأثير على طريقة تعاطي الأفراد مع بعضهم بعضا، ويعتبرونها سياسة متعمدة ذات أبعاد تاريخية....يقول نعوم شومسكي : إن صناعة الرعب لا تخرج عن نطاق الرغبة في السيطرة على المجتمع باستغلال مصادر المعلومات لتبرير سياسات داخلية وخارجية لتشتيت تفكير الناس عن قضايا ملحة كالفقر والبطالة والتلوث وانتشار الجريمة والفساد... ولنشر ثقافة الخوف يتم تزوير المعلومات ونشر الشائعات وتحويل حادث فردي وتصويره وكأنه وباء اجتماعي (Social Epidemic) ووصم الأقليات أو فئات معينة في المجتمع بصفات غير محببة كنعت فئة من المواطنين بالعملاء أو وصم المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية بالإرهاب... الى جانب تلفيق كامل للحقائق والوقائع كاتهام مكارثي لرجال الكنيسة البروتوستانتية بالشيوعية أو الحديث عن هلال شيعي، أو إطلاق كلمة رئيس على ديكتاتور اخوانى قتل ثوار الاتحادية العزل بواسطة ميليشيات اخوانية !!..او احتضان العناصر المحافظة التي ترفض مبادئ التسامح والعدالة وترفض التغيير، وتسهيل أحكام سيطرتها على السلطة التشريعية والمصالح الرئيسية والمؤسسات الحكومية كما فعل مكارثي بتشكيل لجان تحقيق لكبار المسئولين في الإدارة الحكومية المعارضين لسياسته لإزاحتهم وإحلال المحافظين محلهم، وكما عمد المحافظون الجدد في إدارة الرئيس ريجان والرئيس جورج بوش للسيطرة على الكونغرس والإدارة الحكومية، وتعاون الإدارة الأميركية مع طالبان في أفغانستان إبان الاحتلال السوفياتي... وهناك مؤشرات قوية على تعاونها مع الاخوان فى مصر لرعاية المصالح الامريكية والاسرائيلية ...الى جانب اعتماد أسلوب التشهير بالمعارضين، ووصف الكونغرس حملات التشهير التي اعتمدها مكارثي بالكارثية لأنها دمرت الحياة الوظيفية لكثير من المواطنين حتى تردت الأوضاع في أجهزة الدولة التي تدهور أداؤها وانحدرت معنويات العاملين فيها وهذا هو بعينه ما يفعله الاخوان بالمعارضين لحكم مرسى !!!..
انهم يريدون صناعة عقدة الشك !!فالمعنى اللغوي للعقدة (Complex) هو التداخل العشوائي للأجزاء لدرجة الإرباك وصعوبة متابعتها وفهمها.... والشك نقيض الثـقة، والثـقة كما يقول جيري مون في محاضرته بعنوان «الثـقة والشك في الحياة السياسية»، هي رديف للتسامح والمساواة السياسية التي تعتبر ضرورية للحياة لأنها تعطي الفرد الأمل وتجنبه القلق من تهمة عدم الولاء أو الخيانة.... فالانغماس في الشك يعني التدقيق المكثف والمستمر في خلفية الغير وخصوصياته قبل الدخول معه في عقد اجتماعية.... ويضيف مون أن عقدة الشك مرتبطة بالشعور بالحرمان حين تتمتع مجموعة معينة في المجتمع بمزايا كثيرة تفوق استحقاقاتها، فتشعر الفئة المنقوصة حقوقها بالتهميش لوجود معايير معينة يشجعها رجال السياسة لغرض الحصول على اتباع ومناصرين... من هنا تكون الثـقة سهلة الكسر (Fragile) تحت سطوة السياسين، ويحفز فقدان الثقة الدعوة لنيل المساواة والمطالبة بالحقوق ضمن عقد اجتماعي..... ويربط مون بين الثـقة والشفافية، فالثـقة تتعزز عندما تتضح الحقائق للرأي العام في حين يتعزز الشك بالغموض وغياب الحقائق..... ولولا الشفافية والمكاشفة وحرية التعبير لما انحسر زيف المكارثية.... وظلت التجاوزات والانتهاكات والملفات الرامية إلى تشطير المجتمع وتخريب نسيجه...
رغم انحسار المكارثية وانحصارها في بلد المنشأ امريكا لحين من الزمن فإن المحافظين الجدد من قادة الاخوان عملوا على تصديرها إلى الداخل المصرى مستغلين الفراغ السياسي وفجوات الاختلاف ونزعة التطرف وغياب التسامح لدى البعض، ليجعلوا الجار يضرب جاره لتنفيذ مخططات التقسيم.... ويجند المحافظون الجدد او الاخوانجية الجدد قنوات فضائية وجرائد ومراكز بحوث يحلو للبعض تقليدها بابتذال وسذاجة.... والتي ننصح اليائسين والمخدوعين من مواطنينا بالنأي بأنفسهم عنها مهما بلغ بهم اليأس.... فدور هذه البقع الزيتية الاخوانية المأجورة لا يخرج عن أهداف المحافظين في نشر ثقافة الشك والخوف تمهيدا للاحتراب والتقسيم والهيمنة....إن المكارثية الاخوانية تطل علينا برأسها بين حين وأخر وفي ونتائجها واحدة وهي نشر البلبلة والفوضى وثقافة الخوف وتمزيق نسيج المجتمع.... وفى مصرنا تطل علينا أفكارا اخوانية ومتأسلمة وممارسات تلبسها مس من المكارثية ولكن بشكل جديد، فنراها تستحضر الجانب السلبي من تاريخنا وتضخم أخطارا من هنا وهناك وتخرج لنا بتوصيفات جديدة، وتنشر أفكار ومقولات أعداء الأمة على رغم ادعائها محاربتها، وتدعو الله أن تنشب حربا في منطقتنا متقمصة بذلك روح شمشون الجبار، وتتاجر بتقارير تسميها استراتجية وذلك في هلوسة فاقت أفكار وممارسات غلاة المكارثية الأوائل...لقد هلك مكارثي بعد أن أدمن الخمر وتخلى عنه حلفاؤه ومعاونوه، وبعد أن استنفذ أغراضه..... إلا أن عناصر المحافظين الجدد من قادة الاخوان في كل بقعة من بقاع مصرنا الحبيبة مازالت تتقمص روحه الشريرة التي تحوم كالأطياف حولنا، وتساعد بجهل على تمزيق أواصرنا وتمكنه من مستقبلنا وحاضرنا....
البعض يرى "المكارثية" حركة بوليسية استخبارية أمريكية انتشرت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وكان يشرف عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية بالاشتراك مع بعض الفنانين المرتبطين بها وعلى رأسهم رونالد ريغان الذي اصبح بعد ذلك رئيسا للولايات المتحدة إضافة إلى لي مارفن وفرانك سيناترا وجون واين ونانسي سيناترا وآخرين.... وكانت مهمة هذه المجموعة هي محاربة الفنانين الذين يؤيدون الفكر الاشتراكي "الشيوعي" ابان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين، وقد دفع العديد من الفنانين ثمنا لذلك ومنهم من عوقب بحرمانه من الاوسكار مثل المخرج ايليا كازان، اضافة الى محاربة هؤلاء الفنانين بحرمانهم من العمل والضغط على شركات الإنتاج لكي لا تتعاقد معهم ومحاصرتهم فنيا وإعلاميا مما اضطر العديد منهم إلى اعتزال الفن أو الهجرة خارج الولايات المتحدة... مثل ما حدث مع النجم الكوميدي شارلي شابلن، وقد نجحت المكارثية في إبعاد العديدين وتقليص نشاطهم كما حصل مع اورسن ويلز وغيره، وفي الوقت نفسه كانت المكارثية تعطي امتيازات لمن يتعاونون معها كما حصل مع النجم جون واين الذي منح الاوسكار عن فيلم "القبعات الخضر" الذي كان يؤيد الحرب في فيتنام....
وعلى ما يبدو أن "المكارثية" انتقلت إلى مصر على يد الاخوان حيث لاحظنا محاربة العديد من الصحافيين والاعلاميين والفنانين والأعمال نتيجة لمواقفهم السياسية وتوجيه الجهة المنظمة أو القناة .. حيث أكدت مصادر أن مندوب الإخوان فى التليفزيون المتولى /صلاح عبد المقصود وزير الاعلام الاخوانى ، كان وراء تهديد قناة CBC باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد القناة إذا قامت باستكمال حلقة برنامج ممكن التى يقدمها خيرى رمضان والتى كان من المقرر أن تستضيف «حمدين صباحى» أحد السياسيين المطروحين على الساحة المصرية وعضو جبهة الانقاذ الوطنى مع عمرو موسى والبرادعى وتزامن ذلك بعد خطاب مرسى الفاشل والذى كان «حمدين صباحى» سيوضح مدى الأداء الفاشل الذى يمارسه محمد مرسى ، http://youtu.be/JX62BA1LilUوقالت المصادر أنه لم يكن أمام صلاح عبد المقصود والرئاسة إلا تهديد القناه لمنع ظهور صباحى ، وهو ما إعتبره خيرى رمضان رغم نفوذه القوى داخل القناة، وعلاقته بصاحبها إلآ أن ما يبدو أن التهديد كان بشكل لم يتوقعه أحد مما أدى لقيام إدارة القناة لالاستجابة له وعدم استضافة صباحى، والذى تزامن مع دعوات القوى السياسية لمليونية الكرت الأحمر, والتى دعت اليها القوى السياسية ضد مرسى واعلانه المستبد والديكتاتورى والذى لم يتراجع عنه فى خطابه الفاشل ...وهذا بحد ذاته محاربة لحرية الفكر والإبداع التي هي الأساس الذي يقوم عليها العمل الاعلامى والفني بأي شكل من أشكاله، ولعل التاريخ يذكر انه في اواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات وبالتحديد بعد اتفاقيات كامب ديفيد وزيارة الرئيس المصري انور السادات لإسرائيل وخطابه في الكنيست الإسرائيلي ثم مقاطعة مصر رسميا ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس..... ولكن رغم ذلك فان الأعمال الفنية المصرية والفنانين المصريين لم تتم مقاطعتهم أو منع أفلامهم ومشاركاتهم بغض النظر عن مواقفهم السياسية.... باستثناء الفنانين المطبعين الذين قاموا بزيارة إسرائيل مع الرئيس السادات، ولكن على ما يبدو أن الصورة تغيرت الآن وعدنا لنشاهد المكارثية الاخوانية تتحكم وتتسلط وهذا إنذار خطر على الفكر والإبداع....فالمكارثية الاخوانية ترهبنا ثقافيا ومعنويا واجتماعيا وسياسيا ودينيا !!...الحية المكارثية تجدد ثوبها فهل تطل علينا برأسهاالاخوانى القمىء !!!.. مالفرق بين حالنا اليوم وحال مكارثية السيناتور جوزيف مكارثى العضو الهادئ فى الكونجرس الأمريكى ،حيث كان أصغر الأعضاء سناً 38سنة و فى ذكرى ميلاد أبراهام لنكولن عام ١٩٥٠ ألقى خطاباً قال فيه «إن وزارة الخارجية الأمريكية مليئة بالجواسيس وتعمل لحساب روسيا» وانقلبت الدنيا بعد أن وضع قائمة تضم أسماء ٢٥٠ شخصية شيوعية اعتبروا جواسيس يعملون فى وزارة الخارجية التى بدأت فى فصل أكثر من مائة شخص للاشتباه بهم.... ومعظمهم لم يكونوا من الشيوعيين، بل يساريون أو ليبراليون، وتحالف مع صحفى اسمه روى كوهين، والصحافة دوماً خير عون للصالحين أو الفاسدين وبدأ فى وضع قائمة سوداء تضم أسماء العديد من الكتاب والصحفيين وأساتذة الجامعات الأوروبيين لمنع دخول كتبهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية....وأصبحت هناك موجة تسمى المكارثية تتهم هوليوود وأفلامها بأنها إما شيوعية أو تنشر الشيوعية عن طريق أفلامها، ومن بين من اضطهد الكاتب المعروف توماس مان، الحائز على جائزة نوبل الذى اضطهد بسبب اتهامه من قِبَل المكارثيين له بأنه يحمل فكراً متعاطفاً مع الشيوعيين، وبسبب هذه القوائم السوداء التى وضعت والتى كانت تتهم الناس جزافاً ودون أدلة دامغة – سُرِّح – الكثيرون من أعمالهم وانتشرت البطالة، خاصة بين العاملين فى الحكومة، بل وصل الأمر إلى حد سجن بعضهم بسبب أفكارهم وانتماءاتهم وانتشر الخوف فى أمريكا....
وقبل المكارثية كانت هناك فى هوليوود ما يسمى بـ«الثوماسية» نسبة إلى بارنيل ثوماس، رئيس لجنة النشاطات المعادية لأمريكا فى مجلس الكونجرس، الذى نجح فى إقناع والت ديزنى، صاحب شركة وشخصيات والت ديزنى الشهيرة، وأصحاب شركات سينمائية أخرى بعدم تشغيل مَن يشتبه أنه متعاطف أو عضو أو كان عضواً فى الحزب الشيوعى...وكانت النتيجة سلسلة من التحقيقات، بل سجن كثيرون لمجرد رفضهم الإجابة عن السؤال التالى: «هل أنت عضو أو كنت عضواً فى الحزب الشيوعى؟»، رفضوا لأنهم كانوا لا يريدون أن يجادلهم أحد فى حق التعبير عن آرائهم....ما فات من مكارثية وثوماسية نعيشه هذه الأيام، ولكن مع تطور الكلمة.... لم تعد المكارثية تعنى تعاطفاً مع الشيوعية، بل أصبحت كل مَن يتهم بعدم الولاء او معارضة حكم الاخوان .... ما حدث أثناء الاتحادية من موقف بعض الفنانين والإعلاميين والرياضيين بأشكال مختلفة،لايعنى ان تعاملهم جماعة الاخوان بمكارثية سياسية من خلال كلمات التخوين أوالعمالة او الاتهامات الموجهة للشباب فى التحرير، مرفوض شكلاً وموضوعاً....لا يجوز تحت أى ظرف محاربة شخص لاختلافه معك فى الرأى..... فلا يجوز أن يؤخذ الكلام عن البعض بأنه كلام عن الكل، ولا يجوز محاربة إنسان فى أكل عيشه، فالفنانون والصحافيون والاعلاميون اليوم المصنفون ضد حكم الاخوان او ضد مرسى أصبحوا يتعرضون لمضايقات فى عملهمhttp://youtu.be/d-7uB-MQ6TA... الثورة إرادة شعب فى التخلص من الفساد وأمل فى تحقيق حلم الديمقراطية والتعددية الفكرية والحزبية وليس ان تعتبر جماعة الاخوان أن كل مَن ليس معها فهو ضدها، وبالتالى برز فريق كبير من المنافقين للجماعة الحاكمة علا صوتهم وسيطر، فلم تعد تسمع أصواتاً أخرىانها المكارثية السياسية فى ابهى صورها ....جماعة الاخوان بدأت ترتكب نفس الخطأ: مَن ليس معى فهو ضدى.... ومن أختلف معه يصبح عدوى وأضعه فى القائمة السوداء. الثورة يجب ألا تتحول إلى مكارثية أو ثوماسية... http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=QXGlMQoJDYY الإخوان يشترون جثث ضحايا الإتحادية وويدعون انهم من الإخوان انظروا الرابط وما جاء علي شاشة برنامج ساعة مصرية ، الذي يقدمه تامر أمين لقناة روتانا ، حيث فجر الدكتور عماد جاد قنبلة من العيار الثقيل ، في مواجهة ضيوف ، أحدهما ممثل عن الإخوان والثانــــي ممثل للجماعة الإسلامية ... حيث قدم عماد جاد رقم تيلفون أحد أعضاء مجلس الشعب المنحل عن دائرة حدائق القبة ... ابلغه أن جماعة الإخوان ذهبوا الي أهل شهيد في الحدائق ، وقالوا لهم : (نحن مستعدون أن ندفع أي مبلغ ، علي أن تسلمونا الجثة ، لنعتبرها ضمن شهداء الأخوان . وعليكم أن تقولوا للصحافة والإعلام ، إنه كان عضوا في جماعة الإخوان ) ....وقال إنه في دهشة بالغة في أن يدير الإخوان المسلمين مثل هذه المسرحيات ....بعد هذه المعلومات إنسحب عماد جاد عن إستكمال الحلقة ، لأنه لا يستطيع أن يقبل أو يستمع الي مثل هذه الأكاذيب ....كما إنسحبت الدكتورة كريمة العروسي !!.. انها المكارثية الاخوانية المقيتة !!.. لقد تحولنا إلى دولة ميليشيات على يد مكارثية الاخوان وقرارت مرسى التى ستحول البلاد إلى حرب أهلية !!
في وقت من الأوقات، عانت الولايات المتحدة طويلاً، من وباء اسمه «المكارثية» نسبة إلي السيناتور «جون مكارثي»، الذي شن حملة إرهاب فكري واسعة، ضد كل من يعتنق أفكاراً مخالفة لما كان سائداً ومستقراً في أمريكا، أو لما كان «مكارثي»، يتصور أنه يجب أن يستقر ويسود!!.... وقد وصلت حدود الحملة، وقتها، إلي درجة أخذ الناس بنواياهم، فكان «مكارثي» إذا سمع مثلاً، عن أن فلاناً من المواطنين، كان في مرحلة من مراحل العُمر، يقرأ صحيفة من الصحف، التي تتبني أفكاراً شيوعية، اتهمه علي الفور، بأنه شيوعي، وراح يطارده، ويفتش عما في قلبه، وعقله، وضميره، ويطالب بعقابه، لا لشيء، إلا لأنه يطالع جريدة، غير الجريدة، التي يري مكارثي، أن عليه، وعلي الآخرين، أن يقرأوها معه!!.. وكان إذا تناهي إلي سمعه، أو نمي إلي علمه، أن أحداً من الأمريكان، انتمي في أي وقت، إلي اتحاد للعمال، كانت التهمة الجاهزة، أن الرجل اشتراكي، وأن عقابه علي هذا الانتماء، مثل القضاء والقدر، لا مفر منه!!.. وقد ضجت أمريكا كلها، بأجواء المكارثية، التي سببت رعباً للكثيرين، وتصدت شبكة (c.b.c) لمكارثي، وحملته المسعورة، ووقف رجل اسمه «مارفي» في هذه الشبكة، يعلن مقاومة المكارثية، حتي النهاية، واستضاف «مارفي» مكارثي نفسه، في برنامج شهير، علي الشبكة، ولم يقاطعه طوال الحلقة، فيما قال، غير أنه عاد، في الأسبوع التالي، وفنَّد تماماً، ادعاءات مكارثي، وأسقطها، واحداً، وراء الآخر.. ولم تسقط المكارثية، نهائياً، إلا بفعل أجواء الحرية الحقيقية، التي قضت عليها، ولم يتبق منها شيء!... وقد كان من الممكن، التماس العذر، للسيناتور مكارثي، علي اعتبار أنه، بصورة من الصور، كان وطنياً، في دوافع حملته، ولكن وطنيته بلغت حد الهوس غير المقبول، وغير المعقول!...انظروا الى مكارثية الاعلام الاخوانى العفن انهم يرمون الثوار بما هو فيهم .. شاهدوا فضـيحة قـناة مصر 25 الأخوانية !!.. القناة الاخوانية عرضت صورة على اساس انها لبعض الثوار فى ميدان التحرير المعارضين لمرسى !! واتهم المذيع الثوار بأنهم بيعمروا الاحجار والشيشة وهذه ليست ثورة انهم يتسلوا بالوطن والثورة ... المدهش ان الصورة ليست لثوار التحرير ولكنها لابعض الشباب من دوار اللؤلوة في البحرين وهذا هو رابط الموقع الذى نشر الصورة فى 2011 : http://defense-arab.com/vb/showthread.php?p=469660 وهذا هو رابط الحلقة في القناة الأخوانية الكذابة و شوف الصورة في الدقيقة 22:30 http://www.youtube.com/watch?v=9voCY6h5we0
ولكن.. ما الذي يمكن أن نقوله، وما هو العذر، الذي يمكن التماسه، لمكارثية الاخوان التى تطارد كل صاحب اجتهاد، وتحاول تجريده، من مجرد حق الاجتهاد نفسه.. فأنت في نظر المكارثية الاخوانية ، إذا اقترحت حلاً، لمشكلة قائمة، بأسلوب مختلف، عما تريده الجماعة وتراه، فلابد أنك في هذه الحالة معارض، بل وخائن!!.. ليس هذا فقط، وإنما هناك من يقف وراءك، ضد البلد!!.. وتصل المكارثية الاخوانية التي تتفشي يوماً بعد يوم، إلي حد اتهام الشخص الواحد، بعدة تهم متناقضة مع بعضها البعض....فمن الممكن مثلاً أن تكون اليوم، في نظرها خائنا او عميلا كما قالوا عن البرادعى وصباحى .... وغداً، تكون أمريكياً.. وبعد غد، تصبح ممن يدمرون أو يسعون إلي تدمير وتخريب العلاقات المصرية الأمريكية.. وتسأل نفسك، والحال هكذا، عن الطريقة التي يكون الشخص نفسه بها، أمريكياً، ومدمراً لعلاقة أمريكا مع القاهرة، في وقت واحد، فلا تجد جواباً مقنعاً!!...المؤسف إن قيادات الجماعة تدافع عن ما حدث من ميليشيات الاخوان بالاتحادية ، وتتهم الشباب العزل والإعلام المصرى ( الغير حكومى ) بإنهم السبب!! أى هراء هذا، وأى سفه هذا الذى يتحدثون عنه ، وإذا كانوا يهاجمون الإعلام لماذا لم يحدثونا عن قنواتهم التى تبث السموم ليل نهار وتتهمنا وتكفرنا لإننا لا ننتمى لهذا الكيان الإجرامى !!.. ما حدث جريمة بكل المقاييس، تخيلوا فى الوقت الذى طلب فيه من الكاميرات أن تدخل القصر لتنقل وقائع كلمة نائب الرئيس، بدأت المعارك فى الشارع لإقتلاع الخيام وفض إعتصام المعارضة وإستخدم فى ذلك الأسلحة البيضاء والشوم ولم تسلم السيدات والفتيات من سفالة ميلشيات الجماعة !!..أى إسلام هذا الذى يتحدثون عنه، الإسلام براء منهم ومن أفعالهم إنهم عصابة تعيد مصر لحقبة المماليك !!..أكرر ما حدث جريمة بكل المقاييس، الجريمة بدأت خيوطها فى فندق فيرمونت بمصر الجديدة فى إجتماع ترأسه خيرت الشاطر الحاكم الفعلى لمصر ولجماعة الاخوان ، وتلاه تصريح صريح لعصام العريان قال فيه إن الجماعة وحزبها سيؤمنا الإتحادية والرئيس !! وتهديد واضح من البلتاجى ( البلطاجى لانه بلطجى بكل المقاييس )أعلن فيه ( إللى حيقرب من الإتحادية حنقتله ) !! والأمين العام وقيادات الجماعة دعوا الجماعة وشبابها للنزول إلى الإتحادية للتعامل مع المتظاهرين !!..ما حدث جريمة بكل المقاييس يتحملها النظام !! الشهداء حتى الآن نحو 7 والفاعل المجرم ميلشيات الجماعة التى كانت محظورة والآن اصبحت مسعورة !!..أين الداخلية ؟ أين الأمن ؟ كل هؤلاء غابوا عن المشهد ليسهلوا للجماعة مهمة قتل المعارضة فى الشارع وليسيل الدم الطاهر على أرض مصر المحروسة....
وإذا كان مكارثي، قد أسس لحملته، ثم قادها، لأسباب وطنية مجردة، فإن المكارثية الاخوانية مختلفة قطعاً، عن الطبعة الأمريكية، لأن كل مكارثي اخوانى ، يمارس هذا الجنون و يفعله ويواصله في الغالب، من أجل مصلحة مع الدولة، حصل عليها، أومصلحة سوف يحصل عليها مستقبلاً..... وفي سبيل ذلك، يصبح من السهل جداً، اتهام الشخص ذاته، بأنه علمانى وليبرالى و وشيوعي..... فالاتهام هنا، ليس هو الهدف، في حد ذاته.. كما أن ممارسة هذا العمل الفاحش ليست خالصة لوجه الوطن !!..وعجبى لأؤلئك الذين يتحدثون عن الشريعة، أى شرعية تلك؟ هل تناسوا التزوير فى الإنتخابات، وهنا أذكر بملف التزوير المعروف بالمطابع الأميرية وليكن هذا بلاغاً منى للنائب العام الجديد، وأين ملف القضاة الذين ضبطوا يزورون فى الإنتخابات الرئاسية، أى شرعية تلك التى تتحدثون عنها، أنتم عصابة مجرمة ومآلكم مزبلة التاريخ !!..مرسى مجرد ترس فى ماكينة الإخوان لانه جاء بالصدفة وكان استبن لخيرت الشاطر!!لذلك حال مصر يسير من سىء الى الاسوء فى ظل حكمه البائس !!.. و تعانى مصر الآن من «الاخوانية »، مثلما عانت أمريكا من «المكارثية»، ورغم أن رجال النظام السابق جاثمون على قلوبنا فى كل مكان لكننا نتشطر على اى غلبان تزوج أو أنجب أيام مبارك ونتهمه بأنه جزء من النظام السابق .... ارحمونا يرحمكم الله، فقد شفيت أمريكا من المكارثية وبقى أن يشفينا الله من الاخوانية التى هى اخطر من المكارثية !!..
حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التهريج السياسى الاخوانى واستنساخ الثورة الايرانية
-
من دساتير حسنى لدساتير مرسى يا شعب مصر لاتقبل
-
الهجمات المرتدة التركية على سوريا فرصة لاتعوض
-
اروع حبيبة
-
الانتهازيون الجدد : الاخوان والامريكان وأردوجان
-
الاحتكار السياسى الاخوانى وازدواجية المعايير
-
لن نذهب الى كانوسا الاخوانية
-
لا تراجع ولا استسلام حتى يسقط خفافيش الظلام
-
لابد للديمقراطية ان تنتصر فالتطور سنة الحياة
-
باسم الخلافة يريدون خطف الدولة
-
السقوف الايدلوجية الايرانية وثورات الربيع العربى
-
لاتتركوا سيناء تذهب لجماعة ضالة لا تؤمن بمعنى كلمة وطن
-
ماذا يجرى خلف الستار فى الحرب الخفية بين ايران واسرائيل؟
-
تقرير استراتيجى عن الدور الامريكى بعد نجاح اوباما
-
الشريعة هى «قميص عثمان» الذي يتم استخدامه لتبرير العنف الدين
...
-
الشذوذ السياسى هو مشروع الصرف الصحى الاخوانى
-
الفن والابداع فى زمن الاخوان
-
شبكة التوريث والمصالح العائلية الاخوانية تحكم مصر
-
واحد عضنا
-
حروب المنطقة واضطراباتها وتغييراتها بدأت بميلاد قناة الجزيرة
المزيد.....
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|