إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1137 - 2005 / 3 / 14 - 10:19
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ذلك الشباب
الشباب اليوم ببلادنا، يحاول جاهداً شق طريقه والبحث عن نفسه، ولا تثنيه عن محاولاته فداحة التضحيات و لا ترده عن طريقه آليات التهميش والإقصاء الممنهجين.
فإذا كان الشباب في ستينات وسبعينات القرن الماضي مطبوعاً بالتمرد وبالمساهمة الأكيد والفعالة في رسم صورة مغرب الغد المنتظر، فإنه الآن أضحى يبحث عن مكان تحت شمس وطنه. أعداد كثير من الشباب عاينوا الإحباط تلو الإحباط وحكم عليهم بالتهميش.
ومن هنا أضحى مفروضاً عليه التفكير في بلورة جملة من نظم وقوالب اجتماعية أو سياسية أو ثقافية للتعامل مع واقع اليأس المفروض عليه قصد التمكن من تحمل، عن مضض، انسياب سنوات العمر هدرا.
ويقال أن الشباب هو بذرة مجتمعه وبيئته، فهو ثمرة الوسط الذي نشأ فيه، بيتاً وشارعاً ومدرسة وجامعة ومجتمعاً. وشباب اليوم يعيش في بيت لا يخلو من عاطل واحد على أقل تقدير من حاملي الشهادات، وفي شارع يقبع فيه شباب أنهوا دراستهم ولم يجدوا عملا، وفي مدرسة وجامعة أضحت آلية من آليات تخريج المهمشين والمقصيين من دائرة الإنتاج والمساهمة في بناء مستقبل البلاد، وفي مجتمع لا يضمن لهم مكاناً تحت شمس للشعور بالمواطنة الكاملة غير منقوصة.
وإن كان متطرفا في هذا الاتجاه أو ذاك، فذلك ثمرة من المجتمع. وإذا كان أمر شبابنا هكذا، لماذا نلومه واحدة إذ انحرف ذات اليمين أو ذات الشمال؟ وشباب مغرب اليوم ماهو إلا ثمرة صيرورة لا مناص من محاكمتها قبل محاكمة الشباب الحالي. لأن هذا الشباب الحالي نشأ في بيئة وصل فيها الفساد أوجه على مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالات إلى أن وصلنا إلى الباب المسدود.
إن أعداد كثيرة وكثيرة جداً محرومة من مكان تحت شمس وطنهم، يضمن لهم الكرامة والشعور بالصفة الإنسانية ويمكنهم من تصور غد أكثر شروقاً. وهذه وضعية تحرمهم من حياة حاضرهم ومستقبلهم على السواء.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟