أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمعية البحرين النسائية - من قبل ان يستهلك














المزيد.....

من قبل ان يستهلك


جمعية البحرين النسائية

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 08:27
المحور: حقوق الانسان
    


من قبل أن نُستهلك..
بإزاء الإرادة ستقف الأصالة شامخة، رغم كل ما يراد لتشويهها ومسخها وتحويلها إلى كائن بلا ملامح، وبإزاء العزيمة الصلبة وثبات القيمة المحمولة، لن تستطيع أي قوة ولا إغراء أن تنال من هوية المرء الأخلاقية والروحية. تلك حقيقة تهمسها في أعماقنا التجربة البشرية، التي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك فيه أن الإنسان الصلب والمتماسك في أصالته، باستطاعته أن ينجو من كل عمليات التغريب والسطو على مكامن ثرائه وتميّزه.
إن الثقة بتلك الحقيقة هو جوهر ما نحتاج إليه في الحاضر، ليمنحنا الاطمئنان أننا قادرون بالإرادة والعزيمة أن ننتصر ما حيينا لأصالتنا وقيمنا وكل معانينا البيضاء. حيث أننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة لاستدعاء كل مستويات وعينا واستنهاض كل بعد أصيل في أنفسنا وحياتنا، مع تحفيز كل إرادة وعزيمة ممكنة لنواجه طوفان غامر وإعصار عات، يريد لإنساننا أن يكون مجرد مستهلك نَهِم لنتاج غيره – ماديًا كان هذا النتاج أم أخلاقيًا -، وشعوبنا مجرد أسواق ورفوف متراصّة يُعرض عليها كل شيء للبيع، في ثقافة مستذئبة كل ما فيها قابل للإستهلاك وللدعاية وللبيع والشراء.
في هذه الثقافة التي ترسّخنا كمستهلكين – أو سلع-، دون حد أدنى من التمحيص لما يُعرض علينا أو التقييم لما يُدفع إلينا لاستهلاكه وابتلاعه من سلع أو ثقافات أو عادات...إلخ. فإن إنساننا يتعرض لأكبر عملية طمس لهويته الأخلاقية والوجدانية والروحية، ليصبح مجرد رقم على خارطة المنافع والأرباح لغيره، وصورة صغيرة في لوحة كبيرة- ممسوخة- لم يرسمها هو ولا تمت لقيمه بصلة أو نسب. إنساننا هنا يراد له أن يكون دمية جميلة لا روح فيها ولا إرادة تحتويها فاقدًا القدرة على التقييم والاختيار، ليتم تحريكه وتشكيله ليكون مجرد مستهلك، ومستهلك فقط.
إننا هنا نحتاج أن نتخذ موقفا حازما وحاسما أمام أنفسنا قبل غيرنا، فلسنا خواء ولم نكن يومًا كذلك، بل نمتلك – بكل فخر- تراثا سماويا وحضارة إنسانية عريقة شيدت على أصالة المعاني ونقاء القيم، ونحتوي في ذواتنا مكنة تقييم (وفلترة) فطرية، تعزز لدينا قدرتنا على تقدير كل ما يرد إلينا، هل سيضيف أم سيؤخذ منا.. هل سيمنح بعدنا الإنساني نماءً أم سيزيده اضمحلالاً.. وهل سيوسّع من مساحة الحب والتراحم والإخاء فيما بيننا أم سيختزل كل علاقاتنا ليصنفها بمقدار العائد المادي منها.
هنا نحن لا ندعو إلى رفض كل ما يأتينا من خارج سياقاتنا وثقافاتنا، ولا نرفض بالمطلق أن نكون مستفيدين من نتاج غيرنا، بل ما نريده في واقع الحال أن نضع نصب أعيننا أبعادنا الأخلاقية والروحية لتكون كمصدّ أمام كل ما يناقضها ويعاكسها وإن تلبّس بالتحضّر والمدنية والحداثة. وإذا أردنا أن نكون مستوردين لابد وأن نفعل ذلك بوعي ودراية، وفي اتجاه موازٍ نصدّر لغيرنا شتى نتاجاتنا المضيئة – الروحية والأخلاقية...-، لتتحرك بذلك عجلة الحضارة البشرية صعودًا وازدهارًا في كل أبعادها.
قد يكون هذا الأفق المطلوب هو مثالي مقارنةً بواقعنا الحالي، إلاّ أننا بأمسّ الحاجة إليه لكون أصالتنا أضحت تُضرب كل يوم في مقتل، وإنساننا يُبتغى تحويله إلاّ هجين تتبدل ملامحه على حسب ما يُقدّم إليه ليحتويه ويستهلكه. فلننهض إذن ثابتين.. ولنجعل إرادتنا تقف بإزاء أصالتنا المهددة وقيمنا المستهدفة لتدرأها وتحميها وتحفظها.
نعيمة رجب
جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية



#جمعية_البحرين_النسائية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمح لغيرك
- فرسان البداية.. متى بزوغهم ؟
- في انتظار الشروق
- عرفه تنادي.. لا تطغَوا في المعرفة
- لكي نردهر
- السعي خطوات في الواقع


المزيد.....




- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمعية البحرين النسائية - من قبل ان يستهلك