|
لقد بالغت قيادات الأخوة الكرد في لي الذراع ، حتى أوشك أن ينكسر
كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 1137 - 2005 / 3 / 14 - 10:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس فينا من ينكر ضحايا الشعب الكردي التي قاربت النصف مليون شهيد ، كما وليس في العالم كله من ينكر جرائم النظام الصدامي بحق أهلنا الشيعة في الجنوب والتي بلغت قرابة المليون شهيد بين ضحايا الحرب مع إيران وضحايا المقابر الجماعية ، عدا عن التهجير لما يفوق المليون كردي فيلي وشيعي عربي أو من أصول غير عربية ( وجميعهم بالطبع عراقيون ولهم كل حقوق المواطنة العراقية ) . جميع تلك جرائم لا ينكرها إلا سفيه أو طائفي أو شوفيني قومي ، لكن أن تبلغ الضمانات التي يرجوها الأخوة الكرد أو قياداتهم بالذات هذا السقف الرهيب الموجع الخطر ، فهذا ما لا يمكن لعاقل أن يتقبله . نحن لا ننكر حق الأخوة الكرد بالفيدرالية ، بل وبالإستقلال عن العراق لو سنحت لهم الفرصة في المستقبل ( وهي سانحة ولا ريب ) ، إنما ومع ما أقره الشركاء الآخرون للكرد من حقوق الفيدرالية ، فإن بلوغ سقف مطالبهم هذا الحد الموجع المفجع ، يعد ولا شك سلوك غير أمين ومثير لشبهات كثيرة ، تتجاوز حدود الحق الكردي المشروع لتصل إلى التجني غير المشروع على حقوق الآخرين ...! مظاهر عديدة مؤلمة فضحت هذا التوجه ( وإن كان بعضها رمزيا ) ، مثل مسالة علم كردستان الذي يضعه السيد نائب رئيس الجمهورية أو نائب رئيس الوزراء خلفه ، بينما لا وجود لعلم العراق . أو مسألة عقد التحالفات الدولية والتفاوض مع الشركات العالمية وإقامة المشاريع الكبرى دون أي أعتبار للدولة المركزية العراقية ، أو مسألة مطار أربيل الدولي الذي يحلم الأخوة الكرد بأن يكون نافذة جمهورية كردستان على العالم ، دون أي إعتبار للعراق الفيدرالي الموحد ، أو مسألة جيش كردستان الوطني الذي يصر الأخوة على بقائة بعديده الهائل ، مضافا إلى التعقيد في التعامل بين الحكومة المركزية العراقية المؤقتة وحكومة الأقليم . جميع هذا يوجع القلب والله ، ويثير خوفنا ليس على العراق حسب ، بل وعلى كردستان العراق ذاتها ، ومستقبل الشعب الكردي في العراق ومع العراق ، بل ومستقبل كامل الشعب الكردي في المنطقة . أما عن الزحف الثقافي الذي يقوم به الأخوة الكرد جنوبا وغربا وشرقا نحو الموصل وكركوك وديالى ، بل وبغداد حتى ، فإنه يؤشر بقوة لنزعة عنصرية شوفينية ، توشك أن تطيح بكل العراق . إنهم يسلطون الأضواء الساطعة بشكل مرعب على تميزهم الأثني ، ليس في كردستانهم الأصلية الجبلية ، بل ونزولا إلى سهل الموصل وكركوك وديالى وحتى بغداد ذاتها ، مما يشير إلى تمكن عقدة المظلومية عندهم متزاوجة وللأسف مع زهو النصر ( المشكوك في مستقبله ، إذا ما تذكرنا العملاقين التركي والإيراني ، والذين لا يمكن ضمان أن يظل ساكتا إلى الأبد ) . أخوتنا الكرد يؤلموننا بقوة ، نحن العرب والمسيحيين والتركمان وبقية أقوام العراق الأخرى . الأحزاب القومية الكردية ترتدي اليوم ثوب الجلاد الصدامي الذي جلدنا جميعا بسوط واحد ، دون أن ننزع لتفتيت العراق ، بحجة أن لا يلد صدام آخر . لا ...هذا ليّ مبالغ به أيها الأحبة ، لذراعٍ هو لما يزل كسيرا اصلا من أنشوطات دوائر الأمن والمخابرات الصدامية التي هرستنا عشرات السنين . نحن معكم والله في فيدراليتكم ، جغرافية كانت أم عرقية ، بل ومع أستقلالكم حتى ، لكن لا تقربوا كركوك وبقية العراق ، لأن العرق الكردي ليس هو السائد فيها ، هذا اولا وثانيا لأن الأحزاب القومية عربية كانت أم كردية لا يمكن أن تكون أمينة على الأقوام الأخرى التي تعيش معها ، ولا نظن أنكم سترحمون التركمان أو الكلدان أو العرب أو الآشوريين ، لو إنكم أنتزعتم عنوة كركوك من أهلها . بل وحتى الأخوة العراقيون العرب المقيمون في كركوك أو غيرها ، هؤلاء لم يأتوا البارحة إلى كركوك ، وهذا عراقهم كله ، وكما أن من حق الكردي أن يقيم في بغداد ، فللعربي الحق في أن يقيم في كركوك أو حتى السليمانية ، أو ليس هو عراق واحد ( ولو مؤقتا حتى يقيض لكم الإنفصال ) ...؟ طيب لماذا يخرج هؤلاء ...؟ وإذا أمكن أن يعود الأحبة الكرد الذين هاجروا ( أو هُجروا ) من كركوك ، فما المانع من تسوية عراقية وطنية يمكن أن توفر السكن لكل العرب وكل الكرد في ذات كركوك ، دون ضرورة لتهجير العرب الذين اقاموا في هذه الأنحاء منذ عشرات قليلة من السنين ..؟ أما عن التركمان ، فهؤلاء لم يأتوا البارحة أو حتى قبل مائة عام إلى كركوك ، ولهم في المدينة كما لكم كامل الحقوق ، فماذا ستفعلون بهم لو إن كركوك ضمت لكردستانكم العتيدة ...؟ هل ستطردونهم إلى تركيا مثلا ، كما فعل صدام مع الكرد الفيليين أو الذين هم من أصول فارسية أو حتى اليهود العراقيين الذين اقصاهم أسلاف صدام من الجنرالات الشوفيين ؟ من يسمع خطابكم أيها الأحبة لا يمكن أن يطمئن إلى نواياكم تجاه العراق ، كل العراق ..!! ثم ...هذا الإصرار الغريب على ضم الأراضي إلى كردستان بذات الوقت الذي تتحدثون فيه عن الفيدرالية ، وبذات الحين الذين تريدون الوزارات السيادية ورئاسة الجمهورية ، ماذا يعني ..؟ ألا يعني أنكم تضمرون الأنفصال ، بكل ما يمكن أن يقع تحت أيديكم من أراضي العراق ...؟ طيب ....وكيف يمكن أن يأمن لكم بقية العراقيين وزعماء الأحزاب وأهل السياسة وأعراق العراق الأخرى ممن شاركت في النشاط السياسي ، أو تلك التي امتنعت أو حتى قاومت التغيير وحاربت الأحتلال الأمريكي ...؟ جميع هؤلاء عراقيون ، وجميعهم موجودون في الساحة ، وجميعهم لهم أجندات ورؤية للمستقبل العراقي ، طيب كيف يمكن لكم أن تقنعوا جميع هؤلاء بمطالبكم ( المبالغ بها بقوة ) ، وكيف يمكن أن يأمن لكم هؤلاء وأنتم تشطرون التراب العراقي بسكين العرق الكردي وتتعاملون بشوفينية مع من سكن أرض كردستان من عراقيون لم يكونوا يعرفون أن هناك شيء أسمه كردستان ( ولا زلت أشك بأن هذه الكردستان الحرة ستلد يوما ) . يا أحبتنا ...أرحموا أنفسكم وارحموا الشعب الكردي العراقي ، وتعاملوا بحذر مع عنعنات النفوس وهواجس الماضي وأوهام النصر الساحق ، فالتاريخ لا يرحم ، وقد تضرون شعبكم أكثر مما تنفعونه ، ولا زالت تجربة قتالكم بينكم على مكاسب المكوس وضرائب مرور البترول والبضائع إلى الخارج ، لا زالت ماثلة للعيان ، ولا تنسوا أن أحدكم لجأ إلى صدام لأقصاء أخيه الكردي ، وأظنكم ستفعلونها مجددا مع بعضكم إذا ما تخليتم عن العراق وأستمرأتم تمزيق أوصاله ، ثم يا أخوان لا السيد البارازاني ولا العزيز الطالباني باقين مخلدين إلى الأبد ، خصوصا وأن أحزابكم هي أحزاب قبائل ورموز قبلية ، وتلك لا يمكن أن تخلد إذا رحل أقطابها ، والشعب الكردي أكبر بكثير من الرمزين الجليلين ، الطالباني والبارازاني .
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بؤس الخطاب السوري المدعوم بهستيريا حزب الله اللبناني الإيران
...
-
إرهابيات - الجزء الثاني -السادس عشر من آذار من عام الجراد- ق
...
-
أرحمونا وأرحموا العربية يا بعض كتاب الحوار المتمدن
-
إرهابيات - ثلاث قصص قصيرة
-
تأثير التصورات الذهنية في إنتاج السلوكيات المختلفة - مقال سي
...
-
عن الثامن من آذار والحوار ونسرين إذ تزهو عند عتبة الدار
-
تعرف على ذاتك - الجزء الثاني
-
عراكََََََية وسلوته الدمعة - شعر شعبي عراقي
-
المهمة العاجلة لقوى التحرر والتقدم - الوقوف مع البرنامج الشر
...
-
أسطورة - قوى - اليسار والديموقراطية في عراق ما بعد الفاشية
-
ضعف النضج العاطفي لدى الإنسان الشرقي - مقال سيكولوجي
-
عيناها ...غابتا نخيلي - شعر
-
احمد الجلبي - الإختراق الجميل والمرشح الأفضل لرئاسة الوزارة
...
-
لن يتغيير الشرق ويتحضرمع بقاء النظامين السوري والإيراني
-
أظن أن الدائرة بدأت من هنا - إضاءة على مقال السيدة وجيهة الح
...
-
مهمة عاجلة أمام شعبنا في الداخل والخارج - تشكيل منظمة مدنية
...
-
أكذبّ - شعر
-
الفيدرالية الطائفية مجددا - ردٌ على أعتراضات بعض الأخوة
-
فيدرالية الطوائف ثانية
-
العزيز الجلبي وفيدرالية الطوائف
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|