|
- تخلخل الحكمة للعقل السياسي في العراق-
حسون جهور
الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 08:22
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
من خلال الاطلاع واستطلاع تاريخ العراق ، يستنتج المطلع في شؤونه ، و منذ تاسيس الدولة العراقية ، ولاسيما بعد ثورة 1920 وحتى سقوط الصنم الديكتاتوري في ربيع 2003 ، كانها دولة تعيش على براكين من الحروب والنزاعات ، وذلك ، ليس الا نتيجة السياسات الحمقاء لحكامها المتسلطين على رقاب الشعب المغلوب على امره ، ومنهم تارة يتم تصفية الحسابات مع خصومهم حسب الشعار (الذي ليس معي فهو ضدي ) طبعاَ بالقتل والتنكيل من قبل ازلام السلطة اي من كان في الهرم ، وتارة اشعال فتيل الحرب في الداخل ، مرة على الشيعة في الاهوار ، ومرة اخرى ، والنصيب الاكبر من حصة الاكراد المختلفين معهم في القومية . ناهيك عن التدخل في شؤون دول الجوار، ناسيا او متناسيا لغة التفاهم لحل المشاكل والقبول بالرأي الاخر المقابل ومن حقه العيش بكرامة وحرية حسب ما يريده هو ، وليس وفق ما يأمره السلطان .
تفاءل الناس خيرا ، وبمساعدة دول الحلفاء بزوال كابوس العراق وحزبه الفاشي ،و بفعل سياسته الشعواء دفع الشعب العراقي ضريبة باهضة الثمن ولا تزال جراحه تنزف دما .
وبعد استلام مجلس الحكم السلطة بشكل دوري من قبل رؤساء الاحزاب والكتل السياسية ، تفائل العراقيين اكثر بمستقبلهم القادم على امل تعاون سياسييها مع بعض والعمل المشترك بشكل ديمقراطي و وضع يد بيد لبناء ما يمكن بناءه من وراء الخراب الذي لحق بهم من الالف حتى الياء في العهد البائد .
ولكن بمرور الوقت وبعد اخذ تصدير "النفط" شبه عافيته حيث ليس هناك مصدر اكثر ثقلا واهمية منه ، ولا يفكر احدا بالبديل عنه ، كما هو معروف بان العراقيين اعتادوا الاعتماد على ما هو موجود دون التفكير بالمستقبل ، وكما يقول المثل الشعبي (منو ابو باجر) ، فعليه كل من كانت لديه فئة او مجموعة قام بتشكيل ميليشية بهدف التخريب وتهريب النفط ، اوكون لديه حصة من مبيعاته وتجارته وفق هواهم والحصول على المناصب وتوزيعها حسب "صكوك الغفران" ادفع تُرفع .
وبعد تشكيل هيكلية الدولة ، والاستفتاء على كتابة دستور دائم للدولة العراقية ، تم تثبيت معظم مطالب الشعب وليس كلها واختيارشكل نظام الدولة ، والاشارة الى حل لبعض المعضلات الموجودة داخل الجسد العراقي حسب بنود ومواد ثابتة في دستورهم الموقر ، ومن اهمها تثبيت اقليم كوردستان وحدودها واعادة الناس الذين رحلوا قسراَ من قبل النظام السابق في بعض المناطق ومنها كركوك ، ومن ثم البدأ بالاحصاء والانتخابات في تلك المناطق لاخيارهم البقاء ضمن حدود اقليم كودستان ونظامه السياسي او تشكيل اقليم خاص بهم او الرجوع الى الحكومة المركزية وفي جميع الاحوال ضمن حدود دولة العراق التعددي الفيدرالي الديمقراطي بكل معناها وفق ما تم تثبيته في الدستور المتفق عليه من قبل الشعب العراقي .
اذن على الساسة العمل وفق برنامج منوط لهم والعمل به حسبما تم الاتفاق عليه ، ومن ثم الاهتمام بامور الشعب لانه اي الاخير غير مهم ( اعتادعلى الفقر والاهانة والتهميش ) .
ما نود التأكيد عليه بصورة اكثر وضوحا ،هو ما يثير في الشارع العراقي الان وبالاحرى منذ تسليم رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي منذ الدورة الاولى وتسليمه بالخداع والقوة للمرة الثانية كرسي الحكم الذي لايعلو عليه. خطابته النارية ،تارة مع القائمة العراقية (العرب السنة) وتارة اخرى ، يتحرش بالاقليم الذي مضى على شبه استقلاله وازدهاره بشهادة الدول وليس الاشخاص فقط ، والمعارض المستمرة عرضها هناك وفتح القنصليات لدول عديدة فيها لهو خير دليل على حكمة سياستها والعمل من اجل البناء ، بلا شك لا يوجد ديار بدون خراب .
السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة العراقية ، لماذا يتحرك المالكي وبعجالة غير سابقة مرة الى جمهورية الجيك لشراء الطائرات واخرى الى روسيا لتوقيع صفقة فاسدة من اسلحة فاسدة لفتح جبهة حرب مع شعبه وهو في غنى عنها ، في الوقت نفسه يعاني الشعب العراقي من انهيار بنيته التحتية يوما بعد اخراي الرجوع الى الوراء وليس الى الامام ...
لم يتذوق الشعب العراقي طعم السلام يوما الا وراح ابناءه ضحية التفجيرات والاغتيالات ... والخ . اذن ماذا ينتظر سيادته وجيشه المسلح ليقضي على متسببي هذه التفجيرات والقضاء على اوكارهم . رئيس دولة يجتمع بعدد من مقربين له في مجلسه ويامر بشطب البطاقة التموينية الذي هو المنفذ الوحيد الذي يتنفس فيه الناس ، بحجة عدم مقدرته على الفساد المرتشي في شراء مواد تلك البطاقة المخجلة جهة ، ومن جهة اخرى دون الرجوع الى البرلمان الذي هو الممثل الوحيد للشعب . اذا اعلى سلطة في الدولة لاتستطيع القضاء على الفساد فقط لشراء غذاء لشعبه ، اليس من المعيب ان يبقى متربصا بكرسيه ولم يستقيل ، ولكن علينا في الوقت نفسه ان لا ننسى وهو صاحب المقولة الفلسفية الشهيرة( منو بعد ياخذ من عدنا السلطة ) .
ومما يجدر به الذكر ان ، المالكي شكل قوات دجلة ليس لمحاربة الارهاب كما يدعي هو ، بل اضحت اكذوبة مكشوفة في وضح النهار، لان الارهاب لا يوجد في المناطق الكوردية وهي الاكثر امانا واستقرارا ، بل يدور الارهاب حوله وبشكل يومي .
المالكي رجل متهور في سياسته كأنسان لا يصدق او يثق بنفسه وهو في ذلك المنصب ، وهذا يلاحظه المتابع لخطابته المتشنجة والابتعاد عن الرزانة في اسلوبه واحاديثه وصراخاته الخطابية .
اخطأ سيادة رئيس الوزراء في حساباته بانه ينال من قوة قيادة الاقليم وعزيمة شعبه ، بل العكس ، ازداد الحماس الجماهيري لشعب كوردستان وذكرهم ابان النظام المقبور ، وشعر الجيل الشبابي الحالي بقيمة التضحيات التي قدمها شعبهم المتمثل بقياداتهم واحزابهم ، وعرفوا لهجة قيادة العراق ، وما عليهم الا التصدي وعدم الافراط بمكتسبات اقليمهم والامان الذي وفرته لهم حكومتهم .
مثلما المالكي ومن لف حوله نسيوا او تناسوا بان للاقليم قوة لا يستهان بها ، فوظفت نواياه الغير حسنة منذ 2008 وفقما تفضل به سيادة رئيس الاقليم مسعود البارزاني في لقائه مع جريدة الزمان ، بلا شك ، ان للاكراد تاريخهم الناصع مثلها جغرافيتهم المغتصبة ، و لهم باع طويل في الشهامة والشجاعة ومقارعتهم للطغاة منذ الازمنة السومرية مرورا بالامبراطورية البابلية و الدولة الميدية حيث سكن شعوبها بالفي سنة قبل الميلاد( ويصف الملوك الاشوريين الميديين بالاقوياء)، ولكن نتمنى ان لم يحدث ذلك مع اخوتهم في الوطن وهم يعيشون على ارض واحدة ، والا سيحدث ما لا يحتمل عقباه بسبب سياسات غير حكيمة من قبل حاكم مستبد جاء في زمن غير زمنه . ... السيد المالكي تغاضى عن نسبة البطالة في المركز 32% مقابل 14% في الاقليم
السيد المالكي وحكومته اهملا اكثر من مليوني عراقي وهم يعيشون تحت خط الفقر ، في حين وضع اقليم كوردستان يشهد له بالبنان من الامان والازدهار .
السيد المالكي اهمل عاصمة الرشيد وحسب الاحصاء الدولي بان العيش فيها وصل الى ادنى مستوى المدن في العالم ، والقائمة تطول ...
#حسون_جهور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خفايا مجنونة
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|