أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد بوجنال - أطفال الشوارع في المغرب طاقة مغذورة














المزيد.....

أطفال الشوارع في المغرب طاقة مغذورة


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 01:28
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    




لا أحد يشك، إلا من له سبق الإصرار والترصد، في أن الأطفال طاقة، بها تتقدم وتتطور المجتمعات و بإهمالها تتدهور وتتخلف المجتمعات تلك.
لكن ما معنى مفهوم أطفال الشارع؟ : هم الأطفال الذين إما أنهم يفتقدون أحد الوالدين، أو الذين يعانون من تفكيك الأسرة أو غادروا مبكرا الدراسة؛ وفي كل ذلك نجد الفقر كضغط اقتصادي أجبرهم على الالتجاء إلى الشارع الذي يتخذونه كمكان مؤقت أو دائم حيث فيه يتلقون دروس تعاطي المخدرات والسرقة والتسول أو القيام بأعمال جد بسيطة من قبيل مسح زجاج السيارات وبيع الكلينيكس. وفي المجتمع المغربي باعتباره مجتمعا متخلفا، توجد الأسر، خاصة منها المهاجرة من الأرياف، في وضع اقتصادي سيئ حيث يحصل إهمال الأطفال ليجدوا الشارع ملاذا لهم حيث سيتعلمون تعاطي المخدرات بمختلف أشكالها من سيلسيون وقرقوبي وحشيش وكحول وماحيا وغيرها؛ هذا دون نسيان تعرضهم للإغتصاب والانحراف الجنسي, ومعلوم أن ذلك يقتضي منهم لن يحصلوا عليها إلا بممارسة السرقة كحرفة تمكنهم من تمويل حاجياتهم من المخدرات والأكل. هذه الانحرافات تمارس في أمكنة يحسون فيها بالأمن والأمان كالتواجد بالأماكن المهجورة أو بالحدائق العمومية أو بمحطات طرق النقل أو بجانب الأرصفة.
لقد قلنا أن هذه الظاهرة توجد في مختلف شوارع المدن المغربية، خاصة منها المدن الكبرى كالدارالبيضاء وذلك راجع إلى عدد من الأسباب تتقاطع كلها حول العامل الاقتصادي. فمن بين الأسباب تلك التي يحددها الاقتصادي نجد :أولا الطلاق أي أن نسبة مهمة من أطفال الشوارع ليسوا لقطاء حيث تقدر بعض منهم لهم آباء؛ وهم بهذا يتعرضون لكافة أنماط 89% الاحصائيات أن حوالي
أشكال الانحراف والاستغلال وبأشكال بشعة؛ ثانيا الفقر: فمعلوم أن المغرب دولة فقيرة حيث ارتفاع نسبة الهجرة من البادية إلى المدينة تكون مرتفعة نظرا لعدم اهتمام الحكومات المغربية المتعاقبة بالبادية. لذا، فالأسر المهاجرةن نظرا لعدم قدرة الأب على تلبية الحاجيات الدنيا لأسرته، يضحي بأبنائه بدفعهم إلى البحث عن عمل ما بالشوارع للحصول على مدخول من شأنه مساعدة رب الأسرة إعالة أسرته؛ وثالثا: عدم الالتحاق بالمدرسة أو الانقطاع عنها بسبب إهمال الحكومات قطاع التعليم بالبادية وضعفه بالمدينة. فالانعكاس المادي أو الاقتصادي على الأسر الضعيفة لعب ويلعب دورا كبيرا في الفشل الدراسي الذي هو حق من الحقوق الطبيعية للطفل الذي لا توليه الحكومات تلك الأهمية اللازمة؛ ولا أدل على ذلك تمسلكات وزير التعليم بحكومة بن كيران الذي لا يحترم التربية وحقوق الانسان ،بل يمكن القول أنه على المستويين الأنتروبولوجي والبيولوجي يتناقض ومفهوم التربية. فكيف ، وتلك حال المسئولين عن المدرسة، أن نوجد مقعدا لكل طفل بالمدرسة والذي هو حقه الطبيعي.
لذا، فالباحث لا يتعب كثيرا في فهم عدم اهتمام حكومة بن كيران بموضوع أطفال الشوارع؛ فلا العدد معروف ،ولا التوزيع حسب السن والجنس معروف، ولا التوزيع الجغرافي معروف، ولا مستوى الأمية معروف، ولا مستوى الانقطاع عن الدراسة معروف. فلم نجد في الموضوع سوى دراسة إحصائية أجريت سنة 1998 في عدد من الأقاليم وليس كلها وبشكل غامض وبمنهج يفتقر مميزات الدراسات الاحصائية ، أن عدد أطفال الشوارع يقدر بحوالي8780 طفلا، منها في الدارالبيضاء وحدها 5430 طفلا بالشارع؛ أما سن أطفال الشارع الذين تقل أعمارهم عن تسع سنوات فقدرته الدراسة بحوالي 2522 طفلا . وهذا العجز عن عدم ضبط الحكومة المغربية هذه الظاهرة له دلالته الاقتصادية والسياسية.
وسوسيولوجيا نرى أن لهذا الوضع نتائج لها خطورتها على حاضر ومستقبل المجتمع المغربي حيث أنه عوض استثمار هذه الطاقة المغذورة من أبناء الوطن بتعليمهم وتربيتهم وتكوينهم والعناية بهم صحيا وتمكين أسرهم من مساكنهم وتشغيلهم ومنحهم حقوقهم الطبيعية والقانونية، نجد مختلف الحكومات التي منها الحكومة الراهنة تتجاهل الموضوع لتستمر في تعطيل طاقة تلك النسبة الكبيرة من أبناء الوطن التي بقيت وما زالت عرضة للإنحراف وممارسة الإجرام ومختلف أشكال الأمراض والسرقة والتسكع في الطرقات والتسول والاستغلال الجسدي والجنسي. ومن هنا ، كحلول أولية، لابد من محاسبة الحكومة وإجبارها دستوريا على إيجاد آليات محاربة أسباب وجود ما يسمى بأطفال الشوارع والتي تتلخص في الحلول المادية واعتماد آلية الإدماج المستعجل ليصبح مكان أطفال الشوارع المدارس ومختلف مؤسسات التكوين والتأهيل وبالتالي المساهمة في بناء الذات والوطن.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة إلى انتقال العالم العربي من- الواقع /القانون- إلى ...
- التاريخ، الكرامة، الوحدة العربية بين حراك ضعيف واستبداد محصن
- الحراك العربي بين ثقافتين متخاصمتين
- في سلعنة وتسليع الدين
- العدالة كما تريدها فلسفة الان باديو
- التعاقب الحكومي في المغرب وعجز عقل النخبة
- الحراك العربي ومفهوم الثورة
- في مفاهيم:الحراك، الانتفاضة -المغرب كنموذج-
- الحقل الفلسفي الراهن وأهمية الاقتصاد والاقتصاد السياسي
- الفلسفة العربية وقضايا الوعي بمعنى وجود الحراك الجماهيري


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد بوجنال - أطفال الشوارع في المغرب طاقة مغذورة