كريم اعا
الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 23:49
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
المتتبع لما يستجد في مصر لا يملك إلا أن يطرح ألف سؤال حول واقعنا المغربي المحزن بل والمبكي.
واقع محزن لأنه يتسم بترد فاضح للشروط المعيشية لشرائح واسعة تكون لوحدها وبالأساس ما يصطلح عليه الشعب.
واقع مبك لأنه يتميز باشتداد التسلط والحكم الفردي، واستمرار مسرحية الكذب على الكادحين والمنتجين الفعليين من فبل حفنة من خدام النظام القائم.
ما يحدث في مصر يؤكد الدروس التي راكمها الديمقراطيون المغاربة في صراعهم ضد القوى الظلامية منذ سنين طويلة:
العنف شيء ثابت في ممارسة هذه القوى.
المسألة الاجتماعية آخر هم لهذه التنظيمات المتطرفة.
الأجهزة القمعية القائمة حليف موضوعي لهذه القوى المناهضة لقوى محاربة الاستغلال والاستبداد.
محاربة الشيوعيين توحدهم مع الامبريالية والصهيونية.
تقديسهم للملكية الفردية أساس تحالفهم مع الرجعية المحلية، وتعبيرها السياسي (الحكم الفردي).
ابتعاد مناصري العمال والكادحين عن تأدية مهامهم الطبيعية يسهل مأمورية القوى الظلامية والرجعية.
قوة هذه التنظيمات في ضعف خصومها الحقيقيين: تنظيمات العمال والكادحين.
لن نقول إرحل لفزاعة ستختفي آجلا أم عاجلا، بل سنقول إرحل لنظام سلطوي ومستبد ومستغل.
غادر مبارك، بن علي وآخرون، فماذا جنى العمال وعموم المقهورين من ذلك؟ جنوا القمع وصعود مستبدين حدد. بينما ظلت خيرات الوطن في أيدي أصحابها وتهافت الحكام الجدد على اقتسام الغنائم والغنم.
إما أن تعلن ثورة تعيد للعمال والكادحين بالأساس سلطتهم في حكم أنفسهم، والاستفادة من الخيرات التي ينتجونها بعرق جبينهم، أو فلننتظرها مسرحية يدفع البسطاء ثمنها ليصعد إلى الخشبة دجالون جدد يؤبدون واقع الفقر والجهل والقمع والتسلط الذي استمر لعقود طويلة.
لقد اكتسبت الرجعية وحليفتيها، الصهيونية والامبريالية من الإمكانيات والتجربة ما يجعلها قادرة على المناورة والالتفاف حول كل أشكال الاحتجاج الجماهيرية.
فإذا لم تنفع الدساتير الممنوحة، والانتخابات المشبوهة، والدعاية المسمومة، وأمام ضعف التنظيمات الجماهيرية، فأجهزة القمع التي يصرفون عليها بسخاء ستكون مخاطب الشعب المقبل وخصمه الميداني، إذا قرر الشعب الحقيقي أن يقول للنظام "إرحل"، وقرر أن يسير في ذاك المسار إلى آخر رمق.
#كريم_اعا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟