أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد العتابي - ” الكوكايين “














المزيد.....

” الكوكايين “


عماد العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 21:16
المحور: الصحافة والاعلام
    





“الكوكايين” أول كلمة سمعتها عند وصولي إلى الباحة الأمامية للثانوية الإعدادية “محمد السادس” بمدينة إمزورن ( إقليم الحسيمة)، عشية اليوم الثلاثاء 04-12|12 حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال، رجل في عقده الخامس لا أعرفه توجه صوبي لحظة وقوفي مع بعض تلاميذ المؤسسة للاستفسار عن حالة الاستنفار والتجمهر أمام المؤسسة وتواجد سيارات الأمن والإسعاف، بدون مقدمات راح الرجل يسرد علي قصاصة ما حدث داخل قسم من أقسام الثانوية، وبوجه “أحمر” قال أن بعض التلاميذ تناولوا مخدرا من المخدرات الصلبة “الكوكايين” أي أنهم (ضربوها بتنفيحة حتى غبروا وشدتهم السخفة)، فاجئني حديث الرجل، وقاطعته مستفسرا من أين لك بهذه المعلومات “السخيفة” فأجاب أن هذا ما قيل له في الشارع، أي أن الرجل نقل ما سمعه من عامة الناس في ظل حالة الحصار على المعلومة التي فرضتها إدارة المؤسسة وإدارة المستوصف، وكل المتدخلين وكأن الأمر يتعلق بمعلومات خطيرة تخص الأمن القومي للدولة…

بعد حديثي مع بعض شهود عيان من تلامذة المؤسسة الذين شهدوا ما حدث، تبين أن الأمر يتعلق باستنشاق مادة سامة جلبها تلميذ إلى القسم أحدثت حالة من الإغماءات وفقدان الوعي في عدد من تلاميذ قسم (الثانية-1- المستوى الثاني من التعليم الإعدادي) إضافة إلى مدير المؤسسة وحارسها (البواب)..

وللاستفسار أكثر عن حيثيات هذه الحادثة حاولت الحديث مع أستاذ مادة العلوم الطبيعية الذي كان فصله مسرح هذه الإغماءات وهو شاهد عيان وحضر هذه الحادثة من بدايتها، لكن على ما يبدو أن أستاذنا ليست لو سوابق مع الصحافة فأطلق رجليه للريح هاربا كجبان تورط في فضيحة أخلاقية خارج أسوار مؤسسة الزواج، وكل ما سمعته منه هو ( عندي لقاء مهم ) فاختفى بين جموع المتجمهرين.

بعد فرار الأستاذ قصدت الإدارة، فاكتشفت أن أفواه المسؤولين الإداريين تم تشميعها من طرف جهات ما، وبما أن القانون يمنع صراحة اقتحام أفواه المسؤولين المشمعة فإني عدت أدراجي وأنا أحدث نفسي وألعن ما تبقى من “جهل” في دواليب “دولة الجهل” هاته الغارقة في غبائها وجبنها…

بعد ذلك قصدت المستوصف البلدي بإمزرون الذي استقبل كل الحالات التي أغمي عليها، حيث أبقي على تلميذتين اثنتين كانت حالتهن مستقرة وتم نقل باقي الحالات الأخرى إلى المستشفى الجهوي بالحسيمة نظرا لفقر هذا المستوصف وانعدام التجهيزات الطبية داخله.

سيارة أمن مركونة أمام المستوصف وضابط شرطة يقف أمام بابه يدخل من يشاء ويمنع من لم يرغب في دخوله، وأنا كنت من الغير المرحب بهم، أمام المستوصف تجمهر تلاميذ وأفراد من عائلات الضحايا للاطمئنان على صحتهم. كما تواجد في عين المكان عضو في المجلس البلدي لإمزورن الذي شل لسانه أيضا ورفض الإدلاء بأي تصريح ما عدا أنه لا يعلم شيئا، ولكي تحجب عنا المعلومة رفض ضابط الشرطة السماح للتلميذتين بالخروج بعد استقرار حالتهن ومثولهن للشفاء حتى “نغبر أنا”..

ربما هذه صورة مصغرة من الواقع الذي يعيشه الجسم الصحفي ومعه الرأي العام المحلي والوطني في صراعه مع مؤسسات الدولة في الحصول على المعلومة وحق الصحفيين في الوصول إليها، وقد تعمدت إقحام موضوع الرجل وقصته الغريبة “الكوكايين” لكي يكون دليلا ملموسا على الدور السلبي الذي تلعبه الإشاعة التي تحملها ألسن السوء الناقمة في ظل شح المعلومة ومصادرها وتهرب المسؤولين من الإدلاء بالتصريحات والوقائع الحقيقية للتصدي للإشاعات التي تنتشر بسرعة انتشار النار في الهشيم بين أوساط عامة الناس.

لكن في ظل نظام سياسي يخشى ويخاف من ظله ويتبول في سرواله خشية الوصول إلى الحقيقة ويحجب كل شيء عن الرأي العام ليفصح المجال لمخبريه و”بركاكته” لتوجيه عقول العامة في فبركة أكاذيب وحقائق مزيفة لإشغالهم في البحث الدائم عن الحقيقة، فإن دورنا كصحافيين هو البحث والتنقيب على المعلومة والحقيقة لنوصلها إلى الرأي العام.



#عماد_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة -التكليخ-


المزيد.....




- أسمته -ردع العدوان-... فصائل معارضة سورية تشن هجوما واسعا عل ...
- إعلام: وفد أمني مصري يتوجه -لى إسرائيل لمحاولة التوصل لوقف إ ...
- -رويترز-: إدارة بايدن تعتزم بيع إسرائيل أسلحة بملايين الدولا ...
- -لبنان رح يرجع-.. زغاريد وفرحة على الطرقات اللبنانية مع وقف ...
- واشنطن تضغط على كييف من أجل خفض سن التجنيد في أوكرانيا إلى 1 ...
- فصائل معارضة تشن هجوما مفاجئا غرب حلب وحصيلة دامية للمواجهات ...
- هل فككت إسرائيل جبهات -محور المقاومة- المدعوم من إيران؟
- مدفيديف لا يستبعد استهداف قواعد الناتو في أوروبا
- الملك سلمان يفتتح مشروع قطار الرياض بتكلفة تقارب 5.22 مليار ...
- لافروف: صبرنا سينفد إذا ما جرى اختباره باستمرار


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد العتابي - ” الكوكايين “