أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناهد بدوي - الهدف: تفريق اعتصام الوسيلة: تحريض -مدنيين- على العنف














المزيد.....


الهدف: تفريق اعتصام الوسيلة: تحريض -مدنيين- على العنف


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 1137 - 2005 / 3 / 14 - 10:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في سابقة خطيرة في سورية قام "مدنيون" بالتهجم على معتصمين بشكل سلمي أمام قصر العدل تبعها ضرب بالعصي والهراوات. وقد كان هناك إصرار على ممارسة العنف بحيث أنه عندما حاول المعتصمون الابتعاد عن المكان لتجنب الاشتباك، تبعهم المتهجمون وأنزلوا أحد المعتصمين من سيارة الأجرة التي حاول الخروج بها من المنطقة، ليعاودوا هجومهم وشتائمهم واعتداءاتهم. والحصيلة كانت كسر كتف أحد المعتصمين وجرح آخرين.
لا يهم الآن الحديث عن المطالب التي كان يطالب بها المعتصمون، ولا يهمنا ماهي وجهة نظر المهاجمين (هذا فيما إذا كانوا يمتلكون وجهة نظر، إلى جانب العصا!). المهم أنه كانت هناك ممارسة للعنف بطريقة بشعة اتجاه معتصمين مسالمين من قبل أفراد مدنيين. والمهم أيضا أن هؤلاء جاؤوا بمهمة من قياداتهم التي حرضتهم على القيام بأعمال عنف. والأهم من هذا كله أن الشرطة كانت تتفرج وسعيدة بما يحصل.
إن شوارع دمشق لم تشهد أعمال العنف منذ أواسط الثمانينات. وهذه من الايجابيات التي يتفق عليها المختلفون على كل شئ. وهي من الايجابيات التي تجعل المرء يطيق العيش في هذا البلد الحبيب الخانق.
الحقيقة، هذه هي المرة الثانية التي تحصل فيها أعمال عنف في دمشق. المرة الأولى حصلت في سياق ردود الأفعال على مشاكل القامشلي. حينما قام بعض الأكراد بتكسير ممتلكات عامة وخاصة. وقد حوسبوا من قبل أحزابهم الكردية على أفعالهم تلك. ولكن الأهم من ذلك أن السلطة اعتقلت المئات من الأكراد بتهمة القيام بأعمال تخريب وعنف. وحوكم البرئ والمذنب بأحكام جائرة. وكانت المطالب ترتفع دائما بمحاكمة عادلة للمخربين وإطلاق سراح البريئين من أعمال العنف.
والآن يجب عدم الكيل بمكيالين (هذه الجملة يحبها القائمون على أمننا) ويجب القيام بمحاكمة عادلة لجميع الذين قاموا بأعمال عنف في ذاك اليوم. والأهم من ذلك محاسبة المحرضين على العنف وكذلك محاسبة الشرطة التي لم تقم بواجبها في الدفاع عن مواطنيها.
إن الذي حصل في ذاك اليوم هو تحريض واضح وصريح على ممارسة العنف، ورمي لبذور خطيرة تشجع عل الاقتتال الأهلي. إن هذا السلوك لايجوز السكوت عنه من قبل جميع المعنيين بالوطن والقانون في القضاء ونقابة المحامين وكذلك الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني. إذ أنه بدون الإيمان العميق بضرورة السلم الأهلي من كافة الأطراف لا يمكن بناء شئ من الديمقراطية والاقتصاد والإدارة.
يبدو أننا يجب أن نتعلم مرة أخرى من لبنان وذلك، أولا: لأنهم عاقبوا الأفراد الذين قاموا بالاعتداء على العمال السوريين في لبنان. وثانيا: لأن القوى المختلفة مع المعتصمين في ساحة الشهداء دعت إلى تجمع في ساحة أخرى هي ساحة رياض الصلح، مع حرص القيادات جميعها على التأكيد على الشكل السلمي للتعبير والدعوة إلى نبذ العنف. وهكذا حصل. كان هناك تجمعان كبيران وقريبان في المكان ومختلفان تماما، ولم تحدث أي أحداث عنف. وقد كان تأثير هذا التجمع السلمي على المعادلة السياسية في لبنان أقوى من أي عصا وأمضى من أي سلاح.
لقد اكتوى اللبنانيون من الحرب الأهلية ولذلك حفظوا الدرس جيدا. ونحن لا نريد أن نكتوي بالحرب الأهلية حتى نستطيع أن نتعلم التعبير السلمي عن مطالبنا وآراءنا كما نريد حماية أولادنا وطلابنا من دروس العنف من أي جهة كانت. إذ أن خبرة العالم كله وأمريكا تحديدا تشير إلى أن العنف الذي تصنعه جهة ما وتتحكم به اليوم، سوف ينقلب ضدها غدا.



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء للمشاركة من التجمع العالمي المناهض للحرب
- المنتدى الاجتماعي العالمي الخامس ممنوع دخول السوريين!
- وثيقة المنتدى العالمي للإصلاح الزراعي
- هواء الحرية الثقيل
- ماذا فعلنا بهذا البلد
- العاصفة رفع قانون الطوارئ في حالة الطوارئ فقط!!!
- الباب الأخير
- المرسوم رقم 6 نكث صريح‏ للعقد مع طلاب الهندسة
- عبد الرحمن منيف أيها الشرق الأوسط وداعاً
- هنيئا لك أيتها المرأة المحجبة في فرنسا
- لنغفر ليوسف إدريس قسوته علينا
- الجدار العازل في فلسطين في عصر انهيار الجدران!!؟
- منبر يساري حر في زمن ندرت فيه المنابر اليسارية الحرة والمنفت ...
- اعتذار من نزار قباني
- سياحة في العيون الحرة
- الخيارات الاقتصادية في سورية والحركة النقابية الحقيقية
- المنطقة العربية بين مطرقة املاءات دافوس وسندان التأخر والركو ...
- الديمقراطية حاجة موضوعية في بلادنا مخاطر للاحتلال الأمريكي ع ...
- الشباب ضمير البشرية في مناهضة العولمة والحرب
- هل يرى السوريون ضرورة مناهضة العولمة ؟


المزيد.....




- ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السع ...
- تونس: الإفراج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين
- أبو ردينة يحذر من حرب شاملة على الضفة
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من قواته البرية وإصابة آخرين
- فانس: انتقادات زيلينسكي لترامب في العلن لن تؤثر على موقف الر ...
- -بوليتيكو-: المسؤولون الأوكرانيون يخشون تحالف بوتين وترامب
- ماسك يسخر من تصريحات زيلينسكي حول مستوى شعبيته العالي
- -لجنة الطوارئ المركزية- في رفح: أكثر من 20 فلسطينيا قتلوا جر ...
- الجيش اللبناني: العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي ا ...
- محمود عباس يرحب برفض رئيس دولة الإمارات تهجير الشعب الفلسطين ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناهد بدوي - الهدف: تفريق اعتصام الوسيلة: تحريض -مدنيين- على العنف