أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد صبيح - ألإخوان يفترسون














المزيد.....

ألإخوان يفترسون


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 20:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في الغابة تفترس الضواري، الذئاب مثلا، فرائسها لأنها مضطرة لفعل ذلك، ففي افتراسها يكمن سر بقائها، وهذا الاضطرار صار طبيعة لديها. والضواري المروضة، في السرك مثلا، تهذب غرائزها بإبعادها عن الافتراس. حين سئل صاحب السيرك في رواية (في ساعة شؤم) لماركيز ،عن سبب قتلهم للحيوانات، القطط والحمير، التي يشترونها لكي يطعموا بها أسودهم ونمورهم بدلا من رميهم إليها وهي حية، قال:

لكي لانوقظ فيها غريزة الافتراس.

الإخوان المسلمون في مصر الآن هم في حالة افتراس لمعارضيهم، وهم، كما الضواري، مضطرون لفعل ذلك لأسباب تتعلق بوجودهم برمته، ولأنه ناتج أيضا وبشكل أساسي عن طبيعتهم كتنظيم وعقل قمعي وعدواني، وهاتان الصفتان تنسحبان على كل التنظيمات الإسلامية بلا استثناء. الإخوان المسلمون الآن تخلوا عن أية غلالة تغطي وجههم الحقيقي العدواني والقاسي. ومن تابع المشهد السياسي في مصر في الأيام الأخيرة لابد انه لاحظ كيف أنهم قد نوعوا في طرائق افتراسهم، فقد اخذوا يفترسون بالكلام؛ استخدموا أقسى وأكثر الألفاظ ابتذالا ضد خصومهم في وسائل الإعلام (الشواهد تملآ مواقع التواصل الاجتماعي)، فضلا عن كم كبير ومخجل من الكذب والتزوير مارسوه في محاججاتهم ودعاواهم.

ثم أخذوا يفترسون بالشعارات أيضا، على سبيل المثال ردد المتظاهرون امام قصر الاتحادية:

(مرسي بيضرب بالمليان)

وافترسوا كذلك بالعنف المادي؛ ضرب وتكسير وقتل حيث زجوا بتنظيمهم ومؤيديه إلى ساحة القصر الرئاسي وكل تجمعات المعارضين وحدث الذي هو معروف للجميع.
وجه الاضطرار في افتراس الإخوان لمعارضيهم هو أنهم أمام خيار مصيري صعب، لأنهم إذا تركوا الأحداث الجارية الآن في مصر تسير إلى مآلها الطبيعي فهذا سيكون نهاية حتمية لهم، حيث ستضيع السلطة، التي يعشقون، من يدهم ويسقط بالتالي مشروعهم (النهضوي) برمته. وأيضا هم مضطرون لهذا لان خيار زج (قوة جماهيرية) في مواجهة قوة الجماهير المعارضة والمنتفضة، وهو السلاح الأساسي لديهم، (كما انه السلاح الأساسي لدى كل التنظيمات الإسلامية)، أقول ان هذا الخيار هو الآن أمام اختباره الصعب والحاسم، فإذا لم يستطيعوا، عبر هذا السلاح، إعادة الأمور إلى سيطرتهم فلن تقوم لهم، برأيي، بعد ذلك قائمة، فضلا عن ان خسارتهم لفعالية هذا السلاح سوف تعني فيما تعنيه بأنهم باتوا سلطة تقليدية مجردة من أي قاعدة أو أرضية يتحركون عليها وبها. وبهذا تضمحل إمكانية مواجهة أي معارضة لهم إلا بالوسائل السياسية وبحسب القواعد الديمقراطية، وهذا هو الذي لايؤمنون به ويخشونه خشية تامة.

يخيل إليّ ان الإخوان المسلمين يفضلون الآن انقلابا عسكريا، وسيطرة للعسكر على الوضع من ان تنتهي الأحداث بإقالة مرسي أو التراجع عن خطواته اللادستورية اللاديمقراطية. إذ سيكون عندها، هو وتنظيم الإخوان معه، رئيسا (عرة) بتعبير المصريين الساخر. فبوجود العسكر والقمع ينتعش الإخوان المسلمون أكثر مما في حياة ديمقراطية سوية.

***
ملاحظة ثانوية:

من بين أهم الأسباب التي حالت، برايي، دون ظهور مايشبه التجربة المصرية والتونسية في العراق هو، بالإضافة إلى الأسباب البنيوية والسياسية العديدة، ان جميع الأحزاب المستولية على السلطة السياسية في العراق لديها ميليشيات أو (جماهيرها) الخاصة التي يمكنها ان تزج بها في مواجهة أي قوة معارضة لها.

ومع ذلك لم تضطر هذه القوى لاستخدام هذا السلاح لعدم حاجتها فحركة المعارضة العراقية كانت أكثر بؤسا وهشاشة من ان تواجه بهذا السلاح القوي والفعال.



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس عاشوراء
- ماذا لو...
- لماذا يعترفون؟!!
- بورترية: علي العسكري.
- معادلة النزاهة والسلطة
- سروال المغاوجة ومحنة دكتور فارس
- أصوليتان تتصارعان ضحيتهما التاريخ
- حماية الديمقراطية في بلدان الربيع العربي
- مغالطة
- المخلوعون.. ومحنة ابن صالح
- العراق... رهين المحبسين.
- الاحتجاجات العراقية
- هؤلاء مختلفون
- إرهاصات ثورة مصر
- مواقف من ثورة تونس
- احذروا التقليد
- الى الشارع سر!
- كومونة تونس
- التعليقات في الحوار المتمدن
- لمحة قصيرة عن النقد عند اليسار العربي


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد صبيح - ألإخوان يفترسون