|
استمرارية ظاهرة الفساد الأقتصادي والأداري ، قبل وبعد سقوط الديكتاتورية
صباح قدوري
الحوار المتمدن-العدد: 1137 - 2005 / 3 / 14 - 10:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ عقود طويلة ، تمارس ظاهرة الفساد الأداري والأقتصادي في العراق . يشير التقرير الخاص بالفساد في العالم والصادر من منظمة ( الشفافية العالمية ) عن درجة انتشار الفساد في عينة تشمل 146 دولة ، جرى البحث فيها ، احتل العراق موقعا متخلفا يتراوح بين 129-133 ، اى حصل على 2و1 نقطة من اصل 10، ويعتبر انه من بين 60 دولة انتشرالفساد فيها بعمق شديد ، واصبح الظاهرة السائدة فيها. وهي تشمل كل المستويات الأدارية لأجهزة الدولة. وصلت هذه الظاهرة ذروتها في عهد النظام الديكتاتوري المقبور. حيث استخدم هذا النظام كل الوسائل الممكنة ، من اجل شراء الذمم ، تفشي الرشاوي وبنطاق واسع لتمشية معاملأت المواطنين في دوائر الدولة ، أعتماد المحسوبية والقرابة واعضاء في الحزب الحاكم، مقياسا للتوظيف والتولي المناصب في اجهزة الدولة ، تقاضى العمولأت لقاء الأستثمارات الداخلية والخارجية من الشركات المنفذة لمشاريع الحكومية او الخاصة في العراق ، توظيف وتاجير العملأء في الداخل والخارج ، لملأحقة المعارضة في حينه ، كوبونات النفط وماترتب عليها من الفضايح المالية والأقتصادية لبعض الشخصيات البارزة في المنظمات الدولية والعاملين والمشرفين على تنفيذ برامج النفط مقابل الغذاء ، مما ادت هذه الحالة الى سرقة مليارات دولأرات من اثمان بيع النفط مقابل الغذاء . انهيار البنية التحتية ، جراء التسلح المحموم ، الذي استنزف ثروات البلأد ، وصرفت على الحروب العبثية ، تهريب موارد وثروات البلأد من دون حسيب او رقيب ، والتصرف بها من قبل زمرة الديكتاتورية في الخارج ، وفي تمويل الشبكة الأرهابية ، بهدف ارجاع النظام المقبور مرة اخرى . رغم مرور اكثر من العقد على تحريراقليم كردستان من النظام الديكتاتوري السابق ، الأ انه ومع شديد الأسف لأتزال تمارس ايضا هذه الظاهرة في ادارتي اقليم كردستان العراق وعلى كافة المستويات الأدارية ، مما ادت الى ظهور مجموعة من تجار سوق السوداء المهيمنين على التجارة الداخلية والخارجية ، وعمليات بيع وشراء العملأت الأجنبية بعيدة عن كل اجراءات القانونية والرقابة المالية . تهريب السلع والمحاصيل الزراعية والعملة الى المناطق المجاورة ، أحالة المشاريع الأستثمارية الحكومية والخاصة اليهم ، وهم مدعومين من بعض العناصر المسؤولة في الأحزاب الحاكمة ، مقابل تقاضى الرشاوي منهم . محاولأت لأغراء المواطنين بالمسائل المادية والمالية ، على سبيل المثال توزيع الأراضي عليهم مجانا ، او احالة المقاولأت اليهم مباشرة من دون الدخول في العطاءات والمنافسة ، وذلك لكسب تايدهم وولأءهم للأحزاب الحاكمة ، التي لأتزال تصارع من اجل السلطة والنفوذ في الأقليم
وبعد سقوط الديكتاتورية ، استمرت هذه الظاهرة ، مما أدت الى فقدان مليارات من الدولأرات من جراء الحرب الأخيرة واحتلأل العراق . تدمير ما تبقى من البنية التحتية ، سرق ونهب ممتلكات الدولة ، وكذلك كثير من التحف والأثار العراقية الثمينة وتهريبها الى الخارج وبيعها باسعار زهيدة ، او فقدان بعض منها من دون معرفة مصيرها لحد الأن. تدفق مبيعات نفط العراقي بدون رقيب او اية حسابات ، او حتى وجود اي عداد لأحتساب كمياتها. هذا ما جاء على لسان الشركة الأمريكية- ارنست يونك- للحسابات ، والمكلفة بتدقيق حسابات النفط مقابل الغذاء وفضيحة كوبوناتها . الأنشغال والمبالغة بمفهوم الخصخصة ، وانتهاج فقط سياسة اقتصاد السوق ، قد تشجع على مزيد من الفساد الأداري والأقتصادي في الوضع العراق الحالي . لقد تطلع العراقيون ليوم سقوط الديكتاتورية الغاشمة ، وبداء مسيرة اعادة اعمار العراق ، ولكن ما يجري اليوم في العراق الحديث بمهمات أشبه بمهمات قبل سقوط الديكتاتورية . صرف مليارات التي كانت مفروض مخصصة لأعادة الأعمار في مجالأت التي تعاني منها الشعب العراقي أشد المعانات اليومية ، كانقطاع كهرباء يوميا ولساعات طويلة وبشكل مستمر ، تدني الخدمات الصحية والتعليمية ، وتلوث المياه ، شحة المواد الغدائية والأدوية ، اعادة بناء البنية التحتية التي تعرضت الى تخريب وانهيار قبل وبعد سقوط النظام الديكتاتوري المقبور. دراسة الأوليات الضرورية واللأزمة في تعجيل عملية التاهيل الأقتصادي ، واعادة النظام الأقتصادي بشكل طبيعي الى العمل ، من أجل قضاء على الفقر، وتوفير الغذاء والدواء والعمل والأمن الأقتصادي للشعب . ان كثير من الأعتمادات المخصصة لهذه الأغراض ، سحبت لكي تصرف على المؤسسات الأمنية من دون حدوث تغيرات ملموسة في هذا المجال . لأيزال الشعب العراقي يعاني من هذه المسألة من دون ايجاد حلول ملحوظة لها .على المجلس الوطني المنتخب ، والحكومة التي تنبثق عنه ، اخذ المبادرة من الأن في طريق تهيئة وتحضير المستلزمات الضرورية والفعالة للقضاء على الفساد الأداري والأقتصادي ، بغية اعادة اعمار وبناء الأقتصاد الوطني ، وتحقيق التنمية الأقتصادية والأجتماعية الحقيقية ، وذلك من خلأل الأجراءات التالية على سبيل المثال وليس الحصر
وضع الية سريعة وحاسمة لوقف الفساد الأداري والأقتصادي ، والتلأعب بثروات البلأد ، في الوزارات وعلى مستويات اخرى من اجهزة الدولة
تفعيل عمل مفوضية النزاهة ، التي وجدت في تقريرها الأخير ، ان نسبة الفساد في الأجهزة الأدارية العراقية وخاصة في الوزارات والمسؤولين الكبار ، بلغت 70% بالمئة ، وان هناك هدر كبير لثروات البلأد
مكافحة هذه الظاهرة ، من خلأل وضع قوانين صارمة بحق المخالفين والمتلأعبين والمهربين للأموال العامة ، واعتبارها جريمة يعاقب عليه بالحبس والغرامات المالية والحرمان من بعض الحقوق المدنية والأقتصادية
طلب من اعضاء البرلمان والوزارات ، تقديم تصريحات مكتوبة ومفصلة عن حالأتهم المالية والأقتصادية ، من الودايع في البنوك المحلية والأجنبية ، قيمة الأسهم ، التي يمتلكونها والمستثمرة في الشركات المحلية والأجنبية ، الأبنية والعقارات . المصالح الأقتصادية مع الغير وخاصة الزوجة ، اقرباء او اعضاء من العائلة . محاسبتهم بشدة في حالة ادلأء بالمعلومات غير الصحيحة ، او ممارستهم اي شكل من اشكال الفساد الأداري والأقتصادي ، وحرمانهم من اهلية العضوية في البرامان او تنحية الوزراء والمسؤولين الكبار من مناصبهم ، مع انزال العقويات المادية والقانونية والمعنوية بحقهم
نشرالوعي الفكري والأقتصادي والأجتماعي للمواطنين ، بغية رفع المستوى الحضاري للمجتمع ، الذي يساهم بلأشك في تقليل والحد من ظاهرة الفساد الأقتصادي في المستقبل المنظور
الرقابة الفعالة على بعض الشركات ، التي تبرم معها صفقات تجارة الأسلحة ، اذ هناك بحوث تاكد ، على ارتفاع نسبة ظاهرة الفساد الأقتصادي فيها، اكثر من الشركات التجارية الأخرى
حدد التاسع من كانون الأول/ديسمبر من كل عام ، يوما عالميا للكفاح ضد الفساد ، عليه يجب توظيف هذا اليوم مع الرقابة الشعبية المستمرة من قبل المواطنين على اجهزة الدولة ، لتكثيف الحملة الوطنية الواسعة ضد الفساد في العراق
تامين رقابة شعبية فعالة وفق قواعد سليمة ، لمراقبة ومحاسبة موظفي الدولة على مستويات الأدارية المختلفة ، وكذلك على نشاطات المؤسسات والشركات المحلية والأجنبية
تامين دخل ثابت ومتوازن لكافة ابناء الشعب ، وتوفير فرص العمل للمواطنين ، ايجاد نظام الضمان الأجتماعي ،الصحي والدراسي للجميع ، حتى يشعر الأنسان العراقي بالأمان ، ويبتعد عن الخش والسرقة والفساد والأجرام
#صباح_قدوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دورالمراة في العراق الحديث
-
على هامش انتخابات الجمعية الوطنية العراقية 2005
-
نتائج الأنتخابات البرلمانية 2005 في الدانمارك
-
فالنصوت لقائمة أتحاد الشعب ،لأنها الضمانة الأكيدة لمستقبل عر
...
-
باقة ورد روز حمراء عطرة، لصحيفة الحوار المتمدن
-
المركز الثقافي المسيحي في اقليم كردستان العراق
-
تفعيل مشروع الريفرندوم في المحافل الدولية
-
محنة أصحاب الكفاءات ، قبل وبعد الأطاحة بالديكتاتورية
-
نظام الحكم ، ومهمات اليسار في العراق
-
حساب الخسائر والأرباح للنظام العراقي ، قبل وبعد أسقاطه
-
ألأنتخابات الأمريكية والسياسة الأقتصادية المقبلة
-
ألفيدرالية الكردستانية بين العاملين الداخلي والخارجي
-
مستقبل التطور الأقتصادي في ألأدارة الفيدرالية لكردستان العرا
...
-
على هامش الأنتخابات العامة في العراق
-
أسرار شبكة الأسلحة النووية والبالوجية
-
نحو عراق الأمل والسلأم
المزيد.....
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|