نادية تعبان محمد غني
الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 23:22
المحور:
المجتمع المدني
يقولون أن الصمت كبرياء,وهو فعلا كذلك.فالصمت علم وهو أصعب من علم الكلام,والصمت هو من الأساليب والفنيات المستخدمة في علاج الكثير من المشكلات والقضايا التي لا تُحل بالكلام.لان الكلام أحيانا لا يجدي نفعا. وبالصمت نعبر عن الكثير من المشاعر التي تعجز لغة الكلام التعبير عنها .وحينما نقول (صمت) لا يعني إننا لا نتكلم..بل بالصمت نقول أبلغ العبارات..وأبلغ الكلمات.فبلاغة الكلام تكمن في الصمت.شرط أن نعرف كيف ومتى نصمت؟فهو أفضل جواب لبعض من الأسئلة.والصمت هوا صعب من الكلام.لأنه فن ولغة.فن لأنه يحتاج إلى مهارة ويتطلب جهد وتركيز كل الإمكانيات العقلية فيمنح الفرد طاقة قوية للتفكير بعمق وعقلانية,ويحتوي على رسائل غير لفظية يمكن للمستقبل أن يحللها إلا انه قد يجد أحيانا في صعوبة تحليلها..وبالصمت تستخدم حواسنا الثلاثة الرئيسة وهي السمع والبصر والخبرات اللمسة.وبصفة عامة فان معظم الناس بوسعهم أن يتكلموا بصورة أفضل من أن يصمتوا..والصمت هو لغة ويعد من أصعب اللغات وأكثرها تأثيرا لأنها لغة العرب الأقوياء,ويجيدها الأكثر صبرا والأكثر لباقة ولياقة,والأكثر قسوة,ويتقنها الرجل أكثر من المرأة .صمتي هو:
صمتي.. هو شرنقتي التي أقبع في داخلها لأستمع لنفسي.لأخلو مع نفسي ولنفسي.
صمتي :هو قلمي حينما يُسطر عبارات يعجز لساني عن قولها.
صمتي: هو لغة عيوني حينما تترجم الترجمة إلى ترجمة النظرات المحملة بمعان غير منطوقة تحير الناظرين بتفسيراتها
صمتي : هو اقوي أسلحتي وبه أستطيع تدمير أسلحتهم.فأجردهم من قدرة مواصلة الكلام.
صمتي.هو كل حركاتي وسكناتي وإيماءاتي التي تتناغم كلها مع بعضها فتبوح ما في داخلي وتقول أكثر مما أريد قوله.
صمتي ..هو أرجوحتي التي أتأرجح فيها فترفعني عاليا بعيدا عن الأرض لأتسامى بدوافعي وغرائزي.اشعر باني كطائر يطير في سماء زرقاء نقية الهواء.
صمتي:هو تمتعي بكل أنواع الفنون من موسيقى ورسوم أتأمل وأتعلم واشعر وأتذوق دون إن أقول شيئا ..
صمتي: هو واحتي الخضراء التي اجلس فيها لأتأمل الطبيعة وسحرها وجمالها..وبذلك أتعرف على كل ماهر جميل في الحياة..فاشعر بالراحة والطمأنينة..
صمتي:هو هيبتي وسر احترامي وبه يعلو مقامي ,هو جوهر كلامي,وسفينة نجاتي في الظلامِ,هو اجمل عادة وأفضل عبادة.
د.نادية تعبان محمد غني
#نادية_تعبان_محمد_غني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟