مجدى زكريا
الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 20:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فى مثل هذا الشهر منذ عشر سنوات, حمل موضوع غلاف مجلة اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمى العنوان التالى : " البحث عن عيد الميلاد ". وقد ناقشت المقالة ما اذا كان عيد الميلاد يتخذ طابعا " اكثر روحانية واقل مادية ". فهل هذا ما يحدث فعلا ؟
قدمت المقالة اسبابا توضح لم ينبغى الا نتوقع ذلك. قالت : " ما من سجل يشير الى اقامة احتفال رسمى بميلاد المسيح حتى القرن الرابع, حين كان قسطنطين . . . امبراطورا على روما ". وهذا " دليل واحد من ادلة كثيرة تظهر ان لا احد عرف يقينا تاريخ ولادة يسوع ". واعترفت المقالة ايضا ان " الاناجيل لا تذكر السنة ( التى ولد فيها المسيح ), وطبعا لا تحدد الشهر ولا اليوم ". وحسبما ذكرت احدى المؤرخات من جامعة تكساس, " لم يهتم المسيحيون الاوائل باقامة احتفال بميلاد المسيح ".
وتحت العنوان الفرعى : " مسألة تخمين ". ناقشت المقالة " كيف اختارت الكنيسة تاريخ 25 كانون الاول (ديسمبر) ". اعترفت قائلة : " ان هذا العيد وفقا للرأى الشائع جاء نتيجة تحوير عمدى لعيد زحل والاعياد الوثنية الاخرى الاخرى بغية اعطائها طابعا مسيحيا ". كما ذكرت هذه المقالة : " ضمن قادة الكنيسة اقامة احتفال واسع النطاق بمولد المخلص حين حددوا تاريخ عيد الميلاد فى اواخر كانون الاول (ديسمبر), وقد اعتاد فيه الناس على اقامة الاحتفالات ". وفى منتصف القرن التاسع عشر, صار الاهتمام مركزا على شراء وتقديم الهدايا. وهكذا " اصبح التقليد الجديد, اى تقديم الهدايا فى فترة الميلاد, مصدر غنى سريع لأصحاب البيع بالمفرق, وسرعان ما صار التجار والمعلنون يروجون لهذا العيد ".
اذا, مامن سبب لنتوقع ان عيد الميلاد سيتخذ طابعا سوى الطابع الذى لا يمت بصلة الى المسيحية النقية. فمع ان عيد الميلاد اليوم تسوده " الروح التجارية التى تعتمد المظاهر البراقة ", يبقى السبب الرئيسى لاعتبار عيد الميلاد غير مسيحى هو ان المسيحيين الحقيقيين لم يفكروا قط ان يحتفلوا به. على العكس, يركز الكتاب المقدس على الفدية التى زودها المسيح بموته وقيامته الى السماء. وهذا الامر لا يزال الان ذا اهمية, وسيبقى كذلك الى الابد.
#مجدى_زكريا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟