|
اسبوع عربي ساخن جدا وتاريخي
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 17:02
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لقد مر علينا أسبوع حافل بالأحداث والأخبار والقادم اكبر واخطر منها: 1. أعلان الرئيس الإخواني في مصر نفسه دكتاتورا. 2. دخول قوات تابعة الى تنظيم إسلامي متشدد في سوريا الى مناطق كوردستانية في سوريا بتواطؤ من القوات التركية وعبر حدودها. 3. فضيحة صفقة الأسلحة الروسية. 4. تصويت على قبول فلسطين كدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة. 5. قرار بمنع تجنيد الشباب اقل من 18 سنة في القوات المسلحة في اليمن. 6. انتخابات المجالس المحلية في الجزائر. 7. انتخابات مجلس ألأمة في الكويت.
1. الدكتاتور محمد مرسي. لابد أن نشكر الدكتور محمد مرسي لكشفه القناع عن الإخوان المسلمين بهذه السرعة القياسية قبل أن تمتد سطوتهم على دول الربيع العربي ، فأن الشعب المصري خرج من عنق الزجاجة ولن يستطيع أحداً أن يعيده الى سابق عهده فانتهى عهد نعم سيدي الرئيس والحزب الحاكم، أن الشعب المصري كان من أوائل الشعوب المنطقة التي ثارت ضد الاستعمار في العصر الحديث ابتداء من ثورة العرابي في 1919 وآخرها الثورة ضد دكتاتورية الأخوان. لقد تخلص المصري من الخوف والخداع بالشعارات فأصبح الكل يعرف حقوقه ولا يسكت عن من يحاول حجب حريته، أن الشعب الذي بنى الأهرامات وشق قناة السويس سوف لن يخضع لسلطة الإخوان الدكتاتورية، وان نجاح الشعب المصري في تحجيم الإخوان هو نصر لكل شعوب المنطقة وسيعبدون طريقة الى الحرية والتمدن لكل الشعوب المنطقة كما أوقد الزعيم خالد جمال عبد الناصر شعلة الحرية في وجه الاستعمار القديم في المنطقة، وما امتداد الانتفاضة ضد الحكومة التونسية من سليانة الى مدن التونسية الأخرى الا أول ثمار انتفاضة تصحيح مسار الثورة المصرية.
2. التنظيم الإسلامي المتشدد في سوريا. أضاع التنظيم الإسلامي المتشدد في سوريا بوصلته بتأثير القوى العنصرية في تركيا فبدل التوجه الى دمشق لإسقاط نظام السفاح بشار الأسد توجه الى خلف الخطوط ومن خلال الأراضي التركية لضرب الشعب الكوردي في سوريا. فليس غريبا من هذا التنظيم ضياع بوصلته فأنهم يخادعون الله ورسوله ببدع وشرك بالله وجعلوا من أنفسهم خلفاء كذبة، فلا يعرفون من الدين الإسلامي إلا القتل، فهم قتلة مأجورون فلا مهنة لهم سوى القتل وسفح الدماء، تجدهم في العراق وفي تونس وفي ليبيا وفي الصومال وفي مصر وفي كل بقعة رخوة تحت قيادة سياسية ضعيفة او قيادة معزولة عن الشعب.
3. فضيحة صفقة الأسلحة الروسية. أن عملية الحصول على عمولة في المشاريع الاستراتيجية الكبيرة لن تنحصر في شخص واحد ولكن في فريق كامل يشمل الواجهة (الوسيط التجاري الأساسي) الذي يقنع المجهز بموقعه وقربه من أصحاب القرار ويعزز ذلك بإثبات ما يدعيه، لأن الشركات العالمية الكبيرة لديها خبرة كبيرة لتمييز بين المدعين بقربهم من أصحاب القرار فالكثيرون يدعون بأنهم هم ابن فلان وأخ للوزير الفلاني او صديق الوزير الفلاني او انه من الحزب الفلاني. ولا يثبت حجم العمولة الا بعد إثبات الوسيط التجاري قدرته على الحصول على المشروع لصالح الشركة وبعدها تبدأ دخول أطراف عديدة لتثبيت حصصهم من الصفقة. ولا أظن بأن السيد علي الدباغ هو الواجهة فموقعه لا يسمح له أن يلعب هذا الدور ولا بد أن يكون بدون وظيفة رسمية لأن الشركات الكبيرة لا تكتب تعهد كتابي لدفع العمولة لإي شخص له وظيفة رسمية وإنما لشركة مملوكة لوسيط تجاري. آن اللجنة المكلفة للتحقيق في ملابسات صفقة الأسلحة سوف لن تجد شيئا في بغداد لإن كشف الحقيقة ستكشف شبكة الفساد في الدولة العراقية بكل مفاصلها، فاذا كانت اللجنة جادة للوصول الى الحقائق دون تحفظ عليها أن تسافر الى موسكو، فهناك الصندوق الأسود الذي يكشف كل المشاركين في العمولة ولن يخفوا شيئا لأن إخفائهم الحقيقة او الملفات ستعرضهم الى العقاب ويلحقون بالوزير الدفاع المقال بسبب تورطه في هذه العملية. السؤال الأول: هل سينتقم علي الدباغ بكشف المستور وإعلان اسم الوسيط التجاري الذي اقنع وزارة الدفاع الروسية والشركة المجهزة بعمولة 190 مليون دولار. السؤال الثاني: هل هذه صفقة هي أسلحة دفاعية فعلا أم هي لقهر الشعب العراقي، فقد رأينا أسلحة الدفاع السورية لتحرير جولان استخدمت من قبل السفاح بشار الأسد لإبادة الشعب السوري.
4. تصويت على قبول فلسطين كدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة. أن تصويت هزيمة لنتن ياهو وليبرمان والقيادات الإسرائيلية المتشددة الذين يحلمون بابتلاع جميع الأراضي الفلسطينية، ولو أن ما حصل عليه القيادة الفلسطينية الحالية لا تساوي ما كان معروضا على القيادات العربية في 1948، دولة فلسطينية كاملة العضوية, ولكن قصر النظر القيادات العربية في وقتها وخذلانها ومساومات الاستعمار البريطاني مع تلك القيادات أضاعت فلسطين ومدت من فترة معاناة الشعب الفلسطيني الى يومنا هذا. أن القيادة الإسرائيلية الحالية لن تسمح بقيام دولة فلسطين لأن ثقافتها مستمدة من العنف والقتل والدمار ولا يمكن لشخص يستمتع بقتل أطفال فلسطين أن يعيش في سلام.
5. قرار بمنع تجنيد الشباب اقل من 18 سنة في القوات المسلحة في اليمن. زرت صنعاء عاصمة اليمن لأول مرة في شهر أكتوبر 1978 واكثر ما جلب انتباهي وجدت جنديا (طفلا) واقف في تقاطع طريق أمام فندق تاج شيبا (لم يكن مبينا في وقته) طوله اقصر من طول البندقية التي يحملها، فاستهجنت المنظر في حينه ولكن بعد ذلك اصبح هذا المنظر طبيعيا لإن السلاح في اليمن هو جزء من أناقة ووجاهة اليمني وزرت اليمن خلال الحرب الأهلية في عام 1994 وبعدها ولدي صور كثيرة عن الأسلحة التي وردت الى القوات العسكرية الجنوبية بتمويل خليجي من ضمنها صواريخ سكود وقد لمست صاروخ سكود بيدي وشاهدت عدداً من منصات الصواريخ المتحركة وقطع من طائرة ميغ 25 محملة على شاحنة كخردة (سكراب) تحطمت أثناء هبوطها في المطار في مكلا ولكن اليمنيين لم يكونوا يتقاتلون بحقد، فهم يطلقون النار في الهواء اكثر مما يطلقونها على بعضهم البعض، سعدت بمنع تجنيد الأطفال في اليمن لحبي لهذا البلد المضياف حيث المختطف يلاقي معاملة كبار الزوار ويعتبرونه أمانة في عنق القبيلة الى ان تلبى مطالبهم من قبل الحكومة، حدثني مهندس إنكليزي عمل في اليمن لفترة فقال كنت أتمنى أن يخطفوني اليمنيين لاستمتع بضيافة القبائل. وهناك قصة متداولة عن اختطاف عمال صينيين كانوا يعملون في اليمن من قبل قبائل في منطقة صعدة، ولزيادة في إكرامهم كضيوف، حيث كانت تذبح الخرفان لهم يوميا لإطعامهم، طلب الشيخ من الصينيين أن يطلبوا ما يشتهون لطبخه لهم فأجاب المترجم نريد أن تطبخوا لنا لحم الكلاب، فما كان من الشيخ العشيرة الا أن أطلق سراحهم دون تحقيق مطالبهم من الحكومة لإن الشيخ عجز عن تلبية طلبهم.
6. انتخابات المجالس المحلية في الجزائر. كنت في الجزائر في عام 1976 عندما جرت مناقشات الميثاق الوطني الجزائري، لقد نوقش الدستور جماهيريا في كل الأرض الجزائرية وشارك الرئيس بومدين شخصيا في مناقشة الميثاق مع جماهير العمال والفلاحين وكان يسمع منهم بصدر رحب انتقادات الشعب الجزائري وبعضها كانت لاذعة وتذاع في التلفزيون دون مقص الرقيب فلم يسبق لي أن رأيت مثلها مع رئيس عربي في ذاك الزمان، فقد اصدر الرئيس هواري بومدين تعليماته لهيئات حزب الحاكم لفتح المنابر للنقاش المواطنين ليعبروا بحرية عن آرائهم في مختلف المجالات. فكان النقاش حاميا جدا مع المسئولين وكان التلفزيون الجزائري ينقل تلك النقاشات والانتقادات بأمانة، تذكرت تلك المناسبة ونحن نرى مسرحية دستور الإخوان في مصر حيث يفرض رأي شريحة من المصريين على جميع المصريين، ولكن تلك صورة الجميلة لمناقشة الميثاق الوطني كانت تشوبها سوء الإدارة وتفشي الفساد وخاصة بين القيادات العسكرية والحزبية. أن الجزائر من اجمل الدول على البحر المتوسط تجمع بين ساحل خلاب بطول اكثر من 1000 كيلو متر تجولت فيها من الحدود التونسية الى المغرب وجبال خضراء وصحراء تمتد الى عمق الصحراء الكبرى، فلو استغلت سياحيا لكانت واردات السياحة اكثر بكثير من واردات الغاز والنفط، عدا منتجاتها الزراعية مثل العنب والحمضيات وتمور الدكلة التي طالتها يد التأميم في عصر بومدين، وزرت الجزائر في منتصف الثمانينيات وتجولت فيها فالتقيت بأحد أصحاب مزارع النخيل في بوسعادة التي أممت في عصر بومدين فشكى لي وقال كنا نعتني بالنخيل كأولادنا فكانت تدر علينا الخير والآن تحولنا من مزارعين الى تجار نشتري الدكلة من الحكومة لنبيعها في الأسواق.
7. انتخابات مجلس الأمة في الكويت. أن المرسوم الأميري بتعديل آلية التصويت في الانتخابات من 4 أصوات الى صوت واحد كان منطقيا لإنهاء سيطرة القبائل والتجمعات الكبيرة على المجلس فلو نحلل الآلية السابقة حسابيا فنصل الى النتائج التالية: قبيلة او تجمع بـ 10000 فرد او اكثر له حق التصويت يحق لهم تصويت لـ 4 أعضاء من 50 عضوا في مجلس الأمة ويفوزون في الاقتراع اي 8٪ من مجموع أعضاء مجلس الأمة لأن مجموع عدد الذين يحق لهم التصويت لا يتجاوز 422569 فرد اي معدل 8451 صوت للفوز بمقعد في مجلس الأمة، أن سيطرة مجموعة وحتى أن لم تكن لها اتجاه سياسي على 8٪ من أصوات مجلس الأمة تعتبر خللا كبيرا في العملية الديمقراطية. أن المشكلة في الكويت لا تنحصر في آلية التصويت وإنما بوفرة المال والطاقة البشرية الكبيرة بالنسبة لحجم الكويت وقلة الأعمال التجارية لاستيعاب الأموال الفائضة والطاقات الكامنة في الكويت. انصح أمير الكويت كي يتجاوز المواجه مع المعارضة الكويتية في أن يبدأ ربيعا اقتصاديا وتجاريا لاستيعاب الأموال الفائضة والطاقات العاطلة في الكويت بتبنى قرارا جريئا لا يقل جرأة من المرسوم الأميري لتعديل آلية التصويت: o تطبيع العلاقات مع الشعب العراقي متجاوزا الخلافات حول البند السابع والتعويضات ومعاملة العراق مثل الدول مجلس التعاون الخليجي، فأن التطبيع مع الشعب العراقي سيدرعلى الكويت أضعاف مبالغ التعويضات المختلف عليها. o تحرير الاقتصاد والتجارة وتعديل قانون الاستثمار ليشجع الاستثمار الداخلي والخارجي في الكويت وجعل الكويت مركز مالي للدول المجاورة. o إطلاق مشروع مدينة الحرير. o إطلاق مشروع المنطقة الحرة على الحدود العراقية الكويتية. o إطلاق مشروع خطوط السكك الحديدية ومترو الأنفاق. o إنشاء خطوط للسكك الحديدية للقاطرات السريعة التي تفوق سرعتها 300 كم في الساعة الى بغداد والنجف واربيل ودمشق وبيروت وعمان واستنبول كي تتحول الكويت نقطة وصل اقتصادية وسياحية الى العراق وسورية ولبنان والأردن وتركيا. أن المشاريع أعلاه معظمها عدى الأخيرة جاهزة للانطلاق حيث تتوفر الدراسات والمخططات ولا تعيقها الا القوانين الحالية، فأن انطلاقتها ستمتص كل الطاقات الكامنة ويصبح العمل في السياسة مضيعة للوقت لا تساوي استثمار الوقت والأموال فيها.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أخوان مصر قبروا الإسلام السياسي المعتدل
-
مجلس الأمن، مجلس استعماري لابد من إلغائه
-
الفساد الإداري وكيفية محاربتها
-
كركوك: -آني مو جبوري آني مجبوري-
-
تركيا الاردوغانية والتناقض الفكري والسياسي
-
يا ثوار سوريا اختاروا فدرالية المحافظات كي لا تعيشوا مأساة ا
...
-
النقد الذاتي
-
الشعب السوري يباد والعالم يتفرج
-
أوجه التشابه والاختلاف بين السلطان اردوغان والسفاح بشار الأس
...
-
كذبة السلطان اردوغان بدعم الشعب السوري
-
لابد من دمشق لانتصار الثورة السورية
-
هلوسة بشار الأسد
-
كيف ترد تركيا علي إسقاط طائرتها
-
إسقاط الطائرة التركية
-
الكويت والعراق
-
من ينقذ الإسلام من الظلام والإرهابيين
-
من سيفتقد نوري المالكي
-
رسالة الى ثوار سوريا
-
رؤيا مستقبلية للوضع الراهن في العراق
-
أين نحن من العالم المتحضر
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|