|
هكذا الرئيس مرسي.. (الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي )
احمد البهائي
الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 14:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد أن اعتبرت مجلة التايم الأمريكية ان الرئيس المصري أهم شخص في الشرق الأوسط، وفي حواراً له معها وعند سؤاله عما إذا كان يمكن أن يتراجع عن إصدار الإعلان الدستوري قال الرئيس مرسي ( لا .. ، فمن حق المصريين التعبير عن توجهاتهم وآرائهم، لكنها مسؤوليتي، وأنا أرى أكثر مما يرون، وأعتقد أنك رأيت استطلاعات الرأي الأخيرة، ويظهر فيها أن أكثر من 80%، حوالي 90% من المصريين يوافقونني فيما فعلته ، واستمر قائلا.. أعتقد أننا حققنا مكانة مهمة في حركتنا في التاريخ خلال العامين الماضيين، وخلال الانتخابات الرئاسية، رأيت ما حدث، كان هناك صراع غير عادي بين القوى القديمة وقوى الثورة الجديدة). من هنا دعونا نتناول موضوع الساعة الان وهما " الاعلان الدستوري الجديد الذي اصدره الرئيس مرسي والاستفتاء على مشروع الدستور الجديد " من الزاوية الاخرى حتى نصل الى المعطيات وتتلاقي الاضلاع ليكتمل الحدث لنحدد انفراجة برجل مقياس الافعال لتكون خير برهان لمعرفة مسببات الاسباب حتى تكون دلالة الاستنتاج يقينا بان هناك تشابه كبير يصل الى حد التطابق بين الفكر""التيار القطبي""نسبة للراحل سيد قطب الذي احد اضلاعه الرئيس مرسي والفكر "" المطلق الشامل لهيجل "" ، فهيجل يقسم الافراد الى نوعين * الاول أفراد بسطاء عاديون فهؤولاء لايصنعون التاريخ حسب رأيه ، *والنوع الثاني افراد اخرون مميزون وهم قلائل يرتفعون فوق مستوى الأفراد السابقين وهم رجال التاريخ ومن يصنعوه ومنفذوا الارادة العامة اي هم (وسطاء الروح العالمية ) كما يطلق عليهم هيجل، بمعنى أن هناك قوة إلهية على صورة قوة موضوعية تتحكم بأفعالهم لتحقيق صفحات التاريخ وسطوره من خلال الاعمال التى يقومون بها في حياتهم فلم يكونوا بذلك أسياد على أنفسهم ، و أن الروح العالمية تلك هدفها الاسمى السعى لتحقيق الحرية كما يظن من خلال افراد التاريخ هؤلاء ليكونوا في شكل "الدولة" حيث يمارس قانون التاريخ فعله بشرط وجودهم كدولة ، أي أن الحرية هي حرية الدولة ويجب ان تكون نابعة منهم فهم يحددوها لانهم الدولة بعينها بكل عناصرها وسلطاتها ، وهذا يعني أن يمارس الأفراد حريتهم من خلال الدولة والخضوع لها كلية ، وبذلك لاوجود لحرية فردية بل يوجد حرية كلية تؤخذ منها حرية الفرد ، حيث يرى هيجل ان الحياة السياسية تتطور بإستمرار من خلال مفهوم الفضيلة والعدالة حسب اعتقداته الفكرية والايديولوجية والمرحلية ، وإن الدول تتسع من حيث المساحة وعدد السكان وهذا يجعل من المستحيل مشاركة الجميع بشكل مباشر في( نظام الدولة ودستورها) فالفرد يحقق ذاته من خلال الدولة التي يستمد منها القيم الحقيقية والروحية ، فالفرد ليس له أخلاق خاصة به بل هي كلها يكتسبها وتأتي له من خلال الدولة التي لا يستطيع مقاومة سلطتها أو الإعتراض عليها .
هكذا فكل ما يقوم به الدكتور مرسي وتياره القطبي من اجراءات وما يتخذه من قرارات منذ ان اصبح رئيسا يبين لنا بما لايقطع الشك انه يطبق الفكر الهيجلى بكل حذافيره باسلوب الحكم المطلق ، فبحسب الدكتور مرسي لا داعي ان يكون ملكا لتطبيق فكرة الحكم الطلق فتكفي البيعة ، لتمركز السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في يد من يخصه وتحصين قراراته ضد الاعترض ،فالرئيس مرسي يعلم ان السلطة القضائية بمفهوم الدولة حسب الفكر الهيجلى لا تحقق المبتغى ألا بأعتبار الدولة منزهة عن كل شيء وإعتبارها الفكرة الإلهية على الأرض ، وبالتالي لابد ان يكون الفصل وتطبيق الاحكام محصنة ضد الاعتراض لانها تصدر من افراد يصنعون التاريخ بل هم المحرك والقود في آنا واحد للتقدم التاريخي ، وبما أنهم منفذوا إرادة التاريخ اذاً لابد ان يتحكموا في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وهذا ما نجده عندما يتحدث الدكتور مرسي حيث يذكر دائما الدولة مركزا على السلطة التشريعية وكيف تكتمل السلطة الادارية بسلطة الاحكام كما يتبناها هيجل في مفهومه للدستور وهو السلطة التشريعية والسلطة الادارية والسلطه الشاملة للاحكام ، حيث يرى الرئيس مرسي أن الحكم المطلق حتى لو اصبح مستبد هو الأمثل لأنه يتصف بالكلية ومخول له ذلك بارادة تاريخية ، فالدولة عند الرئيس فوق القانون وفوق النقد الأخلاقي و فوق التعدد الفكري ، ف بالقرارات الاخيرة الرئيس مرسي يخلط بين إرادة الحاكم والإرادة العامة للشعب حيث أعتبرا أن الحاكم يمثل إرادة الأمة وان جميع قراراته تعبرعن رغبة الشعب وهذا غير صحيح بالمطلق ، حيث اعتبرهو نفسه الدولة والدولة بفضله تصبح كائنا عاقلا مفكرا لا تحيا الا بوجوده وليس للأفراد العاديون الذين لا يصنعون التاريخ كما يظن هو وجود معنوي إلا بكونهم أعضاء فيها خاضعين لارادة التاريخ الذي هو وقوده ومحركه اي ارادته كما كان في النظامين النازي والفاشي ،فالافراد العاديون اذا انعزلوا او تمردوا على الدولة فلا قيمة لهم فهم يكتسبوا قيمتهم من الدولة اي الافراد الاخرون النوادر الذين يصنعون التاريخ الذي هو واحد منهم الفكر القطبي . ففي تطور سياسي خطير جدا يتحمل مسئوليته الرئيس مرسي وجماعته "اعلنت المحاكم المصرية تعلق العمل بها لحين إلغاء الاعلان الدستوري الجديد" ، فهل يعقل ان رئيس جمهورية في حجم دولة ك مصر دولة المؤسسات أن يتهم المحكمة الدستورية العليا بتسريب احكامها قبل اصدارها ؟ !! عن جد امر خطير لم يحدث على الاطلاق في العصر الحديث في اي دولة مؤسساتية ، فمصر تمر بمرحلة خطيرة فالازمة اخلاقية في المقام الاول وللاسف من طرف جماعة منّ الله عليهم بعد ضعفهم وجعلهم على رأس المؤسسات والان يحاولون بيعها فارغة من فحواها لشعب هو اول من تغنى بها كتابتا ولحنا وعزفا ونقلت منه كنموزج يحتذى به ، واخيرا قيام اتباع الجماعة بالزحف على مقر المحكمة الدستوريه العليا ومحاصرتها ومنع القضاة من تأدية الواجب القانوني ،اذا انتهت دولة المؤسسات العريقة لصالح دولة منطق الجماعة الكلية لتشرع وتنفذ وتقضي . اخيرا تعالوا نتأمل معا ما ضربه الرئيس مرسي مثلا بفيلم "كوكب القرود" اثناء حواره مع مجلة التايم قائلا ( عندما كان القرد الكبير، الذي كان رئيس المحكمة العليا في الفيلم، كان أحد العلماء البشر يخدمه، ويقومان بتنظيف الأشياء وكان مقيدًا هناك، وكان كوكب القرود بعد التأثير المدمر للحرب الكبيرة، وتأثير القنابل النووية، وكان العالِم البشري يطالبه بأن يفعل شيئًا، كان هذا بعد ثلاثين عامًا، قال له لا تنس أنك قرد، لا تسألني عن هذا العمل القذر، فماذا قال القرد الكبير؟ قال: أنت بشري، أنت من فعلت ذلك بنفسك، وهذا هو الاستنتاج، هل يمكننا أن نفعل شيئًا أفضل لأنفسنا؟)هكذا الدكتور مرسي.. الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي . وللحديث بقية.....
#احمد_البهائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل أخطأ مرسي ؟ .. نعم
-
الجماعة -متى تقرأ تاريخها ..؟! -
-
قرض لا بد منه
-
اوباما رئيسا --متى سيتعلم العرب--
-
اوباما لايفعل ما يقول..
-
المناظرة الثالثة وحقبة - الحرب الباردة -
-
.. اذا فالدستور كما هو لم يتغير
-
النظام المصرفي بين الأسلمة والتقليدي
-
طبيا احيانا الموت بسبب المضاعفات ..كذلك اقتصاديا
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|