أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الخطباء الغاوون














المزيد.....

الخطباء الغاوون


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 00:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نكاد نتفق مع الرأي القائل بان الرئيس المصري محمد مرسي لم يكن على علم –ولا رغبة- بما تفوه به خطيب الجمعة في احد مساجد القاهرة مشبها اياه بالرسول الكريم, ولكن هذا لا يمنع-في نفس الوقت- ان نثق تماما بما صدحت به الحناجر الغاضبة التي وصفت فضيلة الشيخ بـ" إمام السلطة ".
فقد تكون هفوة, او زلة لسان, اواستدرارا لرضا الحاكم هو ما دفع امام المسجد لهذا القول, ولكنه كان يقصد يقينا كل ما قاله, ان لم يكن قد اوحي –او لقن- به مسبقا من قبل دوائر الحزب الحاكم,خصوصا في وقتنا هذا الذي استبدل فيه السلاطين شعراؤهم بخطباء المساجد, وبالتأكيد ان السيد الرئيس لم يكن ليضع جبهته على سجادة الصلاة ما لم يكن مطمئنا تماما الى ان الخطيب لن يخرج عن الثيمة –الرسالة- التي يريد الاخوان تمريرها الى المجتمع ,الا وهي ان ايام الثورة قد ولت, ولنعد الآن الى احاديث تحريم الخروج على الحكام..
لم يطل الامر بالجماعة التي اسرفت بالتبشير بالديمقراطية والدولة المدنية حتى تضعضعت شعاراتهم الوطنية امام مغريات التموضع فوق رقاب العباد والامساك بمقاليد الامور ليقوموا باعادة انتاج تقنيات الحكم القمعي المستبد, ام لم يكونوا قد تجاوزوه من خلال نسج هالة من القداسة الزائفة حول رموز الجماعة بالاستعانة بحناجر المئات من الخطباء والدعاة الذين استمرأوا الدعاء لمن في يده الحول والقوة متعدين بزعيقهم حد تحريم مسائلة الحاكم حتى عن طريق القضاء او الاجهار برفضهم لبعض قراراته..
ليس من الحكمة ان يبدأ الرئيس المنتخب ولايته بالتنكر للقيم الديمقراطية والتعددية التي قامت عليها-ومن اجلها- الثورة التي اوصلته وجماعته الى عرش مصر, وليس من المفيد ان يتخلى عن قيادات الثورة الشبابية والنخب السياسية الاخرى ليستبدلهم بممتهني التلون والتلبس بكل ما يناسب الزمان والمقام والتقنع بدين محدثهم خصوصا ان كان من ذوي الشوكة والطول..
ان "الرسول لم يستشر نخبة قريش فى قراراته"، هكذا يقول الخطيب في حضرة رئيسه, وهذا ما يجب ان يسمعه ويعيه المصريين, وان يطيعوه..دون التساؤل عن ماهية الاله الذي يوحي للرئيس قراراته التي لا يأتيها الباطل, وهل ستكون اجاباته عن معضلات العيش على الارض بقدر سهولة معرفته الدقيقة بدروب السماء..
يقول خطيب آخر, ان المحتجين على الرئيس"سفلة لا دين لهم"ويعدد حالات عديدة من التحرش والاغتصاب سادت ساحات الغضب كان لفضيلته فسحة احصاءها واحدة واحدة, وكل هذا في ظل الحكم الذي يتبجح ان ما جاء به للحكم هي صناديق الاقتراع الحر, مما يشير الى ان الهتاف بالشعارات الديمقراطية لم يكن الا تضليل مبيت للمرور الآمن من خانق الصندوق الذي لم يعتد عليه الاسلاميون .
وهذا ما يبدو ان الشعب المصري اصبح يفهمه بصورة جيدة واعيا بان هذه الجماعة التي اسرفت في ممارسة المن والاذى في حق الشعب المصري بانها كانت السبب في نجاح الثورة مغيبة ومعتمة على تضحيات ونضالات الشعب المصري البطل وصموده الاسطوري ,والتي اختصت لنفسها بالفضل في انجاح الحراك الشعبي الذي ادى الى انتصار الثورة في اسقاط رأس الحكم المصري.. تتحمل الآن المسؤولية الاكبر في الارتباك الذي يسود المشهد السياسي المصري بسبب تنكبها الطريق الذي خطه الشهداء بدمائهم ,وتشبثها اللاهث بالتفرد في ادارة البلاد دون النظر الى المعضلات التي قد تصاحب هذا الخيار..وهذا ما سيضعها في مواجهة مباشرة وطويلة مع قوى الشعب المصري الحر الذي يستثقل بالتأكيد ان يمضي في طريق ثورته وهو مكبل بمحاولات قوى الاسلام السياسي في تمرير شكل مشوه للديمقراطـــية المقنعة التي تنتحل الآليات القانونية والدستورية كاسلوب تقية للوصول الى الحكم ,والتي ترى مخالفيها بانهم مجرد "سفلة لا دين لهم"..

لن يفيد الرئيس اذا فقد تواصله مع جماهير شعبه ان يشبهه بعض الفقهاء الغاوون بالرسول, فقد سبق للشاعر البحتري ان بح صوته وهو يقسم" بالبيت الحرام ومَنْ جرت اباطحه"ان الخليفة المعتز بالله هو من سيحمل امة احمد على سنن الحق, ولكن ذلك لم يمنع -بعد ان دارت عليه الدوائر وفقد الشرعية الشعبية-من اخراجه من قصر الخلافة"حافيًا ليس عليه إلا قميص مقطع "والدم يسيل من جميع أنحاء جسده، قبل ان يجبر على خلع نفسه من الخلافة عن يدٍ وهو وبطانته-وخطباؤه- صاغرون.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو قراءة جديدة للتاريخ
- الرئيس الفقيه
- الله لن يضيع مصر..او هكذا نأمل
- لا وقت للحياة في غزة
- ثقافة خارج الذاكرة
- خيبة واحدة وخمسة جبهات
- فضيلة المفتي و-الشيخة-دينا
- ماذا لو مر بنا..(ساندي)
- علاج الزعماء العرب خارج الاوطان..
- اخوان مسلمون..أم خونة بغاة؟؟
- السحت الاعلامي
- الاصلاح وفوبيا التغيير
- مبادرة الشيخ حمد..دعوة الى الوهم
- ثقافة الاستقالة
- اوطان وهويات
- شرق هائج وغرب متضجر
- السلفيون والاخوان المسلمين..في مفترق الشريط المسيء
- هل هناك من مؤامرة؟؟
- شريط مسيء..شوارع محترقة
- النوادي الاجتماعية في بغداد..مرة اخرى


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الخطباء الغاوون