محمد رحمون
الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 16:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يصعب إن لم اقل يستحيل أن تجد مناخا مستقرا وملائما لتفكر في قضايا التاريخ والإنسان والدين والأدب بكل حرية.
لماذا؟؟
إن الثقافة آلية تلعب دورا خطيرا في تشكيل الوعي والتصورات والحقائق التي يعيش عليها وبوساطتها الإنسان، إنها تجعله يفرق بين الخطأ والصواب، بين الحلال والحرام، بين النافع والضار، بين الصديق والعدو، إنها بعبارة أخرى تصنع المعايير والمقاييس،إنها تصبح مقدسة كالآلهة المعبودة، لأنها تعتبر في المخيال والوعي الإنساني الملهم الروحي والمغذي المعرفي، إنها تلك الزاوية التي نلجأ إليها، ونحتمي بها إذا داهمتنا المصائب وقذف بنا التاريخ إلى هوامشه.
عندما يستيقظ وعيك يوما ما، وتجد نفسك تواقة لمعرفة ما لايعرفه الناس، عندما تأخذ فسحة بعيدا عن الضوضاء، وتتأمل وتتدبر بتعقل شخصيتك، وما يشكل وعيك ووعي الطائفة التي تنتمي إليها، أو بالأحرى التي فرضت عليك ماذا تكتشف ؟
تكتشف انك مكبل من كل الاتجاهات وانك فاقد للحرية، فهل بإمكاننا قلب التصورات والحقائق التي اكتسبناها في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا وإعلامنا و...؟ أنا لااقصد التمرد الساذج الذي يخفي نوايا براغماتية،بل اقصد بالأساس أن نجعل الذات في مواجهة التاريخ والمجتمع، ونترك لها كامل الحرية لتنشئ حقائقها الخاصة،بهذا نجعل الإنسان يعيش بالاختيارات وليس بالنصائح والأحكام...
هذه ليست استرجاعات للموقف الرومانسي أو المثالي ، بل هي ارتدادية مشروعة للموقف الأصلي للذات الذي أظنه حرية الاختيار، والتي لازلت اشك في واقعيتها.
انك لن تجد الراحة النفسية إلا إذا وافقت على ما أقرته وتعارفت عليه الجماعة، حتى وان كان ذلك وهما صنعته الثقافة.
ماذا يعني أن نكون ذاتيين في تفكيرنا؟؟؟
معناه أن نفتح حربا مفتوحة مع الثقافة ،اقصد مع من شكلتهم ،"أولئك العباد الأبرار".
#محمد_رحمون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟