أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - الصمود بوجه الحملة الأمريكية، حتى ولو سقط -صدم حسين- في الساعة الأولى من الحملة!















المزيد.....

الصمود بوجه الحملة الأمريكية، حتى ولو سقط -صدم حسين- في الساعة الأولى من الحملة!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 272 - 2002 / 10 / 10 - 02:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

ليس خافياً على أحد، إن الولايات المتحدة عازمة على ضرب العراق، بذريعة إمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل أو لدعمه للإرهاب و ما شابه ذلك. هذا الحرب الذي تبتغي الولايات اللمتحدة إشعالها، والتي تخلق له شتى الحجج الباطلة والواهية، والبعيدة كل البعد عن هدفها الحقيقي وعلى عكس ما هو معلن وما تروج لها وسائل الإعلام والصحافة المأجورة، إذن فهدف الحرب ليس إسقاط " الديكتاتور" أو نزع " اسلحة الدمار الشامل العراقية " بل لصياغة " النظام العالمي الجديد" الذي علق الولايات المتحدة آمالها عليه منذ أزمة وحرب الخليج الثانية في سنة 1991 . إن ما هو اساسي في الأستراتيجية الأمريكية منذ البداية كانت مسألة تفردها في قيادة العالم، وهذه الأستراتيجية تقتضي طرح؛ الأمم المتحدة وكل المعاهدات والمواثيق الدولية والتحالفات السابقة التي أبرمت في عهد الحرب الباردة، جانباً وفرض العمل بقوانين وتوجهات أمريكية وحسب ما تقتضي سياساتها و إقتصادها على الصعيد العالمي، وكذلك جعل كافة القوى المنافسة الأخرى في العالم أقزاماً بالنسبة لها، هذه هي صلب الإستراتيجية الأمريكية، لذلك تحاول بكل قواها كي تعمل بشكل منفرد وخارج إطار الأامم المتحدة، حتى إذا وافقت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على خطواتها. ذلك لأن الموافقة الجماعية من لدى مجلس الأمن الدولي، هي اساساً تعني بقاء توازن القوى السابقة بشكل أقل لصالح الولايات المتحدة، اي يعني مشاركة الأخرين في السلطة والنفوذ العالميين، وهذا ما يتعارض مع الإستراتيجية الأمريكية.

إذن فإن الولايات المتحدة اليوم أمام إمتحانها الأخير للفوز بإستراتيجيتها، في حين أصبح العراق بؤرة وساحة لصياغة هذه الإستراتيجية، فإذا تمكنت أمريكا الفوز بها منفرداً، فسيسير الامور في العالم حتى عشرات السنيين المقبلة، حسب المصالح الأمريكية و سيصبح حديث بوش السابق " كل ما نقوله يمشي"  شيئاً مألوفاً في السياسة العالمية، والعالم ستواجه مرحلة جديدة لا مثيلة لها من قبل في التأريخ العالمي. ولكن أمريكا تعلم جيدا" بأن هناك معضلات وموانع جدية تواجهها، فهي تحاول جاهدا" أن تتخطى كل تلك المعضلات والعقبات، التي تمحورت حاليا" حول قضية ضرب العراق و إزاحة رئيسه الدكتاتور. وإذا قدرت لها الفوز في هذه المنازلة على الرغم من كل تلك الصعوبات والموانع، سيصبح كوكبنا، وكل الحركات التحررية والردايكالية والعمالية، أمام خطر التحجيم وإنزال الضربات بها  من قبل هذا الغول الجديد تحت غطاء " خطر الأمن القومي الأمريكي" أو بذريعة عدم " توافقها مع المصالح الأمريكية "، وعليه فإن هذا الغول لا يعرف سوى المصالح الإقتصادية لشركاتها الكبرى، ويقذف يوميا من جراء جرعة القانون الالآف إلى الشوارع من خلال رفع اسعار النفط او تحديد سقف إنتاجه، كل ذلك حسب مصالحها للسيطرة على عالم اليوم.

إذن فنحن لسنا أمام حرب محتملة بين دولتين، بل أمام هجمة أمريكية شرسة ومتغطرسة، منفلة من عقالها، أمام مختبر لإختبار أحدث أنواع الأسلحة الفتاكة والدمار الشامل ستستخدم نفس الأسلحة التي جعلتها ذريعة لتخوض ذلك الصراع من أجل إزالتها، فيا له من كذب وتضليل. فموضوع البحث واالحملة الذي امامنا هي ليست من أجل إسقاط " الديكتاتور" بل لفرض الهيمنة الأمريكية المطلقة على العالم أجمع، وعليه فيجب الوقوف بكل قوة بوجه هذه الحملة، وعدم إفساح المجال باي نوع كان وتحت أي غطاء كان لتبريره، وتحديدا" كالحجج و الذرائع التي عادةً ترفعها المعارضة البرجوازية العراقية " كإسقاط النظام " و " خلاص العراق من الديكتاتورية و بناء حكومة ديمقراطية تداولية على أنقاضها" و...

ومن جانب أخر أن إستدلالات الولايات المتحدة لضرب العراق تعتبر، هراء محض، خصوصاً إذا نرجع إلى تأريخ الولايات المتحدة وسجلها الأاسود في مجال إستعمال اسلحة الدمار الشامل في فيتنام والعراق و سياسة الحصار الإقتصادي ضد العراق التي راح ضحيتها اكثر من مليون إنسان و القنبلة النووية في هيروشيما، و ودعمها ودفاعها عن كل القوى الرجعية والدكتاتورية على الصعيد العالمي، في أمريكا اللاتينية وإسرائيل وتركيا وجنوب شرق آسيا. وإذا نظرنا إلى المسألة من زاوية أخر فهل اسلحة الدمار الشامل يوجد فقط لدى العراق؟ وحتى إذا فرضنا ثبوت وجود هذه الأسلحة لديها! فإن الحكومة الإسرائيلية عشيقة أمريكا المدللة ومحبوبتها لديها أيضا" من هذه الاسلحة أكثر مما لدى كل حكومات المنطقة قاطبة". فإذا نظرنا إلى هذه المسألة خارج الضجيج و الهياج والصياح التي تروجها الصحافة المأجورة من سي أن أن و بي بي سي و... ستظهر مدى الكذب والنفاق لكل هذه الإدعاءات.

إن أحدى إفرازات هذا الحرب إذا وقعت عل صعيد المنطقة والعراق، ستكون إتساع رقعة الصراعات القومية والديينة، ونهوض وتقوية الأسلام السياسي، والقومية العمياء، وستأثر سلبياً على كل الحركات التقدمية واليسارية، هذا ناهيك عن الماساة الإنسانية والإقتصادية والويلات التي ستولدها.

إن سقوط النظام، هو أمل لكل محبي الحرية والتقدم والعلمانية، ولكن علينا أن نتعرف على جوهر الحملة والموضوع، كما ذكرنا أعلاه. إن محور االنضال اليوم لكل محبي الحرية والتقدم والعلمانية والحداثة، هو الوقوف بحزم ضد الحملة الأمريكية المزعومة، و تنظيم حركة إجتماعية واسعة على الصعيد العالمي لدرء الخطر الناجم منه على الأنسانية جمعاء، حركة تهدف إلى كسر الغطرسة الأمريكية، وتعمل جاهدا" على إبعاد العالم و الإنسانية من الكارثة التي سيتعرضون لها في مستقبل قريب. فالمسألة المطروحة على بساط البحث حاليا" وكما أشرنا إليها " ليست إسقاط صدام حسين أو دكتاتور العراق، وعليه أن شعار هذه الحركة لن تكون" لا لصدام لا لبوش"، بل يستوجب الوقوف بحزم وثبات ضد الهجمة الأمريكية"، لأنه وبكل صراحة هذا هو محور الموضوع وأصله، أنا أعلم أن الشعار الأخير يمثل شعارا" لكل محبي الحرية والتقدمية، ولكن مثل ذلك الشعار لا يعبر عن هذه المرحلة، ولا يمثله لانه ببساطة نحن لسنا أمام حرب بين دولتينن بل أمام هجمة أمريكية لمسألة أخرى. ولذلك فإن إستخدام و رفع هذه الشعارات من قبل اي حركة إجتماعية أو أي حزب و ومنظمة سياسية تجعلها تتموضع في الخندق الأمريكي، وتؤثر سلبياً على الحركة المعادية للحرب وأهدافه، وعليه يجب أن نعزز حركتنا، بوجه الحملة الأمريكية. نحن قلنا أن حرب الخليج الثانية ليس حرباً لتحرير الكويت وليس حرباً لإسقاط " الديكتاتور" قلنا إن ذلك الحرب هي لصياغة " النظام العالمي الجديد" و برهنت الأحداث صحة اقولنا، واليوم نقول أن الحملة المزعومة ليس حملة لإسقاط " صدام" حتى ولو سقط  في الساعات الأولى من الحرب.  7/10   

 



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العسكرية؛ دكتاتورية الطبقة البرجوازية في مرحلتها الإ ...
- ردُّ على، ردّ حركة الديمقراطيين العراقيين لرسالتنا!
- - المراة العراقية- تطالب بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة ...
- اليمين الإسرائيلي بقيادة شارون، مسؤولُ عن إستئناف العمليات - ...
- حول موافقة دكتاتور العراق- صدام حسين- على عودة المفتشيين الد ...
- نقد نقادنا، على هامش مقال " للأستاذ " والي الزاملي
- رسالة مفتوحة إلى حركة الديمقراطيين العراقيين حول ندائكم المو ...
- العالم يقع بين شكلين من الإرهاب
- شباب العراق بين مطرقة القومية وسندان الاسلام السياسي!
- الحرب ضد العراق ليس حتمية!
- يجب صد السياسة التركية، تجاه كردستان العراق!
- الخطة العشرية للنهوض الاقتصادي والإجتماعي والطبقة العاملة في ...
- الشيوعية العمالية والإئتلافات في المعارضة البرجوازية العراقي ...
- لجنة تقصي الحقائق الدولية لجنين ضحية لرَفع الحصار على الرئيس
- جنين، وصمة الخِزيْ، على جبين " الحكومات الغرب" !
- عيد ميلاد الديكتاتور العراقي، يوماً للتحدي أو تركيعاً للمواط ...
- حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتن ...
- كولن باول رجع فاشلاً !
- المعنى السياسي لقرار ديكتاتور العراق بوقف تصدير النفط ؟!
- الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - الصمود بوجه الحملة الأمريكية، حتى ولو سقط -صدم حسين- في الساعة الأولى من الحملة!