أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي فردان - لو كان الحريري شيعياً














المزيد.....

لو كان الحريري شيعياً


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 10:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


رحمك الله يا رفيق الحريري، ورحم الله الشهداء الذين قضوا معك في الحادث الآثم. من شاهد صور العمل الإرهابي خُيّل له بأنها حرب حقيقية من شدة الانفجار. لقد خسر العرب جميعاً الشهيد الحريري، كما خسره لبنان. رحم الله الشهداء الذين قضوا في حوادث الإرهاب في السعودية والكويت والعراق، وجميع دول العالم. كلما فكّرت في مقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري يوم 14 فبراير الماضي، أي قبل حوالي شهر من اليوم، ينتابني شعور بأننا نحن العرب والمسلمون، وحتى العديد من دول العالم نمارس النفاق والكراهية والطائفية بشكل أو بآخر.
لو كان الحريري شيعياً لتم اتهام حزب أو حركة شيعية باغتياله وأن ذلك تصفية حسابات للوصول إلى منصبٍ ما، أو حتى لجمع أموال الخمس، وإذا ما كان الحريري ينتمي لحركة أمل، فسيتم اتهام حزب الله بمقتله، والعكس صحيح.
لو كان الحرير شيعياً لما سمعت الحكومات العربية تُدين العملية الإرهابية كما هي الآن، ولما سمعت الجامعة العربية تتحدث عن العملية الإرهابية وتدينها أكبر إدانة، ولما ذهب أحد من "القادة" العرب لتعزية عائلة الفقيد في لبنان، ولما رُفِعت الأعلام السود والحداد في لبنان وغيره.
لو كان الحريري شيعياً لنشرت الأخبار نبأ مقتله كما تنشر الآن القنوات الفضائية العربية أخبار المذابح في الشعب العراقي على يد الإرهابيين من أتباع التيار السلفي الوهابي، ملتزمين "الحياد" حيث لا إدانة ولا استنكار؛ كما تم نشر خبر استشهاد السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله بتاريخ 29 أغسطس 2003 م في عملية إرهابية ضخمة نتج عنها العشرات من القتلى والمئات من الجرحى. وإذا ما تمّت إدانة العملية الإرهابية، فهي تتم على استحياء مساويةً بين الضحية والجلاّد، داعيةً إلى "حقن دماء المسلمين"، وكأن الضحية هو المسؤول الأول عمّا حصل له.
لو كان الحريري شيعياً لقرأت في مواقع النت السلفية الوهابية التشفّي في مقتله مهنئين بعضهم بعضاً بمقتل "الرافضي الخبيث"، ولقرأت الكثير من الكلام "الساقط" والتعليقات "القبيحة" على مقتله، ولأتبعوا ذلك بدعائهم بمقتل المزيد من "الرافضة عملاء الغرب أحفاد بن سبأ والعلقمي" كما هو الآن على موقع الإسلام اليوم وغيره؛ فالكل يُشيد بالعملية الإرهابية في الموصل وقبلها في الحلّة، كما أشادوا من قبل بمقتل الحكيم، بل وصل إلى أن والد الإرهابي الأردني المسؤول عن تفجير الحلّة يستقبل التهاني "باستشهاد" ولده وأنه قتل "الرافضة العراقيين" وتم نشر ذلك في الصحف الأردنية.
لو كان الحريري شيعياً لما تحرّكت قريحة الكتُّاب "العرب والمستعربون" في الحديث عن مزايا الحريري، وهو حقاً يستحق ذلك، ولكان الحديثُ عنه يأخذ منحاً آخر، وهو أخطاءه التي لا تُغتفر وخَلقه للعديد من العداوات مع جِهات عدة، مما أدّى إلى مقتله، وكأنه تبرير للعمل الإرهابي وللإرهابيين، وكأنه دعوة لقتل المزيد ممن نختلف معهم في الرأي.
لو كان الحريري شيعياً، لشممت رائحة الطائفية النتنة في كتابات الصحافة العربية، والمصرية تحديداً، ولما سمعت كلمة واحدة تُثني عليه بأنه عمل ليل نهار لصالح لبنان وشعب لبنان ووحدة لبنان، بعيداً عن المزايدات، مستثمراً جُلّ وقته ومساعيه وماله في الحفاظ على لبنان للبنانيين جميعاً، فبادلوه حباً بحب.
لو كان الحريري شيعياً لما تمّ توجيه مبطن من قِبل أكثر من صحفي مُتّهماً الأخوة السنة بمقتله، ولكن لأن الشهيد الحريري سُنِياً، فقد ارتفعت أقلام المرضى بالتلميح بأن الشيعة وراء مقتله لأنه يمثل الطائفة السنية في لبنان. لقد تحدّث أكثر من صحفي، وخرج أكثر من "مشبوه" يتحدث عن سنة لبنان ومصلحة أطراف "أخرى كارهة للسنّة" بأنها تقف وراء مقتل الحريري.
لو كان الحريري شيعياً لتم تبرئة إسرائيل من العملية لأنه "عميل لإسرائيل" ومقتله "خسارةً لها"، فهو في الحياة "ملعون" وبعد مماته متّهم بالخيانة لأمته ودينه ووطنه؛ كما هو الآن من اتهام حزب الله بالعمالة لإسرائيل، فقط لأنه شيعي. هذه التُهم تأتي من "أنصار السلف والفرقة الناجية"، لأنهم فشلوا في مسعاهم في أفغانستان والشيشان وكل الدول التي دخلوها، أحزنهم انتصارات الشعب اللبناني وحزب الله وقدرتهم في تحرير جنوب لبنان، لذلك بذلوا جهوداً جبّارة تتهم الحزب وأعضاءه والمسؤولين فيه بالعمالة لإسرائيل بحجة أن إسرائيل قوة كبرى ولم تقضي على الحزب، وكأنها دعوة لإسرائيل بتصفية حزب الله والشيعة في لبنان.
لو كان الحريري شيعياً، لما ترحّمنا عليه.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جفّت الأقلام ورُفِعت الصحف
- طائرة نقل خاصة لعرفات ولباس مدرسي واحد لخمس بنات!
- لن أعتذر يا شيخنا ..
- مكاشفات في فكر صالح الفوزان
- يا شيخنا لو زرتنا ..
- مبروك لأهل القطيف حرمانهم من لجان الانتخابات البلدية
- مع -مكاشفات- الطائفية
- الهدف السياسي من قانون التجنيس السعودي
- إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي
- العالم السفلي للمرأة السعودية
- مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي
- دستور وفتاوى .. رمضان كريم
- وزارة الداخلية تضطهد المرأة السعودية
- شيعةً وسنة ندين اعتقال الشيخ مهنّا
- أنا ضدّ الإصلاحات السعودية !
- لماذا يا شبكة راصد؟
- المؤمنون الثلاثة: ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
- الشيعة والحكومة السعودية: من يحتاج لصك غفران من الآخر
- الشيخ صالح العبيد: إذا حدّث كذب!
- الحوار التمدّن في مواجهة الجاهلية السعودية


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي فردان - لو كان الحريري شيعياً