أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم بسما - زيارة قبر حافظ الأسد في هذه الأوقات الحرجة














المزيد.....

زيارة قبر حافظ الأسد في هذه الأوقات الحرجة


هيثم بسما

الحوار المتمدن-العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 10:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما حصل في جامعة اللاذقية (تشرين) أشبه ما يكون بمشهد كوميدي حقاً، فقد ألغيت العديد من المحاضرات واستنفر الوكيل الإداري للجامعة وهو يزرع أرض الممر أمام مكتبه ومكتب الوكيل العلمي ومكتب رئيس الجامعة جيئة وذهاباً بحركات تمثيلية بحتة بحثاً عن شيء ما أو شخص ما لم نكن لنهتدي لذلك على وجه اليقين! ثم دخل مكتبه و بدأ صراخه يعلو وهو يتكلم هاتفياً مع "اللجنة الأمنية" طالباً إليهم بتسجيل أسماء جميع هؤلاء "المتباطئين" ليفرجيهم...! بعد دقائق تجمهر أعضاء قيادة فرع حزب البعث بالجامعة مع رئاسة الجامعة ووكيليها - بمن فيهم الممثل المستنفر آنف الذكر- وعمداء الكليات أمام السيارات التي استلموها بفضل "مناصبهم" التي جلسوا بها بفضل تزكية فروع المخابرات وحزب البعث ومن ثم انطلقت تلك السيارات.... وبقيت تلك المشاهد أحجية لي لما فيها من غموض لما يحصل من أمر ولا شك أنه هام جداً جداً ولانسمع به! لم أعرف ما سبب هذا الحراك والانطلاق ووجهة المسؤولين! ولكن ذلك لم يدم طويلاً حين شرح أحد المراقبين الأمر لي حين قال: "إنهم ذهبوا إلى الضريح...." فسألته أي ضريح؟ فقال: هل أنت غريب عن هذا البلد؟ أوتظن أنهم سيذهبون إلى ضريح الحريري!؟ إنهم ذاهبون إلى ضريح حافظ الأسد في القرداحة، و حين سألته سؤالاً آخر تابع قائلاً: "كما تعرف يا أستاذ في كل الأوقات وبمناسبة وبلا مناسبة يذهبون لزيارة الضريح وفي هذه الفترة إذ تكثر المؤامرات الامبريالية والصهيونية ضد إنجازات الرئيس المرحوم لا بد من زيارة الضريح ليستهلم هؤلاء القادة والمسؤولون ما يجب عمله في هذه الأوقات الحرجة...." ظننت أولاً أن هذا يمزح ولكن تقاطيع وجهه وكلامه تركاني بدون أدنى شك أنه يتكلم جدياً أن هذا هو السبب لزيارة فطاحل العلم إلى قبر الأسد ...ربما سمع هذا بسبب الزيارة الآن من غيره أو من الأوساط المطلعة...! لم أشأ أن أتكلم أكثر عن الموضوع لأنني لا أريد أن ينقل عني أنني مهتم به أو أستهجنه...فأنا بغنى عن ذلك، الآن على الأقل.
أن يذهب هؤلاء البعثيون أو من عيّنهم البعث في المناصب إلى قبر حافظ الأسد في القرداحة بشكل متواصل فذلك طقس كوميدي بما فيه الكفاية، وأما أن تصبح زيارة الضريح عامل وحي واستلهام لتلك العقول المخططة والنخبة في البلد فهذه هي المأساة بحق أكثر منها مهزلة. إن ننس كم يستهلك الحج إلى قبر حافظ الأسد من وقود تستهلكه تلك السيارات، وكذلك إن ننس كل المصائب الأخرى المرافقة لهذا الحدث، فيجب ألا ننس كم هو مكلف تعطيل المحاضرات على الطلاب...إلا إذا تناولنا ذلك من منظار أن من يلغي المحاضرات لزيارة قبر حافظ الأسد ليس لديه ما يعطيه أو يحاضر به بالأساس إلا التزمت والكراهية. أمن أجل طقس زيارة قبر حافظ الأسد ذهب هؤلاء إلى الخارج للدراسة والتخصص بكلفة عالية بالعملة الصعبة؟ أمن أجل زيارات قبر حافظ الأسد كتب هؤلاء أطروحات منحت كل منهم لقب دكتور؟ ونعم الدكاترة...! في اليوم التالي كان زوار قبر حافظ الأسد الكرام يتساءلون بشكل علني عن الهدية التي حصل عليها فقط قلة منهم من حراس القبر الذين وزعوا حمالات مفاتيح وساعات يد تحمل صور حافظ الأسد، أما الهدايا التي لم تحمل صور حافظ الأسد فقد كانت رباطات عنق صفراء اللون... بلون أعلام حزب الله...!

اللاذقية 12. 3. 2005



#هيثم_بسما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست محامياً عن العلويين وأتمنى زوال نظام الأسد اليوم، ولكن
- غوغائية بعثية سورية في سطور
- حافظ الأسد يظهر في القمر مرتدياً نظاراته الشمسية
- ملاحظات تستحق النشر عن كراهية السيد الرئيس بشار للدكتور عارف ...
- رئيسنا أراد إيجاد قاعدة شعبية له بالقوة بين العلويين


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم بسما - زيارة قبر حافظ الأسد في هذه الأوقات الحرجة