أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - الغرور الفكري .. لماذا ؟














المزيد.....

الغرور الفكري .. لماذا ؟


حسين الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 06:40
المحور: المجتمع المدني
    


الانسان هو ذلك الكائن الجميل المغرور الذي تسيد الارض ويتطلع دوما الى افاق بعيدة مستفيدا من مخيلته وملكته الفكرية للابحار في عوالم دائما تفوق الواقع الذي يعيشه, لكن لكل مخيلة وجهان احدهما حلو يدفع بعجلة التطور الى الامام والاخر مر يثقل الانسان بكم من الامنيات والاحلام التي في متاهاتها ينسى الانسان نفسه ويبدأ بوضع صورة تخيلة عن الانسان المثالي ويبلورها في شخصه ومن ثم يتعدى ذلك الى فرضها على شريكه الانساني تحت تاثير نزعة التسيد التي يمتلكها الجنس البشري.

فجذور التسيد تبدأ منذ اللحظات التاريخية الاولى التي استقام فيها الانسان القديم وبدأ يرى الاشياء من حوله بصورة مغايرة, فاول مظاهر التسيد ظهرت عندما بدأ الانسان بتنمية قدراته العقلية واستثمارها لتطويع الطبيعة ومصادرها التي كانت ومازالت تشكل التحدي الاكبر له, وفي رحلة البحث عن الغذاء تعلم تطويع الحيوانات بعد ان ادرك تفوقه العقلي عليها وعندما تعلم اسلافنا فكرة الجماعة لم تغب عنهم فكرة الزعامة والتسيد , وعلى مدى تاريخ الانسان الطويل على الارض قدم هذا الكائن مفاهيم مختلفة للتسيد ابتداءا من القوة والعضلات الى دور الالهة ودعمها للمقدسين وصولا الى العقل والحكمة وفي كثير من الاحيان كان السوبر مان او الانسان المثالي الافتراضي يجمع كل هذه الصفات في شخص واحد .

في واقع الامر ان مايقوم به الانسان هو ليس الا جزء بسيط لكنه فعال من دورة حياة الكوكب او ديناميكية الطبيعة , فكل مايدور من حولنا في الطبيعة هو في حالة صراع لكن الغلبة دائما ماتكون نسبية وذلك بسبب اهمية كل عنصر من عناصرها فلا المناخ تغلب على التربة ولا الاشجار خسرت صراعها مع الطقس من جهة والانسان والحيوان من جهة اخرى فكل اطراف الطبيعة تؤلف جزء مهما من جسد واحد متناهي في الصغر امام الكون الواسع الذي يحطينا.

من هنا ممكن ان نستنتج بان الانسان جزء لايمكن عزله عن الطبيعة التي غيرت حتى في لون بشرته وتفاصيل جسده لذلك هو كان ولازال ابن بيئته ومن هنا ياتي الاختلاف والتنوع الذي تارجح هو الاخر بين السلب والايجاب , فالبيئة والطبيعة والظروف المجتمعية اضافة الى الامكانيات المادية المتمثلة بالغذاء والمال كلها عوامل مؤثرة في بناء الشخصية البشرية, وهذا بحد ذاته يبرء الانسان الى حد ما من تهمة التقصير الفكري.
فنحن عندما نمارس تسيدنا الفكري ونحكم على الاخر بالتخلف والرجعية والجهل او الموت العقلي احيانا فاننا ننسى دوما الظروف التي ادت بهذا الانسان او المجتمع الى هذه الحالة !!
فنحن المتشدقون باادراكنا للوقائع ننسى دوما اننا لو تبادلنا الظروف والبيئات منذ اللحظات الاولى للولادة مع الاخر المغيب عندها وبكل بساطة ستكون احتمالية تبادل الادوار واردة جدا .. وهنا لم اجزم مطلقا بتبادل الادوار احتراما للقدرات الذاتية لكل فرد والتي تميزه عن الاخر من الناحية الجينية والفسلجية.

فكيثيرا من الاحيان نسمع عن تحديات عظيمة يقوم بتجاوزها بعض الافراد في ظل ظروف صعبة ترافق رحلة حياتهم وهذا بالتاكيد يعود لعامل الصدفة اولا والقدرات الجسدية والعقلية ثانيا , مع الاخذ بنظر الاعتبار ان كثير من القدرات العقلية المكتسبة تنمى بالتجربة.

فياعزيزي الانسان بعيدا عن النظرة الاحادية والتسيد, اعلم ان الاخر المتراجع عنك ماهو الا انعكاس لصورتك لكن تحت مؤثرات سلبية تختلف عن صورتك الظاهرية الان , وان احداث التغيير لا يتم بانقلاب فكري اشبه بالانقلابات العسكرية دونما يكون عن طريق تهيئة مناخ وظروف افضل من سابقاتها لتدفع بهذا الانسان الى تطوير نفسه بنفسه دون تدخل خارجي او على الاقل تفتح افاق جديدة امام الاجيال القادمة التي يعول عليها دوما في بناء المجتمعات وتقدمها.



#حسين_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين بين الميثولوجيا والواقع ..
- وهم اليقين ..
- الدونية الفكرية .. لماذا؟
- الصمم الفكري
- التنوع والاختلاف ...
- التنوع والاختلاف ....
- بين الانسان وربه ...
- لقد وقعنا في الفخ ..
- في البدأ كان الانسان ..
- الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية
- مفهوم المظاهرات المدنية بين النظرية والممارسة .. قراءة للواق ...
- العراق.. بين البداوة والمدنية
- الامة العراقية بين صراع الاباء والابناء
- الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....
- بيان صادر عن شباب الأمة العراقية حول حملة (الأمة العراقية .. ...
- هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟ ...


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - الغرور الفكري .. لماذا ؟