أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحناوي - كيف نمنع العنف في دول الربيع العربي؟














المزيد.....

كيف نمنع العنف في دول الربيع العربي؟


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 21:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تباينت آراء علماء النفس والاجتماع في تحديد ماهية العنف والاسباب المؤدية اليه، فذهب فريق الى التركيز على آفات النظام السياسي السائد الذي يولد توتراً في النفس من جراء التمايز في الثروة والجاه..
بينما شدد فريق اخر على نواقص التربية التي يتلقاها الانسان في مرحلة المراهقة مثل التمتع بالحرية بلا حدود ومخالفة القوانين والتعدي على حقوق الاخرين. في حين توجه علماء اخرون الى تحليل التركيب النفسي عند الفرد ودرس مواصفاته ونوازعه مثل الانفصام والسويداء والكآبة المستمرة التي تستثيرها ادق المؤثرات الخارجية.يقول العالم (آلان سوتر) الخبير الفرنسي في شؤون اللاوعي: العنف مرتبط بجذور الشخصية وخاضع الى مراحل التربية بكل ميزاتها وانعكاساتها السلبية والايجابية ويجب البحث عن ظواهر في مرحلة ما قبل المراهقة ومرحلة البلوغ.
مرحلة الثورة يتلازم العنف بشكله البدائي الاول وينمو عكسيا معها بقدر ما يحس الفرد بالسلطة عليه. يكتشف انه ليس بوسعه ان يلعب دور مهم وهوالحرمان الاول، وتزيد التغيرات السياسية من حدة الحرمان، فيحس انه متغير لكن ضمن دائرة الحرمان. مما يزيد في رضوخه فيتوق الى العودة الى الفردوس المفقود حيث السلطة السابقة. التوق يتحول الى وهم والوهم يكبر مثل كرة الثلج ويدفعه الى السويداء والكأبة فالوحدة.الصورة العامة هي ضيق شديد وخوف من السلطة الجديدة ونشدان الحماية خوفا من استئثار احد بالسلطةا. هذه الحالات النفسية تومض بسرعة في حالات اللا وعي وتلون بتلاوينها كل تصرفاته ومزاجه ونظراته للحياة.. ويتابع البروفسور سوتر: يشعر ان العالم الخارجي يتربص به ويريد الايقاع بكل خطواته، ومما يزيد في ضعفه ممانعات اهله والزامها له، باتباع نهج خاص في تصرفاته واقواله. فتهتز الصورة التي يصوغها للحياة وللاخرين ويضمحل حقه امام البالغين وامام قسوة محدثيه وامتلاكهم زمام الموقف..كل ذلك يعمق الهوة بين ما يطمح اليه وما يعيشه كل يوم وتبدأ في قرارة ذاته معركة لا واعية، ترسم الخطوط العريضة لشخصيته المستقبلية. المرحلة الاكثر اضطرابا لدى الفرد في علاقته بنفسه ومحيطه، وذلك يعود الى دينامية النمو الذي تدفعه الى تكوين ذاته من خلال نظرة الاخرين اليه، فضلا عن التغيرات الاساسية التي تطرأ في هذه المرحلة مثل النضج الجدي وارتباطه بالانقلابات العاطفية التي تفتح جراح الازمات السابقة خصوصا النزعات النفسية بوسعها ان تنفجر وتحقق نظراً الى الامكانات التي تمتلكها في هذه المرحلة تتعاقب ظواهر نفسية عميقة اهمها محو سلطة الوالدين، رفض المقاييس الاجتماعية، الثورة الخارجية من جراء الاخفاقات العاطفية، رغبة جامحة في اللاوعي لاعتماد العنف حلاً نهائياً للمشاكل.التعبير عن امكانيات استقلالية الوجود، ويلاحظ البروفسور سوتر ان هذه الظواهر ترافقها انهيارات نفسية متتابعة مصدرها خسارة الهوية النموذجية والتخبط في الوحدة الداخلية والاضطرابات والبحث في هذه الدوامة عن مثل اعلى. تتغير الصورة التي رسمها للحياة والاخرين وتلح على الذهن اسئلة على شكل: (من انا)؟ (ماذا اعارض)؟ (الى اين اتوجه)؟ (ما مصيري)؟ (كيف احقق ذاتي وسط هيمنة الاخرين)؟ (ما طريقي في المستقبل)؟مظاهر الرفض هذه الاختلافات تدخل البيئة الثقافية والفيزيائية والاجتماعية التي يعيش فيها، اذ بقدر ما ينعدم التفاهم والانسجام بين تطلعات الذات وحواجز المجتمع، تتعمق جذور الرفض وينمو العنف. وتعدد دراسة البروفسور سوتر بعض مظاهر الرفض التي تتوافر في هذه المرحلة في اغلب المجتمعات نفسيا بغض النظر عن الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والسياسية، وهذه المظاهر هي:1. رفض سلطة الوالدين.2. التمرد على هيمنة الكبار وامتلاكهم لكل اوراق اللعبة الاجتماعية.3. رسم صورة مأساوية عن الواقع السائد، فساد، عنف، تقهقر، عدم ثقة، مآرب وغايات بعيدة عن الحب والعاطفة والتسامح.4. الثورة على القانون والسلوك الاجتماعي النموذجي واعادة نظر في الاسس الاخلاقية المتبعة.5. لا تتعدى هذه الثورة مظهرين متقاربين فهي اما داخلية وتتجسد بالسويداء والوحدة والانكماش على النفس او خارجية وتتفجر مواقف متطرفة تشجع اعمال الفتنة والعصيان والعنف.6. الميل الى التدمير والتفكير في الانتحار.لهذه الاسباب لا بد من وجود حلول واقعية لازمة المراهقة في حياة الفرد بصفتها صلة وصل بين مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ. وتدور الحلول حول تفهم الاهل والمجتمع لحساسية هذه المرحلة بكل ما تحمله من قلق وتوجس واختلال، ويبدو انه يجب عدم التخلي عن الاولاد لاستعادتهم فيما بعد ضمن جو تشجيعي يحثهم على تكثيف ارتباطاتهم مع محيطهم وتوجيههم نحو نشاطات يرجى منها تحقيق الاندماج المتناغم بين الواقع وطموحات الذات.ويركز البروفسور سوتر على فاعلية الحب والعاطفة في هذه المرحلة، اذ من الضروري ان يتحرر الانسان من هواجسه الداخلية في اطار الحب وتنمية العاطفة، وما الاخفاقات في هذا المجال سوى مؤشر على اثبات الذات امام الفشل والانطواء والخيبة.المدرسة هي الاساس من هنا يجب الامتناع عن اتخاذ قرارات عشوائية في مدارسنا ومعاهدنا على ضوء نظريات اثبتت عدم جدواها في الحياة خصوصا ان ازمة المواطن العربي في شخصه وفكره وعلاقته بالاخرين مرتبطة بأنماط التعامل التربوي الذي خضع إليه طوال العقود الماضية.لذا لا بد من الانتباه الى ضرورة اللجوء الى الحكمة والرقة والتشجيع لبناء اسس تربوية هدفها خلق جيل جديد متحرر من الشعور المسبق بالخيبة وبمحدودية طاقاته. والمبدأ النموذجي في هذا المجال عدم الافراط في منح الحرية والتشجيع لكي لا نبني جيلا اتكالياً. كما لا يجوز التخفيف من هذه العوامل لكي لا تضعف الشخصية وتتوجه نحو القسوة والشراسة في علاقاتها بذاتها وبالاخرين.



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل الدباغ في السماوة
- المبشرون بالمحنة
- عاشوراء عند المغاربة
- النصب الأولمبي هل يعيد مبيعات التبغ الى معدلاتها في لندن
- الفاو.. مدينة الحناء والميناء
- النظرية التي يمكن ان تبني لنا عالم جديد -2-
- الرصيف في الربيع العربي ..من ينقذه من التجاوز ؟
- النظرية التي يمكن ان تبني لنا عالم جديد
- اولمبياد في رمضان ..رياضة وعبادة واشياء اخرى
- رمضان.... افطار بلا مدافع
- نداء إلى الأتحاد الأوربي الدولة السورية في مفترق طرق
- طاهر البياتي المصادفة هي التي صنعت الكتاب
- لاتؤدي عمل اليوم بادوات الامس
- وإذا قلتم فأعدلوا


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحناوي - كيف نمنع العنف في دول الربيع العربي؟