منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 20:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الهي لم تركتني!؟
الحق قوي بضعفه
تساءل السيد المسيح عيسى بن مريم.. عليهما السلام، وهو يشد وثاقه الى الصليب:
- إلهي لم تركتني!؟
واستجار الامام الحسين بن علي بن ابي طالب.. عليهم السلام؛ حين الفى الارجحية العسكرية لجيش عبيد الله بن زياد، ينوب عن احد اولياء الطاغوت.. يزيد بن معاوية:
- اما من ناصر يذود عن حرم رسول الله؟
هذا خطاب دنيوي؛ نابع من انقسام الحدث، بين ملكوت الله السماوي.. ميتافيزيقيا، ومطامع الانسان الارضية.. فيزيائيا، والتي لخصها القرآن الكريم، بقول الرب لعباده:
"النفس أمارة بالسوء الا ما رحم ربي".
ورحمة الله يسبغها على عباده الصالحين بتمكينهم من مجاهدة الذات في نزوعها للمال والسلطة، التي يقتل بموجبها والي الناصرة رسول الله وواحدة من ألي العزم في الفقه الاسلامي المبين، هو السيد المسيح (ع) وقتل ابن زياد الحسين (ع) لكن اين القاتلان من المقتولين.
لا احد من عامة الناس يعرف اسم والي الناصر، ولا احد يذكر يزيدا واتباع ظلمه، متسقطي فتات مكارمه، في حين بقي ذكر المسيح خالدا ودانت بتعاليمه امم هداها الله من الظلمات الى النور، وقضى.. سبحانه وتعالى ان يقام اول مأتم للحسين في بيت يزيد، من خلال القصة المعروفة، اذ اصرت هند زوجة يزيد على ان يقام مأمته في بيتها، اشارة لاحتلال ذكر الحسين، دار يزيد!!!
انها اشارات ربانة تؤكد للنفس الامارة بالسوء، ان ليس كل ما يلمع ذهبا، وان السراب ليس ماءً، من دون ان نفرط بطاقتنا في السعي وراءه بلا وصول وان الحق احق ان يتبع، بمنطق العقل الاستشرافي والوعي المرن النابعين من روح نزيهة تتسامى عن الدنيا وتترفع فوق السحت الحرام، مَنَعَةً، لا ينفذ اليها الباطل من بطن رخوة، تتهدل ويندلق لسانها شبقا في اشتهاء المرارات ذات الشكل اللذيذ والطعم العلقمي حنظلا.
تلك هي لقمة الزقوم، فاجتنبوها واسعوا لتطمين احتياجاتكم، بالقناعة.. حدا ادنى، يغنيكم الله حلالا طيبا.
تلك بضع مواعظ حسنى يستلهما العقل المتفكر بحكمة استشهاد الحسين (ع) خلال واقعة الطف، في العام واحد وستين للهجرة، والتي فاقت زمانها وانتشرت الى اقاصي المكان المطلق، ملء الوجود، يعيد العالم.. الاسلامي وغير الاسلامي من موحدين وسواهم.. قراءتها، فيستلهمون منها دساتير للمعارضة التأملية بعيدا عن اغراءات السلطة الهوجاء.
#منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟