كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 10:22
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
برلين في 11/3/2005
إلى الأخت الفاضلة والمناضلة في سبيل الديمقراطية وحقوق المرأة, إلى الكاتبة والشاعرة السيدة منى سعيد الطاهر المحترمة
تحية ودٍ واعتزاز,
كانت هدية جميلة تلك التي تسلمتها منك في أبو ظبي وأنت متكئة على حنينك الأبدي. وهي هدية حب ومودة لكل من يريد أن يتكئ على حنين لا يزول ووهم لا يطال وحلم يدغدغ حياة الإنسان ويجعله قادراً على تحمل المصائب والسير في الدروب الصعبة والعثرات المستمرة والعذابات التي لا تنتهي.
قرأت الكتاب الشعري بهدوء وتفاعل متواصل, ثم أعدت قراءة بعض ما فيه للمرة الثانية والثالثة, لأنها كانت قطعاً شعرية نثرية عذبة ومعذبة, مليئة بالحزن والسعادة, مليئة بما في الحياة من متناقضات. ذكرتني والحزن يلفني والدمعة تترقرق في عيني ذلك الشاب الوسيم والفنان الذي اختطفوه من بين صفوف الشعب مبكراً جداً جدا. كان دافئاً مرحاً حيوياً يملأ حياته الحب والحنان والأمل بغدً أكثر بهاءً وسعادة وألفة, وكان يعيش مع زوجة وطفلة باسمة كانا يملأن حياته غبطة ومسرة.
لقد تمتعت بالروح الإنسانية التي تتدفق منك إلى كلماتك, إنها روح فراشة تغذت على رحيق الزهور والرياحين وأنست للطيور الصداحة واغتنت بتجارب الحياة وحب الإنسان, ليس في مقدورها ولا في نيتها إيذاء أحد رغم العذابات التي تحملتها طيلة عقود والعثرات التي مرت بها بسبب الاستبداد والظلم ومحاولة قهر الإنسان والمرأة على نحو أقسى . . .
إنها جولة حزينة متعبة تلك التي رافقتها في كتاب "أتكئ على الحنين", ولكنها عذبة ومليئة بالأمل, كانت جولة بديعة وحزينة في ذاكرة منى سعيد الطاهر الحية والطرية, ذاكرة إنسان لا ينسى الجزئيات ويحتفظ بالتفاصيل لنفسه ويطرح ما ينفع الناس ويشد من عزائمهم رغم المرارات والمتاعب اليومية.
عناوين لموضوعات شعرية, ولكنها تجسد ببساطة رؤية فلسفية جديدة للموقف من الموت والحياة, من الحب والكراهية, من الخير والشر, من الغربة في الوطن ووطن الغربة, من عمق الشعور بالخسارة والخيبة والرغبة في الوصول إليه "عله يأتي" كنت أسمع صوت ذلك الطائر الصداح, صوت منى سعيد. الأمل يبقى مهيمناً في عمق الظلمة, حتى في النفق المعتم لا تنسى منى قرب نهايته وسطوع الشمس. إنها محنة آدمية الإنسان أن يعيش الإنسان عذاباته ويتمنى أن يكون مستقبل الآخرين أفضل.
إنها رسالة من القلب والعقل إلى قلوب كثيرة عانت مرارة الحرمان والحب والحنان, عانت الخذلان والعثرات, ولكنها بقيت سنديانة صامدة في وجه الرياح الصفراء العاتية تحلم بغدٍ أفضل وإنسان أكثر نقاءً وسعادة وصفاء وأكثر تسامحاً.
إليك يا أختي العزيزة منى تحياتي القلبية ولابنتك الجميلة والرسامة الصاعدة تحياتي القلبية, وإلى أحلامك الجميلة و سمائك الزرقاء في حياتك الغائمة كل الحب والمودة والاعتزاز,
أخوك كاظم حبيب
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟