انتصر الفلسطينيون رغم تهديدات اوباما ونتنياهو

حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 15:58
المحور: القضية الفلسطينية
    

قبل حوالي 30 سنة قبلت منظمة التحرير الفلسطينية عضوا مراقبا في الامم المتحدة ,كونها حركة تحرير وطنية , ولكن اليوم تقبل دولة فلسطين عضوا مراقبا في الامم المتحدة . قبلت بنسبة كبيرة من اصوات الدول الاعضاء في الجمعية العامة , اي صوت على قرار القبول 138 دولة من اصل 193 دولة عضو . وقد برزت معارضة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني وعدد من الدول التي تدور في فلك السياسة الامريكية وعددها 9 فقط .
قبلت فلسطين دولة غير عضو في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني وهو 29/11/2012 . وهو اليوم الذي يسجل تاريخ اصدار قرار تقسيم فلسطين عام 1947 . وفي اليوم الثاني من الشهر نفسه من عام 1917 اصدرت بريطانيا وعد بلفور المشؤوم , الذي خول دولة استعمارية منح شيئ لا تملكه لمن لا يستحقه , كما غمط الوعد حق الشعب الفلسطيني في ارضه وارض اجداده منذ خمسة الاف سنة , وقد كانوا يشكلون اعلى نسبة من سكان فلسطين انذاك اي حوالي 67% .
عندما نذكر بريطانيا فاننا نذكر المكر والخداع والخبث الذي يفوق خبث ومكر الشياطين . فبريطانيا وراء معظم مشكلات دول العالم التي خضعت لاحتلالها باسم الانتداب , فما حصل من حروب بين باكستان والهند , وما بين العراق وايران , والعراق والكويت , ومشكلات الحدود بين الدول العربية , كان سببها بريطانيا التي رسمت خرائط حدود تلك الدول بشكل تبقي بينها مشكلات الى الابد .
صحيح ان الانتصار الفلسطيني هو انتصار دبلوماسي على الصعيد العالمي , وقيمته تكمن في كشف الوجه الاستعماري للولايات المتحدة وبريطانيا ومن سار معهما , وهذا الانتصار اكد تفهم دول العالم لحق الشعب الفلسطيني في استعادة ارضه التاريخية , واكدت ان الكيان الصهيوني لم يعد بمقدوره خداع العالم انه المظلوم ولابد من الانتصار له ضد الفلسطينين الذين يتهمهم بالارهاب . ولاسيما ان القرار جاء بعد مجزرة قامت بها القوات الصهيونية ضد قطاع غزة , كما جاءت بعد ان اكدت المقاومة الفلسطينية قدرتها على الصمود والتأثير على الكيان الاغتصابي بقصف مدنه ومستوطناته بالصواريخ المحلية الصنع .
اما قيمة القرار انه يمنح دولة فلسطين حق الانتماء الى المنظمات والمحاكم الدولية .وتقديم مجرمي الحرب الصهاينة الى هذه المحاكم لينالوا جزائهم عن المجازر التي اقترفوها بحق ابناء فلسطبن منذ ستة عقود ونيف . وهذا الامر يزعج الصهاينة ومعهم الامريكان , لانهم كثيرا ما ادعو انهم المظلومين والاخرون هم الظلمة , ومن يجب ان يقدموا الى المحاكم . وفي العادة كانت الحكومات الصهيونية تنتقم وتقتل مباشرة , كما حصل في اغتيال القادة الثلاثة ( كمال ناصر وكمال عدوان وأبويوسف النجار ) في بيروت , وكما حصل لابي جهاد في تونس , واحمد ياسين في غزة ورفاقه من بعده , واخيرا اغتيال ياسر عرقات بالسم , حيث ستؤكد التحليلات المختبرية الجارية الان كيف توفي وبماذا , والقائمة تطول في ذكر جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني , وقد ان الاوان ان يقدم المجرمون الى المحاكم الدولية لينالوا جزائهم العادل .
ان هذا الانتصار اكد وحدة ابناء فلسطين حين عمت فرحتهم في كل ارجاء الضفة الغربية وقطاع غزة , وكذلك مباركة قادة حماس لمسعى الرئيس ابو مازن لدى الامم المتحدة لنيل هذه العضوية الشرفية , رغم تهديدات امريكا والصهاينة بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية . وهذا الامر ان حصل وقد يحصل فعلا , فما على الدول العربية الغنية الا ان تعوض السلطة عن الاموال التي ستقطعها كل من الولايات المتحدة على شكل مساعدات , والكيان الصهيوني الذي قد يحجز اموال السلطة العائدة من الضرائب وغيرها من الخدمات التي تقدر بمليار دولار .
والانتصار يحتم على الفصائل الفلسطينية ان تخطو خطوات جادة باتجاه الوحدة , والدخول في مفاوضات مع اي طرف دولي او اقليمي بصوت واحد وفهم موحد , ولا يجوز التخلي عن ثوابت الكفاح المسلح باي شكل من الاشكال لان العدو الصهيوني لا يفهم الا لغة القوة , وهاهو يرضخ في حرب غزة الثانية ويقبل بالتهدئة والوساطة الدولية والمصرية بخاصة .وذلك بفعل الصواريخ الفلسطينية التي اصابت في مقتل البلدات اليهودية حتى تل ابيب .
والانتصار يحتم على الجميع اصلاح كل المؤسسات الفلسطينية بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية , والسلطة والمجلس التشريعي والحكومة . واذا ما تحققت هذه الاصلاحات فسيكون الانتصار على الارض قاب قوسين وادنى .

#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات