خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 14:07
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
روسيا البيضاء وسوق العمالة العربية ...!!!(1-2)
الحصول على لقمة العيش لم يكن في يوم من الايام بالأمر السهل او الهين، او تسير امور الحياة و مجاراة المستلزمات الحياتية او الكماليات الشخصية بالأمر السهل او الهين ايضا، من اجل ذلك عند الجميع و خاصة الشباب طموحات لاحدود لها للوصول للمجد الذين يرغبون به، و منهم من اعتقد ان الوصول الى اروبا هو الطريق للمجد ، و لعدم فهم الخارطة و الجغرافيا جيدا و صل الكثير الى" روسيا البيضاء"، معتقدين انهم يستطيعون تغيير حياتهم للأفضل ، و لكنهم اصطدموا بواقع اخر، نعم نسمع قصص عن الوضع في اروبا فيما كان يسمي اروبا الغربية او دول الاتحاد الاوروبي و كيف تتكفل الدولة بكل شيء عن طريق الرعاية الاجتماعية ، فلا مشكلة بالبيت او لقمة العيش او تربية الاطفال ، و هناك عروض كثيرة للعمل القانوني ناهيك عن العمل بالسوق السوداء و طرق التحايل على القانون للحصول على راتب حكومي و اخر من السوق السوداء.
و لكن تركيزنا في هذا الموضوع عن العمالة العربية في روسيا البيضاء و كيف و صلت الايدي العاملة الى السوق البيلاروسية.
فمن المعلوم ان "روسيا البيضاء او بيلاروسيا"، هي احدى دول الاتحاد السوفياتي السابق، حيث تواجد العرب كثيرا بسب الدراسة ، و منهم من استقر لعدة اسباب ، فهناك من تزوج و تأقلم و اثر العيش في عائلته مع عائلته الجديدة و اطفاله، و منهم من اضطرته ظروفه و فشله بالدراسة لعدم العودة فاشلا و اثر ايضا البقاء عله يعود يوما ما و جيوبه مليئة بالنقود كما يعتقد، و هناك من اشتغل بالتجارة بين روسيا البيضاء و بلده الاصلي و في اخر المطاف اعجب بروسيا البيضاء و جميع إغراءاتها و استقر به الحال فيها ، و نجد ايضا من وصل الى روسيا البيضاء معتقدا انها اقصر الطرق للوصول لأحدى الدول الاوربية و تبخرت احلامه بائعا بإحدى الاسواق، و هناك الكثير و الكثير من الاسباب و التي جعلت ابناء الجالية العربية بنهاية المطاف بائعون على بسطات الاسواق (البازارات) ، و اذا عدنا للوراء قليلا عند استقلال بيلاروسيا عن الاتحاد السوفياتي عام 1991 و كانت تلك الفترة ما بين 1991-1997 تعتبر فترة ركود تعرضت له البلاد لازمات اقتصادية كبيرة بسبب الانتقال لاقتصاد السوق، كانت تلك الفترة فرصة لبعض المقيمين العرب بمزاولة اعمال تجارية بطرق مشروعة و اخرى غير مشروعة و تكوين ثروات هائلة بسبب عدم وجود الاستقرار الاقتصادي ، و صعوبة ظروف المعيشة للمواطن البيلاروسي ، حيث تفشت الرشوة بشكل كبير و على اثرها كان من الممكن حل جميع المعوقات بالنقود ، فاصبح هناك تجار عرب و رجال اعمال في جميع المجالات منهم من عملوا باستيراد الحمضيات ، و اخرين بالحديد و الاسمنت ، و منهم من دخل عالم الثروة الحيوانية و الزراعية ، و لكن بالنهاية قياسا مع نسبة العرب الموجودين في روسيا البيضاء فتعتبر نسبة التجار او رجال الاعمال ضئيلة جدا لا تصل حد 5% من مجموع العرب في روسيا البيضاء ، حيث سنتناول في حلقتنا القادمة احوال السواد الاعظم من ابناء الجالية العربية المقيمة في روسيا البيضاء .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب ومختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث
[email protected]
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟