أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الغني سلامه - وصف مختصر لمشهد مكثف














المزيد.....

وصف مختصر لمشهد مكثف


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 12:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالأمس، كان ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله ممتلئاً عن آخره، وكذلك كانت كل الميادين والساحات في المدن الفلسطينية، وفي بعض مخيمات الشتات، يعني ذلك أن مئات الآلاف من الفلسطينيين (فضلا عن الملايين الذين تسمروا أمام الشاشات) خرجوا بمحض إرادتهم، وهم بكامل وعيهم لحضور لحظة تتويج فلسطين في الأمم المتحدة ومنحها صفة دولة مراقب، وهذا بحد ذات استفتاء شعبي واضح على هذه الخطوة التاريخية.

كان المشهد استثنائيا، بكل معنى الكلمة، رأيت الجميع بحالة فرح غير عادية، على إيقاع الطبول، وأغنيات العاصفة والعاشقين والميجنة .. رأيت كهولا تقفز وتنط كالأطفال، وشبانا يدبكون ويرقصون، وصبايا تلوح بكوفياتها السمراء، حالة يمكن وصفها بهستيريا الفرح الجماعي، حتى حنان عشراوي وقفت على المسرح تلوح بالعلم الفلسطيني وتتمايل معه كنسمة، وتغني .. ومن عينيها ينز الفرح ..

ساعات طويلة من الترقب والقلق .. في اللحظات الأخيرة حبس الجميع أنفاسهم، وعيونهم مركزة على شاشة العرض، وما أن لمح الجمهور الصاخب الرقم 138، حتى دوى التصفيق، وانطلقت الزغاريد، وعانق الأحبة بعضهم بعضاً، وأخذ الكل يصدح بالهتافات ويرفعها إلى عنان السماء، المعظم بكى فرحا، ومن لم يبكي اغرورقت عيناه بالدموع .. كان بحق عرسا فلسطينيا بامتياز .. امتد حتى حتى ساعات الفجر الأولى، احتل فيه العلم الفلسطيني صدارة المشهد بلا منازع، ثم انطلقت المسيرات الراجلة، وطوابير طويلة من السيارات .. تجوب الشوارع، وتعبر عن بهجتها بكل عفوية .. وجنون .. وتغني للوطن .. و للغلّلابة ..

كان الوطن كله حاضرا .. بصغاره وكباره .. الأسرى أبرقوا برسائل التأييد والمباركة .. حتى الشهداء .. كانوا حاضرين؛ فقد نمت فوق قبورهم أزهار السوسن والحنون .. ياسر عرفات شخصيا كان صوته الجهوري يملأ المكان: "أعلن قيام، قيام دولة فلسطين، فوق أرضنا الفلسطينية" .. ثم يدوي التصفيق .. وتطير البالونات بألوان العلم الفلسطيني ..

كان يوما من أيام فلسطين، كان مشهدا رائعا لا يتكرر .. فرحنا به كثيرا .. وما أفرحنا أكثر، هم أولئك الذين يذكروننا دوما بيافا وحيفا وعكا وبئر السبع وصفد والناصرة والرملة .. أولئك هم ضمانة مستقبلنا .. وحراس حلمنا .. هم ضميرنا الحي، وذاكرتنا الجمعية .. هم قلبنا النابض ووجداننا الوطني .. هم نشيدنا الخالد الذي نزرعه وردا في عقول أطفالنا ..

لهم ولنا أقول: حصول فلسطين على صفة دولة مراقب، وإقامة دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين التاريخية لا يعني أبدا التنازل عن فلسطين، وأذكرّكم جميعا بأن فلسطين بأكملها ضاعت واغتصبت قبل أن يتبنى الفلسطينيون قرارا سياسيا واحدا، ضاعت فلسطين بسبب التواطؤ العربي والدولي، وما تفعله منظمة التحرير هو محاولة استعادة ما يمكن استعادته .. والحفاظ على ما تبقى من الأرض .. أما تحرير فلسطين والقضاء على إسرائيل فهذا يحتاج جيوشا عربية .. ويحتاج تغيير المعادلة السياسية التي تحكم العالم .. ويحتاج تغيير موازين القوى .. ويحتاج أمورا كثيرة .. لا يملك الفلسطينيون شيئا منها .. وفي المدى المنظور والبعيد والبعيد جدا لا تبدو أي إشارة على أن هذه الشروط ستتحقق .. وبالتالي من العبث انتظارها .. بل أن الانتظار يصبح تواطئا مع المجرمين، ثم يصبح جريمة بحد ذاته.

ما فعلناه يوم أمس هو فتح كوّة في جدار مغلق .. وإشعال شمعة في غرفة معتمة .. هو إنزال الحلم من عليائه إلى أرض الواقع .. وتقريبه أكثر .. وجعله ممكنا .. هو محطة هامة من محطات النضال الوطني .. هو ذروة كفاحية .. تفتح آفاقا جديدة للمستقبل .. هو حدث مفصلي هام سيخلق وقائع سياسية مختلفة ..

باختصار .. هو يوم تاريخي أتشرف بأني كنت على قيد الحياة .. وشاهدته بأم عيني ..

مبروك لفلسطين ... كل فلسطين الحرة العربية



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مفهوم توازن الرعب .. بين الفلسطينيين والإسرائيليين
- الحرب على غزة .. هزيمة أم نصر ؟
- الحرب على غزة .. قراءة من زوايا مختلفة .. الجزء 1
- كانَ وجْهُكِ ضَاحِكَ القَسَماتِ .. طَلْقُ .. ثم تغير المشهد ...
- كلمة للرئيس أبو مازن .. أرجوك إبق مصمما على موقفك
- الأطفال المجندون .. لا يعرفون العيد
- يكفي يا هنية - على هامش زيارة أمير قطر لغزة
- تجنيد الأطفال في إسرائيل
- أطفال طالبان
- قفزة فيليكس، والمفتول الفلسطيني وتحطيم الأرقام القياسية
- هل هؤلاء بشر !؟
- من بغداد إلى غزة .. حرب على الثقافة
- في ذكرى اتفاقية أوسلو - هل هنالك إمكانية لإلغائها ؟!
- 13 دقيقة هزت العالم الإسلامي .. هل يستحق الفلم كل هذه الضجة ...
- عن الربيع الفلسطيني - محاولة لفهم ما يجري الآن في فلسطين
- راشيل كوري تفضح الاحتلال مرتين
- هل حقا هبط الإنسان سطح القمر ؟! مع وفاة أرمسترونغ
- جرائم اللاشرف
- العالم بعيون سيدة منقَّبة
- لقاء صريح مع د. سلام فياض


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الغني سلامه - وصف مختصر لمشهد مكثف