أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - تذبذبُ الإخوان














المزيد.....

تذبذبُ الإخوان


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 09:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الإخوانُ كتيارٍ آخر من تياراتِ البرجوازيات الصغيرة المتذبذبة يغدو صعودهُ مشكلة له وللمجتمعات.
هو لا يحملُ نظاما جديدا مغايرا وانما يقوم بخلق اضطراباتٍ هيكليةٍ في المجتمع.
سيطرة الإخوان على السلطة تتشابه وتختلف عما جرى في إيران، فقد تراكمت عواملُ الارتداد عن الحداثة والديمقراطية لدى النخب السياسية الإيرانية، وظهر الإقطاعُ الديني غامضا ملوحا بشعارات براقة.
في حين أن بعض المجتمعات العربية التي ولدت فوزا هشا متذبذبا للإخوان عاشت فترات تعددية وممارسات تحديثية فيها بعض جوانب الديمقراطية.
هناك جانبُ الفاشية الذي تصاعد في إيران من بذور فكرية وسياسية سابقة وهيمن على السلطة من خلال قوى في عمق المؤسسة العسكرية والمؤسسة الدينية المتضافرتين الصاعدتين معا، رافضتين التحديث وعاجزتين عن خلق تجربة وطنية إيرانية ديمقراطية، في حين أن الفاشية في جانب التنظيمات السياسية السنية المحافظة هي لدى الجماعات التكفيرية والقاعدة التي تعود لجذور صحراوية وريفية متقوقعة.
كان يُفترض أن تكون مصر حاضنة لدكتاتورية الإخوان أكثر من تونس والمغرب لأسبابٍ تعود إلى التطور الاجتماعي المحافظ الطويل وهيمنة الريف بحشوده ومنهكيه وإرثه الفكري على المدن، لكن ذلك لا يحدث.
كان النمو التحديثي الديمقراطي الإنساني بدأ مبكرا في مصر، لكنه لم يَسُد بسبب التحالف الإقطاعي الاستعماري وعدم القيام بإصلاح زراعي يحرر الأغلبية الشعبية من الفقر والأمية وتهميش النساء، ولم تقاوم الأحزابُ الجديدةُ المحسوبةُ على الحداثة من أجل الحداثة، فقد (تسللتْ) لها الأشكالُ المختلفةُ من الدكتاتوريات الشرقية، فالأحزاب الشيوعية المختلفة التي كانت تتويجَ اليسار خلال نصف قرن سيطرت عليها الدكتاتوريةُ الروسية، أو الصينية، بطبعةِ رأسمالية الدولة الشمولية وبخلق قفزة في الفراغ الاجتماعي لإنشاءِ الاشتراكية الموهومة، بينما الأحزابُ الليبرالية تغلغلتْ فيها الدكتاتوريةُ الماضوية، بعجزها عن الإصلاحين الريفي الزراعي، والسياسي الديمقراطي البرلماني.
ولهذا كان الإخوانُ يجمعون كلَ الأصواتِ المنهارة من الحداثة، فإن النظامَ الحديث لم يتفق عليه من قبل الفرقاء الاشتراكيين والليبراليين، ولم يقم هؤلاء بخلق جبهة مشتركة ديمقراطية تحديثية ترفض مختلف أنواع الشموليات، بل تصارعوا على السلطة وحطموا بعضهم بعضا.
فلم يكن الإخوانُ سوى نتاج هزائم التحديثيين وخياناتهم للديمقراطية والعلمانية، معتمدين على الانهيار لقواعد التصنيع وتآكل ثماره التحويلية للمجتمع، وانتشار المُحطمين من فساد الزراعة وتخلفها المروع، ومن ضخامة المهن الهامشية، ولهذا فإنه لا يوجد برنامج أصلا لدى الإخوان، لأن البرنامجَ الحقيقي هو استكمالُ ما فشلتْ فيه قوى الحداثة والعودة لخط التحديث الديمقراطي العلماني العقلاني مجددا بالاصرار على طبيعةِ السلطة التداولية وفصل السلطات ووجود برنامج صناعي جماهيري إنقاذي وليس برنامج المائة يوم البائس.
البرنامج التصنيعي التقني الثقافي الجماهيري يتطلب مشاركة أقسام كبيرة من الطبقتين الوسطى والعاملة وتأسيس تحالف حاكم واسع، والاعتماد على النفس ماليا واقتصاديا.
الضرورةُ الاقتصادية الاجتماعية ذاتُها تبحثُ عن شكلها السياسي المعبرِ عنها سواء كتنظيم أو كزعيم ديمقراطي.
تنظيم الإخوان المصري عاش تجربة الصراع مع الحداثات بشكل دام بخلاف نظرائه في تونس والمغرب، ولم توجد لديه فرصة للاحتكاك بالتجارب التحديثية حتى على المستوى الإداري التجريبي، وعاد لجذور الإخوان في الجزيرة العربية متذبذبا بين العنف والعمل السلمي، وتعطينا ثنائيةُ بن لادن - الظواهري تتويجَها الشخصي، وبين الإقطاع والرأسمالية، وبين الحداثة والعداء لها، وبين المذهبية المحافظة والوطنية المنقوصة. ولهذا فإن الخطط السطحية للإدارة المصرية الجديدة تعكس غياب ممارسةِ الإخوان للعمل السياسي الاقتصادي الوطني القائد، وكون تجاربهم ثقافية وعظية دينية، ولهذا تكمنُ هنا خطورة الدكتاتورية المنبعثة من خللٍ بنيوي في التنظيم والرؤية فيضخمُ الطائفيةَ كمنقذٍ أسطوري.
في حين أن أقساما كثيرة من القوى التحديثية تعمقت تجاربُها وتهاوتْ تبايناتُها الحادة السابقة بين الاشتراكية والرأسمالية، وجعلت من الديمقراطية الفيصل بدلا من الخطابات الايديولوجية الفارغة، كما أنها ذات تجارب في المؤسسات الاقتصادية والسياسية العامة خاصة وقادرة على فهم طبيعة الدولة وتطويرها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراعاةُ قوانين التطور التاريخية
- وجها النظام التقليدي
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي (2-2)
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي
- الأصلُ المأزومُ والنسخُ الفاشلة
- تطور التحديث في السعودية (3-3)
- تطورُ التحديثِ في السعودية (2)
- تطورُ التحديثِ في السعودية
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)
- وعي مقطوع الصلة بالجذور (2)
- وعيٌ مقطوعُ الصلةِ بالجذور(1)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي (2-2)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي(1-2)
- الفقراءُ والفاشية الإيرانية
- تفكيكُ شعبِنا والأمة
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - تذبذبُ الإخوان