أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - هل مِن خيار سوى تسييس اللغة؟














المزيد.....

هل مِن خيار سوى تسييس اللغة؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 23:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألم يصبح الوضع السياسي في تونس والمتصل بالانتقال الديمقراطي، مفهوما وممارسة، ظاهرة لغوية؟ و أليس من الأجدر بالنخبة السياسية أن تقوم بالمراجعات اللازمة لفكرها ولممارستها من المنظور اللغوي؟

ليست اللغة معزولة عن الدين حيث إنّ ثقافتنا الأصلية تتميز بتداخل هاذين الرمزين بصفة مستمرة، مما يضفي عليهما قيمة المحركين للثقافة. وبالرغم من ذلك فهما اليوم ليسا في وضع استخدام سليم . أما المؤشرات على هذا العطب فنلمسها من خلال إرهاصات الوضع السياسي في البلاد حيث إنّ هذا الأخير يتسم بالهذيان واللغو والمزايدة الكلامية و والوعود الكاذبة وغيرها، فضلا عن التجاذبات الدينية التي أضحت خبزا يوميا. وهي علامات دالة على تفاقم معضلة المسلم المعاصر: عدم التطابق بين القول والعمل.

مع هذا، فالسياسيون لم يعوا أنّ اللغة والدين لم يعودا مجرد رمزين ثقافيين ذوي أهمية غير مباشرة، وأن ليس لهم من خيارٍ سوى العمل على تسييس اللغة بغية تفعيل العاملين معا، اليد في اليد، مما يعني ترقيتهما إلى مستوى السلوك المباشر والمؤثر في الفعل السياسي الشعبي.

فاللغة تستبطن الدين. وهي تفعل ذلك مثلما تفعل بكل مجالات النشاط البشري. إذن فإنّ تسييسها كافٍ للتفعيل الطبيعي للدين بناء على أنه جزء محوري من الخلفية الفكرية والعقدية المكونة للسياسة في مجتمع مثل تونس. و طالما لم ينجز هذا العمل، بالتشارك بين المفكر والسياسي والإعلامي وسائر الفاعلين في المجال الثقافي عموما، لن تكون هنالك ضمانة لانحسار الظاهرة السلفية، ولا لتوضيب الشأن اللغوي المتدهور جدا، من بين ظواهر ومظاهر هجينة أخرى. إذ ما السلفية وما الإسلام السياسي إن لم يكونا من بين المحاولات الغريبة والتي تكمن غرابتها في أنها ترمي إلى أسلمة مجتمع لا يطالب بالأسلمة؟ وما الفساد اللغوي (الكلام البذيء والعنف اللفظي والإيحاءات الجنسية والاضطراب بين اللغات) إن لم يكن مرآة عاكسة لفساد باطني يطال طريقة التفكير؟ وما هو السبب في تفاقم هذا التخلف المنهجي المزدوج إن لم يكن انعدام الوعي بأصل المشكلة، وذلك في انتظار المسك بزمام المنهاج الإصلاحي المناسب؟

فلكي تثبت صحته وجدواه، كل منهاج للغرض ينبغي أن ينبني على مُسَلمة مفادها أن لا داعي لأسلمة مجتمع مسلم بعدُ لكي يتم تحرير الخلفية الدينية التي يتطلبها الحراك السياسي السليم. واستبدال الهوس اللغوي مكان الهوس الديني منهاج مرشح لعلمنة (من عِلم بكسر العين) المسألة الدينية ووضعها في إطار دنيوي تطبيقي ملموس، بُغية السيطرة عليها وتوظيفها لفائدة التطور المجتمعي العام، بما فيه التطور اللغوي.

(هذا النص من صنف "الإسلاميات اللغوية التطبيقية")



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى أن تكون لنا وزارة للغة؟
- من أجل إحداث وزارة للشؤون اللغوية
- هل وحّدتنا صواريخ غزة؟
- الجبهة والتحالف في تونس: قطب ثالث بلا منهاج؟
- مشهدٌ من الوفاق ولا العيش 23 سنة أخرى في الأنفاق
- اعطوا الشباب مشروعيةً يعطيكم ثورة حقيقية
- جبهة شعبية دون تطبيع العلاقة مع الدين؟
- الله رب (النهضة) وربنا جميعا
- ما البديل عن أسلمة المجتمع؟
- ألاَ تجوز النظرية المادية في الإسلام؟
- هل نحن مجتمع ضال؟
- الشرط الأساس ليجتازَ اليسارُ خط التماس
- أنا سني غير معتزلي إذن أنا أفكر
- أيُشترط أن نكون معتزلة لنقدّم العقل على النص؟
- أضعف الإيمان أن نستردّ مكانة الحيوان الناطق
- لو لم تكن الديمقراطية، هل تكون الخلافة الحرة؟
- -النهضة- و صورة المسلم الأبله
- المطلوب تجفيف ينابيع الهيمنة الغربية على الوطن العربي
- الحالة المدنية: مواطن
- النخب خارجة عن موضوع الثورة، والتجديد الديني ضرورة تاريخية


المزيد.....




- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...
- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - هل مِن خيار سوى تسييس اللغة؟