ابتعد عن الدم فهذا ما يريدون

غادة هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 13:45
المحور: حقوق الانسان

ابتعد عن الدم فهذا ما يريدون
******************

منذ اندلاع ثورة 25 يناير وأصبحت مصر كلها فقهاء دستوريين وخاصة بعد تولى الرئيس مرسى الرياسة فلم يكن الشعب المصرى يعى لفترة طويلة ان لديه محاكم تفوق سيادتها وقراراتها أقوال الرئيس وانه لابد عليه من اصدار تشريعات جديدة لتحصين قراراته ومع ذلك لا يشفع له لا تحصين ولا حتى تشريع .
وهنا نقف على شئ خطير وهو الجهل بسير التاريخ فالحاضر والمستقبل الذى نعيشة ما هو إلا حلقة تاريخية لزمن يعاودنا بشكل مختلف فكل منا يقرأ التاريخ ليأخذ منه قطعة تناسبه قولا أو فعلا او حدثا لا يقرأه بما يدور حوله من احداث .
نحن نكره الاخوان لان الحكومات تتابعت على النيل منهم منذ بداية انخراط حسن البنا فى السياسة واعتراض رجال الدولة على مبادئه وما يريد أن تكون عليه الدولة من وجهة نظره الاسلامية ، انتقلت عدوى الكراهية إلى الجكومات المتتالية حتى بعد مقتل حسن البنا فى 48 .
لم يسقط الاخوان رغم الاختلافات التى دبت بينهم إلأ أنهم سرعان ما نظموا أنفسهم وعادوا إلى الحياة السياسية والحزبية بقوة لم يشفع لهم ما أبلوه فى حرب 48 وثورة 52 ولكنهم كانوا أداة يستخدمها الحكام لفترة ما ثم يتم التنكيل بهم وحبسهم واعتقالهم بل وقتل البعض منهم .
لم تكن رؤيتهم يوما من زاوية انسانية وشعبية لم نقرأهم من خلال معتقداتهم وفكرهم لم نعرف عنهم إلا ما أراد الحكام والاعلام أن يصل لنا عنهم ، وعلى الرغم من معايشة الكثيرين لهم فهم لم يأتو من المريخ _ وكان الخوف الوحيد المرتبط بهم هو الاعتقالات التى تتم لهم وزوار الفجر لذلك تجنبهم العديد حتى لا يضاروا معهم ، حتى فى عصر الرئيس السادات استخدمهم لمواجهة اليساريين وبعد حرب 73 قام باعتقالهم وتكميم أفواه السياسين حتى يتمكن من بناء اقتصاد الدولة الذى انهار بفعل الحرب .
ثم اكتمل السيناريو بعد حسنى مبارك واليوم لم ينتهى هذا السيناريو فما زالت الحرب ضد الاخوان مستمرة لا لسبب الخوف من الدكتاتورية ولكن لميراث الكره الذى عاش معنا فترات طويلة متتالية بلا بارقة أمل أنهم من نسيج هذا الشعب ويعملون لرفعته
لقد انتقينا من تاريخ الاخوان مثالبه ولم نعطيهم فرصة لاظهار ايجابياته.
فكيف أن قرأوا هم التاريخ ؟
هل يعملون على اظهار ديكتاتور الحرية التى حرموا منها طيلة عقود ؟
أم كما نسمع الآن سنعيد حلقة الانتقام بشكل مختلف ؟

#غادة_هيكل (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات