طلعت حرب آمن بالزراعة وكذلك أنا مصر.. دولة ثرية ومرسى خدعنا كمبارك بترديده أسطورة فقر مصر

غادة عبد المنعم
مفكرة

الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 10:45
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

آمن طلعت حرب أنه لا يمكن أن تكون بريطانيا أبدا أكثر ثراء ولا إنتاج من مصر، مهما زورت وكذبت وأشاعت ذلك، كان يردد أنه ألاعيب العبث بالإقتصاد عبر تغيير سعر العملات والتحكم بالبنوك المركزية هو الذى يساعد بريطانيا على تزوير الحقائق وإظهار نفسها كأنها أغنى من بلد زراعى مهم وكبير كمصر ..
مصر بلد كبير يزرع طوال العام ما يحتاجه وما يحتاجه غيره، وبريطانيا بلد مغطى بالثلوج لا يزرع إلا شهرين فى الشتاء، ولكى يمكن لأهالى المملكة أن يعيشوا عليهم استيراد كل ما يلزمهم أما المصريين فقليل من التصنيع يحقق لهم الكفاية والزراعة يمكنها أن تغطى كل احتياجتهم وتمثل مورد دخل قوى بما يفيض من ناتجها..
طلعت حرب نبهنا نحن الغافلون الذين نصدق بيانات البنوك المركزية ومؤسسات المال الغربية ونعتقد أننا مواطنين دول فقيرة ليس لواقع ولكن لمجرد أن هناك من يدعى ذلك، نبه طلعت حرب أعظم اقتصادى أنجبه العالم والداهية الوحيد من رجال الأقتصاد فى العالم الذى لم يصدق هراء بريطانيا لذلك فى عشرينات القرن الماضى. واليوم بعد تسعين عام من ذكر ..ماذا فعلت حكومات مصر؟
ما فعلته أنها إنحازت للخيانة وأهملت الزراعة ثم الصناعة التى كانت وليدة على يد طلعت حرب..
أضم صوتى لصوت طلعت حرب القادم من بعد تسعين عام وأطالب المصريين للتنبه للزراعة .. وأشير هنا لأحد المشاريع التى اقترحتها فى كتابى بناء مصر، المشروع الذى إقترحته وقلب الأمن الوطنى ومؤسسات الرئاسة والمخابرات علىَّ، وهو توزيع عشر فدادين من أراضى الصحراء على كل شاب بلا عمل وخمسة على من يقبل ترك عمله والتمتع بالمعاش وعشرين على أبناء الصحارى الرحل لتوطينهم.
هل يعقد أن يكون لدينا هذا الكم الضخم من الصحارى ولا نستزرعها؟
هل يعقل أن يكون لدينا هذا الكم الكبير من البشر ونتركهم بلا عمل؟
هل يعقل أنه فى العام 2012 لم يتم توطين العرب الرحل حتى الآن؟
لماذا لم يخططوا لهم القرى ويبنوا البيوت ويعلموهم الزراعة ويمنحوا كل منهم عشرين فدان من الأرض التى يعتقد الرحل أنها أرض أبائهم لحل المشكلة وضمان الولاء، وبدلا من ترك معظمهم يعمل فى تجارة وزراعة المخدرات أو تهريب الأثار تحت مرئى الحكومة ومساعدتها وبعد حصول مخابراتنا على كوميشن منهم لتسير هذه التجارة وربما إدارتها فى حالات ما.
أعيد ذكر هذه الحقائق لمن يقول لنعطى لمرسى فرصة، الفرصة (عن نفسى وعن بلدى) أعطيتها له كاملة بمنحه مشاريع مخططة لتحويل ثلث صحراء مصر لأراضى زراعية (خطط كاملة بتفاصيل عن القرى والمدن والمزارع ومناطق الصناعة والتخطيط العمرانى والطرق والتخطيط الزراعى، والسياسة الإقتصادية التى تخرج بمصر من أزمتها التى هى أزمة متوهمة وإعلامية وليست حقيقية!!) وأعطيوها له كاملة منحتوه حكم مصر، الدولة الأكثر ثراء فى المنطقة، فماذا فعل ؟ كلمنا ليل نهار عن فقر مصر ، محاولة منه لإيهامنا أننا فى أزمة ولابد أن نحنى أعناقنا!! ذهب ليشحت علينا من كل بلد ومع كل قرض ومعونة أحنى رؤوسنا وظلمنا وركب غير المصريين فوق أعناقنا!!
لا يمكن أن تكون مصر ذات المائة مليون مصرى والأراضى المترامية ومناجم الذهب والفضة والنحاس والماس والحديد والغاز الذى لا آخر له والماء الجوفى الذى لن ينفذ ولا بعد ملايين السنين والبحار التى تحوطها ممتلئة مرجان وأسماك، وفيروز صحاريها، والكوبالت الذى بلا نهاية والبترول، والأثار التى قد تملأ العالم ثلاثين مرة لو استخرجت ورصت على الكرة الأرضية متجاورة، مصر التى تزخر بإمكان بناء مساقط ماء بلا نهاية فقيرة.. مصر غنية قطعا.
مشروع استصلاح الصحراء هو واحد فقط من سبعين مشروع ضمنتهم كتابى بناء مصر، هو فى تصورى مشروع هام لأنه يحل مشكله البطالة كاملة ويحيى ثلث الأراضى المصرية..
للمصريين أرجوكم لا تورطونا فى المزيد من الإفقار، ثورو على من يرغب فى طمس حقيقة ثراء بلادكم الذى بلا حد وقررو أن تنهضوا..
لا للخونة الذين نريهم طريق الخروج فلا يتبعونه، يرغبون أن نبقى فقراء لنبقى عبيد لهم، وأن يتحولوا هم لأثرياء .. ليس فقط لأثرياء ولكن لكبار أثرياء العالم بسرقة ذهبنا وماسنا وغازنا وبترولنا ومعادنا وأراضينا وآثارنا. لعنهم الله كما رضوا لنا الهوان.

#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات