أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر فوزي الشكرجي - دولة العدل الالهي ودولة الجبروت والطغيان















المزيد.....

دولة العدل الالهي ودولة الجبروت والطغيان


حيدر فوزي الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 00:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذكرت قضية الحسين (عليه السلام) كثيرا في الماضي والحاضر والبعض كان يتهم الشيعة بالمغالاة في القضية والتأويل وعدم المصداقية وان الامام (عليه السلام) خرج طالبا للسلطة وان يزيدا لم يأمر بقتله.
(حيث رأى ابن العربي المالكي أنّ حماية معاوية ومن فوقه متوقّفة على القول بأنّ الحسـين لم يقتل إلاّ بسـيف جدّه(1))
ويقول ابن تيميّة:
«إنّ يزيد لم يأمر بقتل الحسـين باتّفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أنْ يمنعه عن ولاية العراق، والحسـين رضي الله عنه كان يظنّ أنّ أهل العراق ينصرونه... فقاتلوه حتّى قتل شهيداً مظلوماً، رضي الله عنه.
ولمّا بلغ ذلك يزيد أظهر التوجّع على ذلك، وظهر البكاء في داره.( 2).)
لذا رايت ان اخذ القضية من باب العقل والمنطق (وهو باب اعداء القضية الحسينية)
من هو القاتل ومن هو المقتول؟ القاتل هو و الخليفة الأموي المجرم الفاسق الذي ارتكبت مذبحة كربلاء بأمره. ولد عام 25هـ وكان صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة(3)، ولما مات معاوية بويع بالخلافة ، وكان معاوية قبل موته قد اخذ له البيعة كولي للعهد. كان يزيد يضمر الإلحاد ولا يعتقد بالمعاد، وفي أيامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب(4)، ويقول عنه الذهبي ((وكان ناصبيًّا، فظًّا، غليظًا، جلفًا، يتناول المسكِر ويفعل المنكر، افتتح دولته بِمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرَّة، فمقتَه الناس، ولَم يبارَك في عمره، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين..)) (5).
ومن هو المقتول هو الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي (3 شعبان 4 هـ) سبط النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وعن أبي سعيد قال قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (6)، وقال أيضاً: "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا"(7) وقد اتفق المسلمين على علمه ومرؤته وكرمه وشجاعته.
فبأي عقل ومنطق يقارن بينهما؟؟؟
هل كان الحسين (عليه السلام) طالب سلطة؟ طالب السلطة يداهن وقد يستخدم السياسة والحيلة لتقوية موقفه ولا يضع في حساباته التضحية بنفسه، وان اضطر للتضحية في نهاية الامر، ولكن الحسين (عليه السلام) رفض بيعة يزيد علنا ، اذ قال(عليه السلام) للوليد ( أيها الأمير ، إنَّا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فَتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل شَاربُ الخُمورِ ، وقاتلُ النفس المحرَّمة ، مُعلنٌ بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحَقّ بالخلافة ) وقال لمروان في صباح اليوم التالي ( على الإِسلام السَّلام ، إذا بُلِيَت الأمة بِراعٍ مثل يزيد ، ولقد سَمِعتُ جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان ، فإذا رأيتُم معاوية على منبري فابقروا بَطنَه ) .وقد رآهُ أهل المدينة على المنبر فلم يبقروا ، فابتلاهم الله بيزيد الفاسق ) .(8)
اذا لم يكن الحسين(عليه السلام) طالبا لسلطان ، وايضا لم يكن الحسين(عليه السلام) جاهلا بعاقبة امره ويتضح هذا جليا في رده على اخيه محمد بن الحنفية عندما نصحه بعدم الذهاب للعراق ولما رآه مصرا قال فما حملك النساء والاطفال فاجابه (عليه السلام): (( شاء الله ان يراني قتيلا وان يراهن سبايا))
فما اهداف الثورة الحسينية؟ من اهم اهداف الثورة الحسينية هي التمهيد لقيام دولة العدل الالهي ، حيث قال(عليه السلام) في وصيته لأخيه محمد بن الحنفي:(( إنِّي‌ لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلاَ بَطِراً وَلاَ مُفْسِداً وَلاَظَالِماً؛ وَإنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاَحِ فِي‌ أُمَّةِ جَدِّي‌ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَي‌ عَنِ الْمُنْكَرِ ؛ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي‌ وَسِيرَةِ أَبِي‌ عَلِي‌ِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ))(9)
ان دولة العدل الالهي هي الدولة التي يشيدها قائم ال محمد المهدي (عجل الله فرجه) ليعم العدل بعد ان ساد الظلم في كل الارض وظهر الفساد في البر والارض، وان اول دولة للجبروت والطغيان بعد الاسلام هي دولة بني امية حيث سكت الناس حينما تحولت الخلافة الى ملكا عضوضا وتسلط عليهم رجل فاسق ظالم مثل يزيد.
واكثر من ظلموا هم سكان الكوفة فكتبوا الى الحسين(عليه السلام) يبايعونه ولكن لم تكن لديهم العزيمة والايمان للإصلاح فباعوا قضيتهم لأبن زياد لمجرد وعود برفع الظلم ومكاسب دنيوية (المال والسلطة).
فكان الحسين(عليه السلام) درسا لأمثالهم فقد نصحهم واكثر فيهم النصح ولكنهم لم يريدوا ان يسمعوا فقتلوه طمعا وخوفا من دولة الجبروت ولم يخافوا الله او يطمعوا في كرمه فتفاجأوا بعد ذلك باختفاء مكاسبهم الدنيوية وزيادة الظلم عليهم.
وبهذا وضع الحسين (عليه السلام) بثورته القواعد الاساسية التي تقام عليها دولة العدل الالهي واهمها وجود الامام العادل وتوفر الايمان والعزيمة لدى الرعية لكي يستطيعوا مواجهة قوى الجبروت التي ستحاول بكل قوتها الاعلامية والسياسية والعسكرية افشال قيام هكذا دولة.
(1) انظر: العواصم من القواصم: 214.
(2) منهاج السُـنّة 4 / 472 ـ 473.
(3) الكامل لابن الأثير 569:2
(4) مروج الذهب للمسعودي 67:3
(5) سير أعلام النبلاء ـ ج4 ص37و38.
(6) تأريخ ابن عساكر: 14 / 313، ومقاتل الطالبيين: 78، ومجمع الزوائد: 9 / 194، واُسد الغابة: 2 / 18، والإرشاد: 18.
(7) صحيح البخاري: 2 / 188، وسنن الترمذي: 539
(8) مقتل الخوارزمي: ج1 ص185
(9) أورد المحدّث‌ القمّيّ هذه‌ الوصيّة‌ في‌ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 45 ، عن‌ العلاّمة‌ المجلسيّ في‌ «بحار الانوار» عن‌ محمّد بن‌ أبي‌طالب‌ الموسويّ ؛ وأوردها كذلك‌ في‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 602 ، عن‌ الخوارزميّ في‌ كتاب‌ «مقتل‌ الحسين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 188 طبع‌ النجف‌ . وجاء في‌ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 2 ، ص‌ 208 ، الطبعة‌ الحجريّة‌ ، أنّ هذه‌ الجملات‌ ( إنّي‌ لَم‌ أخرُج‌ إلي‌ الحاكِمين‌ ) قالها الإمام‌ عليه‌ السلام‌ في‌ جوابه‌ لعبدالله‌ بن‌ عبّاس‌ .



#حيدر_فوزي_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين دجلة وحمرين السهل العراقي يرتعد ....
- من المسؤول عن قتل المواطن العراقي؟؟؟
- سلطة المواطن تكسر قرارات الحكومة
- من حكومة الكترونية الى سلحفاة حكومية...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر فوزي الشكرجي - دولة العدل الالهي ودولة الجبروت والطغيان