عبدالرحمن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 08:13
المحور:
المجتمع المدني
في مجتمعنا، نحتاج للكثير من الدراسات الجينية لمعرفة بعض الظواهر السيئة التي نلقاها في جميع مجتمعاتنا العربية، ابتداءً من الظواهر السلوكية في التي تتكرر بين أجيالنا دوماً، وصولاً إلى ظاهرة الدكتاتوريات المنشرة بيننا، كلها تجتمع في نقطة واحدة هي تتكرر دائماً وأبداً منذ مطلع التاريخ، نتحدث عنها كثيراً، نحاول أن نغيرها ولكن لا نفلح في ذلك أبداً!
أجيالنا يكررون أخطاء أسلافهم دوماً، لم نجنبهم ما عانيناه في صغرنا، نتوقع منهم دوماً أن يصبحوا أفضل منا في كل شيء، إلا أننا لا نعطيهم أي شيء بالمرة، الكتب والمدرسون والدين والأكل والشرب، كل ذلك مستورد بدون تدقيق جمركي، العنف والتطرف يتسلل دائما بعيداً عن الرقابة المفروضة بشدة، كقمحنا و شعيرنا وبترولنا الذي يأتينا مغلفاً من الغرب مباشرة إلى عقر دارنا، وذلك الدين الجديد الذي نستورده من جبال أفغانستان، و حتى إذا منعنا أن تجتاح هذه الأفكار حدودنا، فإن القليل منها بفسد الكثير في المجتمع، نحتاج إلى تحصين أدمغتنا وليس أن نكون منغلقين في داخلنا، لنخلق ذلك الطفل السوي القادر على مجابهة أقرانه في العالم، لا، أن يغلق الأبواب على نفسه خوفاً على أفكارره البالية،
نريد أجيالاً تعرف كيف تزرع قمحها وتحصده، تناظر المتشددين لا أن تنغر بهم، متطرفون في حماية روح الإسلام الحقيقية في إشاعة السلام والتعايش مع الغير بكل تحضر واحترام، نريد فقهاءً في مساجدنا لا مهرجين، مدرسين في مدارسنا لا متخلفين، شعراء في نوادينا لا محششين، شرطي أمين في المخفر لا مخبرين، جيش يحمينا من الأعداء لا أعداءً داخليين، رئيساً في كراسي حكمنا لا طواغيت، نريد حياةً حقيقية لا في محاضر حبيسة في أدراج الوزاراء والمسؤولين، عندها فقط سنصنع المجتمع الذي طالما حلمنا به إذا كنا جادين في عملنا لتحقيق ذلك.
نحن أول أعداء أنفسنا وحضارتنا العريقية، لا يحق لنا أن نتسمى بالمسلمين طالما كنا إرهابينلا يحق لنا أن ندعوا للديموقراطية والحريات وبيوتنا زنازين الظلم والكبت، ومجتمعاتنا سجون للحريات نجلد فيها الجميع بالظلم، مساجدنا قاعات تعذيب نفسية و عقلية، أبواب السلطان طريق لنيل صكوك الغفران الأبدية.
#عبدالرحمن_الشيخ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟