أريان بوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 08:12
المحور:
القضية الكردية
الجزء الثاني لأعلان استقلال كردستان
)Remedial secession(
"تَدَارك الانفصال" مصطلح سياسي في مبرراته لمفارقة اقلية عن دولة من أجل ممارسة حق تقرير المصير في اطار قانوني.
انفصال ولاية بحيث في ذلك تمييز لهويتها الخاصة من الدولة المعترف بها. وهذا يقودنا للسؤال عن "اِدراك" للمعاطات لهذا المفهوم. ووفقا لذلك، يمكن المطالبة بالانفصال عن دولة الأم لسببين. أولا، اذا كان هنالك سَلب سيادة لأسباب وعوامل جيوسياسية- جغرافية أو اقتصادية، ولقد اتخذ هذا الحق من قبل المجتمع الدولي، كما حصل في جمهوريات البلطيق. ثانيا، أواذا ما ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل دولة الأم, ضد ألأقلية الساكنة في إقليم معين لتلك الدولة ، ونتيجة لهذه الانتهاكات اصبح التعايش السلمي لا يطاق ,وعندئذ يَحق طلب الأنفصال.
وسنحاول وبصورة اكثر توضيحية، املاء تقاريرمراقبيين لحقوق الانسان (Human Rights Watch) من يوليو 1993، حيث عرضت حالات واضحة تستند في أدلة قوية على ارتكاب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الأكراد في إحدى عشرة لائحة منهجية من قبل حملات النظام العراقي في سنوات 1980، والمعروفة باسم حملات الانفال. لقد تَم خلال هذه الحملات، هلك وفقدان أكثر من 180،000 شخص وقتل أكثر5,000 من خلال استخدام الأسلحة الكيميائية. ولذلك كما نرى بانه هناك حالة لأنتهاك خلقي, وقانونيا يجب أن تكون على الساحة الدولية.
في الوقت نفسه، كما ذكرنا سابقأَ (مراحل السيادة) اِنَ اقليم كردستان اِتبع ثلاثة أنماط لأثبات قدرات سيادية: أولا، بناء المؤسسات الحكومية والديمقراطية لأسباب صون أمن ورفاهية مواطنيها، وثانيا، منع القمع والتزام في احترام كامل لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وثالثا، والأهم أَقامَ نمط من الاستقرار الإقليمي والذي يتوافق على وضع كردستان،ألأ وَاِنَ هذا الاستقرار ينصًب في اِستقرار الشرق ،لذا يجب على إقليم كردستان بتحسين مؤسساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية لترسيخ اقامة دولة كردستان.
هيكل الأطروحة والمفاهيم الأربعة.......
(المجتمع),هنالك وجود بعض الجوانب السلبية في المجتمع قد تُحرف مسار الدعوة باستقلال الأكراد. وبالمثل، فإنه سيتم النظر في العوامل الإيجابية الأخرى التي ظهرت منذ عام 1991، والتي يطلق عليها فجر الحرية الكردية والديمقراطية والثقافة المدنية في كردستان , لذا لابد من شرح كيفية التعامل مع العوامل السلبية والإيجابية الناشئة, وتدارك التحديات المنبثقة. بالإضافة إلى ذلك، لابد من بحث لتوضيح مدى تعزيز هذا المجتمع في التعايش السلمي داخليا وإقليميا في منطقة الشرق الأوسط بصورة خاصة.
اما موضوع الرفاهية واستقلأل اِقتصاد كردستان, فعلى الرغم من معاناة حظر مزدوج للأقليم ,الأول حظر الامم المتحدة لعموم العراق في عام 1991، والآخرحظر من قبل نظام حزب البعث السابق من عام 1991 فصاعدا. على الرغم من ذلك , فلقد حافظ الأقليم على النمو الاقتصادي في كردستان. وطالما نحن في صدد الاقتصاد وموارد الاحتياطيات الطبيعية مثل النفط والغاز(الهائلة), فذلك بحد ذاته أداة للأكراد لتعزيز الاستقرار الداخلي وتعزيز العلاقات الخارجية مع المجتمع الدولي, ومن المستلزمات الأولية لكيان الدولة أن يكون لديها اقتصاد وسوق حرة، وخاصة في قطاع النفط والغاز. وسوف نأتي بعد هذا لألقاء نظرة الى بعض الجوانب السلبية للاقتصاد في كردستان، مثل الفساد وانعدام الشفافية الاقتصادية.
ثم سنتاول الجانب العسكري في إقليم كردستان.
لَقد أٌستَغل الجيش العراقي كأداة للقمع الداخلي في حرب عدوانية ضد جيرانها ، وكان الجيش في قبضة النخبة الحاكمة من بداية 1932 حتى عام 2003. في المقابل وضع إقليم كردستان جيشه المسلح المعروف (البيشمركة) في شكل حرب عصابات دفاعية، من أجل حماية هوية وحرية المجتمع الكردستاني ولتوفير نظام ديمقراطي في العراق . لأبد من الأشارة الى الندب من تاريخ البيشمركة خلال حرب مدنية داخلية ، وتحديدا بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في 1996. ومع ذلك، من 2003 فصاعدا، لعبت البيشمركة وقوات الأمن في كردستان أدوار إيجابية للغاية في حماية الأمن الإقليمي العراقي والكردستاني. في الوقت نفسه، لقد ساعد البيشمركة في إعادة بناء الجيش العراقي من الصفر, والآن البيشمركة جزء حاسم من نظام دفاع العراق ، والسؤال هو كيف سيكون مستقبل القوات االمسلحة الكردية وتوجيهاته في مسار إيجابي لمواجهة التحديات في المستقبل لدولة كردستان.
ولأبد من بحث في مستقبل طبيعة كردستان القانونية والسياسية وتحدياتها وتقديم توصيات لمواجهة التحديات الحالية في إقليم كردستان خلال الوضع الراهن كَونه امر واقع. وعلاوة على ذلك، يجب النظر في تقسيم التحديات إلى ,داخلية و الخارجية. وينقسم فيما يتعلق بالتحديات الداخلية إلى قسمين مترابطين: الأول مخاوف القضايا الأخلاقية، مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة، والثاني النظر في المسائل الاستراتيجية، مثل الوحدة الداخلية، وحقوق الأقليات والديمقراطية والإصلاحات المؤسسية، والقضاء على الفساد. والقسم الثاني، الذي يتعامل مع التحديات الخارجية، ودراسة تصميمية لعلاقات كردستان مع الدول الإقليمية و منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تلك التي لها سكان اكراد مثل إيران وتركيا، وبالطبع العراق , فضلا عن الدول العربية وإسرائيل. ثانيا، تهيئة تعامل علاقات كردستان مع العالم الأوسع، كما هو الحال مع الاتحاد الأوروبي (EU) والولايات المتحدة وروسيا والصين.
أن من اهم الشئؤن التي يتوجب النظر فيها لوضعية كردستان, التماسك الاجتماعي, الاستقرار , توفير الأمن والرفاهية لمواطنيها. ولهذا سنوضح في اختصار الخلفية التاريخية للأكراد , والمجتمع الكردي. للحتمية, سنتطرق الى مسألتين (سلبيتين). اولأَ: الولاءات القبلية حيث ذلك محور ضعف داخل الدولة الكردية المستقلة، والأهم من ذلك، التاثيرات على الأهداف المباشرة لمجتمع كردستان. ومثال على ذلك هو النزاع بين القبائل أنَ الزخم في التأثيرات المطلقه لبعض القبائل التي تشن حروب أهلية مصغرة، حيث تسبب هذه الحروب القبلية في عدد من الإصابات وتشل جهود أجهزة الدولة التي من المفترض أن تكون جزءا أساسيا من مسؤولياتها في حماية مواطنيها وفرض القانون و توفير أمن للبلاد.
والمسألة الثانية (السلبية) التي نوهت أَنفأَ هو العنف ضد المرأة في كردستان.ان النظرة لواقع ألامراة كما هو الحال في دول العالم الثالث (ظلم) حيث وبصورة غير مباشرة تم (خضوع) المرأة كجزء مورؤث وتشريع من قانون وثقافة مسيسة ، حيث ان ذلك مناف للقواعد الأساسية لحقوق الانسان وأن ذلك من المسؤوليات المعنية المباشرة للدولة للحرص على مواطنيها.
وسناتي على القاء نظرة في تعايش لمجتمع كردستان والتنوع العرقي والديني. حيث اِنَ كردستان ليست فقط أرض الأكراد: من الناحية التاريخية، الأكراد عاشوا مع العرب والتركمان والفرس واديان ومذاهب متعددة سناتي بالحديث عنها لأحقَأَ.
الأكراد من شعوب هندو أوروبية القديمة, ويختلفون عرقيا عن العرب اوالأتراك وحتى الفرس. لقد جاء ذَكر الأكراد بانهم نَسِل الميديين، حيث في 612 قبل الميلاد، غزوأ قسم من إيران واسسوا إمبراطورية اِمتدت إلى اواسط الأناضول موازية الى الإمبراطورية الآشورية القوية. واِنَ بداية التقويم الكردي، الحالي 2624. وبالإضافة إلى ذلك , اِنَ موقعها الجغرافي بين جبال وهضاب عليا في نطاق زاكروس إلى الفرات، وهو ما يعادل الحدود الاصطناعية الحديثة اليوم ,غرب ايران، شمال العراق، شرق سوريا وشرق وشمال شرق تركيا. يعتقد الآن أن يكون هناك عدد مابين 35-40 مليون من الأكراد يعيشون في العالم , على الرغم من عدم وجود رقم محدد لعدد الأكراد في العراق، ولكن هناك اِعتقاد بأن يكون العدد مابين 5-7 مليون وهو ما يعادل 25٪ من سكان العراق. الغالبية من الأكراد في العراق هم مسلمين السنة ولكن هناك اكراد مسلمين شيعة وكذلك أتباع دين قديم يسمى اليزيديين أتباع لدين الزرادشتية، وهو الدين الذي سبق اليهود. هناك أيضا أقلية من المسيحيين في كردستان حيث يعيشون في قرى ذات بنية تقليدية طابعها كهنوتي في مجتمع قبلي , بطبيعة ذو وحدات اجتماعية وسياسية و في قواعد خاصة بهم (اقليمية) متميزة .
جغرافية كردستان جعلت الاندماج أو التفاعل بين الوحدات القبلية محدودة ونتيجة لذلك أصبَحَ التكيف والتغيير في هذه الوحدات الاجتماعية والسياسية تاريخيا بطيئة جدا. وهكذا، فقد نشأت بعض هذه القبائل من عائلة واحدة وتطورت لاحقا لتصبح وحدات مختلفة حتمية تتنافس مع بعضها البعض على حيازة النفوذ والسلطة.
ومن الملأحظات أن الإدارة البريطانية كانت غير مقتنعة بفكرة إقامة دولة كردية مستقلة بسبب قضايا قبلية، كما أنه لم تكن بريطانيا على يقين من أن الاكراد سيضحون بانتماءاتهم القبلية من أجل ولاءات دولة مستقلة. ونتيجة لذلك، فقد الأكراد فرصة لتحقيق استقلال في أوائل القرن 20، وهذا من إرث القبلية المستمرحتى يومنا هذا حيث مازال في طياتهِ قدر من آلأثار السلبية والتي ستقع على الاستقرار الاجتماعي والسياسي في كردستان اذا مااِستمر. ولذلك، نشاهد في هذه المراحل من تاريخ البلاد الحديث نشؤء شعور بالقومية الكردية من قبل قبائل قوية , مقارنة مع دول أخرى في المنطقة، مثل العرب والأتراك.
وكان السبب الأول لفشل الأكراد إلى إقامة دولة مدنية بهوية كردستان هو صراع القبلية, حيث لم يطبق الاكراد فكرة الهوية الذاتية كخط اساس لأقامة دولة ,السبب الى ذلك هو التزام تراكم نفسي كبح تشييد اقامة دولة من خلال سلسلة لأحداث منقولة.هذا ما فتقر الأكراد له في الماضي والحاضر من أجل بناء سرد متماسك لتغيير ألأخر، لبواعث القبلية والدين.هنالك دول اخرى مثل الأتراك والفرس، استطاعت على ترجمة الاحداث المنقولة في بناء إمبراطورية لصالح دولهم، مثل الإمبراطورية العثمانية بالنسبة للأتراك والفرس الصفوي. في كلتا الحالتين، تم استخدام الإسلام كأداة لتحقيق أهداف سياسية... يتبع
#أريان_بوتاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟