ماوراء اعتراف محمد بالانبياء الاخرين؟.

احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 21:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

علي الرغم من انه يدعو الي قتال اصحاب المعتقدات الاخري ويحرض اتباعه لفرض الجزية عليهم ويمنع مولاتهم بل ويصفهم بابشع الصفات ،الا ان محمد مؤسس الدين الاسلامي يعترف في ذات الوقت في بعض النصوص القرانية يعترف بالانبياء والرسل الاخرين .ويشير الي انهم مرسلين من اله الكون .ويؤكد بان "الهنا والهكم واحد" كما يدعو اتباعه للايمان بهم . ويستغل المسلمين مثل تلك النصوص لاثبات ان نبيهم اعترف بكل الذين سبقوه بل انه يدعو للسلام والمحبة والمساواة والاحترام .ولكن يبرز السؤال :ماوراء اعتراف محمد بالانبياء والرسل الاخرين؟.
حينما اعلن ذات الشخص نبوته واعلن بانه مرسل من اله الكون ؛طالبه اهالي مكة باثبات صحة ما يذهب اليه.واشاروا الي انه ان كان للانبياء والرسل الاخرين معجزة او اية تثبت صحة نبوتهم فاين معجزتك.فما كان منه الا ان اتي بالقران وزعم انه معجزته .حيث اعتمد في تاليف ذلك الكتاب علي كتب الذين سبقوه .ولأن كثيرا من تعاليم قرانه كانت مستمدة من تلك الكتب اضطر محمد للاعتراف بمن جاءوا بها .واعلن بانهم مرسلين مثلما هو مرسل من اله الكون .كما انه سعي بكل ما اوتي من قوة لربط ذاته بهم .وزعم انه ينتمي للنبي ابراهيم .وكان محمد يدرك جيدا بان رفض الاعتراف بهؤلاء قد يكشف زيف ما يتزعمه .فليس من المنطق ان يعلن بان الذين سبقوه ليسوا انبياء في ذات الوقت الذي يعتمد عليهم في تأليف ديانته .كما ان دحض نبوتهم يعني دحضا لنبوته .وبالتالي ليس علي محمد سوي الاعتراف بهم .ولو كان غير ذلك لرفض الاعتراف .بل وطلب من اتباعه عدم الايمان بهم.
بيد ان هذا الاعتراف قد جلب عليه الكثير من الازمات .حيث اعلن البعض بانه ليس نبي .كما ان البعض الاخر اعتبره شاعرا ومجنونا .واشاروا الي ان قرانه ليس الا اساطير الاوليين .بينما ذهب طرف ثالث للقول الي انه لايرقي لان يكون في مرتبة الانبياء والرسل الاخرين .وليواجه محمد مثل هذه الازمات التي كانت تصدر من الذين كانوا يعلمون حقيقته اعتمد علي العنف والقتال .واعتبر كل من لايؤمن به او برسالته ملحد وكافر .ودعا الي قتالهم .واشار الي انه تم تحريف كل الكتب السابقة .واكد بان كتابه نسخ في ذات الوقت كافة تلك الكتب .واعلن بان من يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه .وقطع بان الدين عندالله الاسلام.
وهذا النسخ مع الاعتراف بنبوة الاخرين قد يمنحه المشروعية لاسلمة الاخرين .فهو حينما يعترف بالانبياء والرسل الاخرين دون ان يشير الي انه نسخ كتبهم فانه قد يعطي الفرصة لاتباع تلك الكتب بان يثبتوا بانه ليس نبي .بيد انه عندما ينسخ كتبهم ويشير الي انها محرفة و يعترف بهم في ذات الوقت فانه سيوحي للاخرين الي انه مرسل من اله الكون حقا .كما يثبت انه لاصحيح الا ما يذهب اليه وبالتالي ليس علي الامم الاخري سوي اعتناق ما يعتنقه سوا كان ذلك كرها او طوعا.

#احمد_داؤود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات